بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أسئل الله للجميع العون والسداد .
أحبتي في الله ... إني أحبكم في الله ..
هذه مطوية بعنوان (( عافية مريض ) لفضيلة الدكتور / عبد المحسن القاسم امام وخطيب المسجد النبوي الشريف جزاه الله عني وعن المسلمين خير الجزاء ..
وهـــــــــــــــــــــي :
الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
الايتلاء نعمـــــــــــة :
الدنيا دار عمل وابتلاء ، ولا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته ، ومرض يوهن قوته وحاله ، والبلاء نعمة ، والمرض والشدة بشارة ، وربنا سبحانه يرحم بالبلاء ، ويبتلى بالنعماء ، ومرارة الدنيا للمؤمن هي بعيتنها حلاوة الآخرة . وكم من نعمة لو أعطيها العبد كانت داءه / وكم من محروم من نعمة حرمانه شفاؤه ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) "" البقرة 216 """
والبلاء عنوا المحبه ، وطريق الجنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي .
والعافية من أجل نعم الله على عباده . وأجزل عطاياه عليهم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس . الصحة والفراغ ) رواه البخاري .
وهي أول ما يحاسب عليه العبد في الآخرة . يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أول ما يسأل العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد ؟ . رواه الترمذي .
وأن من أشد التمحيص سلب العافية أو اعتلالها ، وصفوة البشر عليهم الصلاة والسلام ابتلوا بالأمراض . دخل ابن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقال : يارسول الله إنك توعك وعكا شديداً قال ( أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم ) متفق عليه .
وأحاط المرض بأيوب عليه السلام سنين عديدة ..
فوائد في المرض :
في المرض رفع للدرجات وحط للأوزار ، وما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ( متفق عليه .
والمريض يكتب له ما كان يعمل من النوافل في حالة صحته ، وفي المرض يكثر الدعاء وتشتد الضراعة ، في مرض المؤمن زيادة لإيمانه وتوكله على ربه وحسن ظنه بمولاه ، وهو علاج لأمراض النفس من الكبر والعجب والغفلة والغرور ، والرشيد من يعتبر بنوائب عصره ويستفيد الحنكة ببلاء دهره وكل مصيبة في غير الدين عافيه .
الله الشافي :
لا شافي إلا الله ولا رافع للبلوى سواه والراقي والرقية والطبيب والدواء أسباب ييسر الله بها الشفاء فأفعل الأسباب وتداو بالمباح . ولا تقبل على الطبيب بالكلية فالمداوي بشر لا يملك نفعاً ولا ضراً ، قال سبحانه ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك الله بخير فهو على كل شيء قدير ) .
وتوكل على ربك وفوض أمرك إليه فهو النافع الضار . ( وإذا مرضت فهو يشفين ) الشعراء 80
والتجئ إليه فليس كل دواء ينفع / يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وأعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشء لم ينفعوك إلا بشء قد كتبه الله لك ، ولوة اجتمعوا على أن يضروك بشء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) رواه الترمذي .
وأنفع الأدوية حسن التوكل على الله والإلتجاء إليه ، وحسن الظن به والرقية بالقرآن وما جاء في السنة أنفع الأسباب لزوال العلل ، وكذا الدعاء بقلب خاشع وذل صادق ويقين خالص . والاكثار من الصدقة من خير الأدوية وما ابتلى الله عباده بشيء إلا اعطاهم ما يستعينون به على ذلك البلاء .
أدوية نبوية :
وفي ديننا أدوية طب يقينية قطعية ، أدوية طب إلهية من الوحي ومشكاة النبوة . تمر عجو المدينة وقاية من السم والسحر ، يقول عليه الصلاة والسلام ( من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره سحر ) راوه مسلم . والماء دواء للحمى ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الحمى من قبح جهنم فأبردوها بالماء .) متفق عليه .
والعسل لم يخلق لنا شيء في معناه أفضل منه . ولا مثله ولا قريباً منه . والحجامة خير الأدوية . يقول عليه الصلاة والسلام ( خير ما تداويتم به الحجامة) متفق عليه
وفي عجوة عالية المدينة شفاء ، يقول عليه الصلاة والسلام ( ألا ‘ن في عجوة العالية شفاء أو ترياق ) أول البكرة ) رواه مسلم
والحبة السوداء شفاء من الأسقام كلها ، يقول عليه الصلاة والسلام ( عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام _ أي الموت ) متفق عليه .
ومن الأمراض ما شفاؤها بالقرآن والأدعية النبوية ، كإبطال السحر وإخراج الجان وإبطال أثر العين ، وعند المسلمين ماء مبارك هو سيد المياه وأشرفها وأجلها قدراً ، نبع من أرض مباركة في بيت الله الحرام ، ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم ، وتلك الأدوية النبوية الشافية إنما ينتفع بها من تلقاها بالقبول واعتقد الشفاء بها .
وبكثرة الاستغفار تزول الأمراض ويقل أثرها ، قال تعالى ( ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) .
همسة للطبيب :
إخلاص العمل لله هوا مدار القبول وبالإخلاص يبارك في القليل من العمل ويحسن الفعل ، والطبيب المسلم يتطلع إلى الجديد من علوم المعرفة لخمة المسلمين مع عدم الإخلال بما جاءت به الشريعة فيؤمن بالسحر وتأثيراته على البدن . ولا ينكر الجان وتلبسه بالإنس ،وما قد يحدثه من تصرفات على العقل ، ويصدق بالعين وأنها حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ،ويؤمن بالغيبيات ويصدق بالمحسوسات .
أوالله العظيم أسأل أن ينفعنا بما نقرأ وبما نكتب ما فيه الصالح للمسلمين وجزا الله فضيلة الدكتور عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ما كتب أعلاه مختصر من المطوية
العرض العادي
