الايناس ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

رزق مقسوم

رُوي عن أحد الصالحين أنه قال:" صعدت جبلاً مع نفر نلتمس رجلاً من الزهاد المقيمين فيه، فسرنا ثلاثة أيام، فضُرِبْتُ على رجلي، آلمتني رجلي، فجلست على جبل شامخِ، ومضى أصحابي ولم يرجعوا إليّ، فبقيت وحدي لا أدري ماذا أفعلُ!! وطالت وحشتي، ثم طلبت ماءً لأتوضأ به للصلاة فوجدت عينًا، فتوضأت منها وقمت أصلي فسمعت صوت قارىء قرءان، فلما فرغت من الصلاة تبعت الصوت، فوجدت كهفًا، فدخلته فإذا فيه رجل ضرير جالس فسلّمت عليه، فردّ علي السلام وقال لي: أجنّي أنت أم إنسيّ؟ قلت: بل إنسيّ، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ما رأيت ههنا إنسيًا منذ ثلاثين سنة غيرك! ثم قال لي: لعلّك تعبت، اطرح نفسك، فلما كان وقت صلاة الظهر صاح بي: للصلاة يرحمك الله. ولم أر رجلاً أعرف بأوقات الصلاة منه، مع أنه ضرير! فصلّيت معه ثم لما انتهى قام يصلي، فلم يزل هكذا حتى العصر، وصار يكثر من الدعاء، وهكذا حتى صلينا العشاء، ثم قال لي: تأكل؟ قلت: نعم، قال: ادخل داخل الكهف وكل ما تجدُ، فدخلت فوجدت صخرة عليها جوز وزبيبٌ وتفاح وتين فأكلت من ذلك ما أردت.
ثم قلت في نفسي: من أين هذا كلّه! وقمت إليه أسأله عن ذلك، فقال: سترى ذلك معاينة. ثم نمت حتى جاء وقت الصبح فصلّينا، فقعدنا حينما طلعت الشمس حتى ارتفعت قدر رمحين، فإذا بطائر جناحاه أبيضان وصدره أحمر ورقبته خضراء، وفي منقاره حبة زبيب، وبين رجليه جوزة، فوضع الزبيبة على الزبيب و الجوزة على الجوز، وأنا أنظر إليه!!
فلما أحسّ الشيخ بجناحي الطائر قال لي: رأيته؟ قلت: نعم! قال: هذا الطائر يأتيني برزقي منذ ثلاثين عامًا.
وبينما أنا عنده جالس دخل عليه سبعة نفر أعينهم حمر مشقوقة بالطول، فقال لي: لا تجزع منهم، فإنهم من مسلمي الجنّ، فقرأ عليه أحدهم سورة طه، وءاخر من سورة الرحمن ءايات، وءاخر قرأ سورة الفرقان، ثم خرجوا، فعلمت ما له من مكانة وعلم.
وأقمت عنده أربعة وعشرين يومًا، ثم قال لي: حدّثني بقصتك، كيف وصلت إلى ههنا؟ فحدَّثته، فقال: لو علمت أن قصتك هذه ما كنت تركتك عندي هذه المدة، لأنك قد شغلت قلوب إخوانك، وقد ندموا على ما فرَّطوا من أمرك، وأرى أن رجوعك إليهم أفضل من مقامك عندي، فقلت له: إني لا أعرف الطريق للرجوع، فسكت! فلما كان وقت زوال الشمس قال: قم حتى نمضي، فقلت له: أوصني بوصية، فقال: عليك بالعلم والزهد، ولو ذهبت إلى زمزم فإنك تجد ما بينها وبين المقام رجلاً، ووصفه لي، ثمّ قال: فإذا لقيته فاقرأ عليه السلام واسأله يدعو لي، ثم خرج من الكهف وأنا معه، فإذا بسبُع قائم على الباب، باب الكهف ، فتكلّم معه بكلام لم أفهمه، ثم قال لي: اتبعه، فإذا وقف فانظر عن يمينك أو عن يسارك، فإنك تجد الطريق. فسار السبع أمامي ساعة، ثم وقف، فنظرت عن يميني، فإذا أنا أجد الطريق، فتقدمت فوجدت مسجدًا وصليت فيه.
وكنت أحجّ كل سنة وأبحث عن الرجل الذي وصفه لي، فما كنت أراه، حتى كان بعد ذلك بثماني سنين، فرأيت ذلك الرجل على ما وصفه لي بين زمزم والمقام، فسلمت عليه، فردّ عليّ السلام، فسألته الدعاء، فدعا بدعوات، فقلت له: فلان يُقرئك السلام، أي الشيخ، فردَّ السلام وقال لي: وأين رأيته؟ قلت: في جبل كذا! فقال لي: رحمه الله، فقلت: أمات؟ قال: لقد دفنته عند إخوانه في غاره وصليت عليه، وبينما أغسّله إذا بالطائر الذي يأتيه بقوته قد سقط فلم يزل يضرب بجناحيه حتى مات، فدفنته كذلك عند رجليه!
سبحان الله، له في خلقه شئون.

م/ن

توقيع
:220:بحبكم موووووووووووووت

أنتظرتك ..:: عضو مميز ::..

يالله قصة غريبة ومثيرة
سبحان الله معقولة تكون قصة حقيقية
أن الله على كل شي قدير
اشكررك على القصة الرائعه

توقيع
فراشة برونزية كبار الشخصيات

لااله الا الله

سبحااان الله العظيم

قصة قمة في الروووعة انــــوس


الله يعطيك العافية

توقيع
الايناس ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

هلا انتظرتك
نعم قصه حقيقيه من قصص الصالحين
الله يسعدك
يسلمو على مرورك الرائع

توقيع
:220:بحبكم موووووووووووووت

الايناس ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

هلا فراشه
الله يعافيك يارب
يسلمو غلاتي على مرورك الرائع

توقيع
:220:بحبكم موووووووووووووت


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية