في البداية علينا أن نعترف أن العلاقة الجنسية بين الأزواج الهدف منها هو المتعة , والمتعة الجنسية هي مطلب من مطالب الطرفين من هذه العلاقة , فما الفائدة من إقامة العلاقة الجنسية بلا متعة ؟ خاصة بعد أن ندرك أن هذه المتعة هي الطريق إلى السعادة الزوجية , فمتعة الفراش تتحول بلا شك إلى متعة في الحياة وسعادة, وبلا أدنى شك استقرار .

فما هي الطرق الأسهل والأسلم للوصول إلى هذه المتعة ؟ هنالك عدة عوامل تؤثر بشكل إيجابي للوصول إلى المتعة , وهنا سنقوم بذكر أهم هذه العوامل حتى نساعد قدر الإمكان الأزواج في الوصول إلى المتعة المطلوبة بسلاسة وبدون أية منغصات .

ومن أهم هذه العوامل ( الرغبة ) وهذه الرغبة هي المقدمة الأساسية التي ينطلق منها أحد الأزواج لإقامة العلاقة الجنسية , وهذه الرغبة هي المحرك والدافع والحافز لنا لإقامة علاقة جنسية ممتعة, والرغبة في جميع الأحوال هي أساس هذه العلاقة , فبدون رغبة لن يكون هنالك متعة , وإنما علاقة جنسية ستخلو بالتأكيد من أية عواطف , وحتى نصل إلى هذه الرغبة , علينا في البداية أن نعرف الطرق الأقرب للوصول إلى هذه الرغبة , فالعلاقة بين الزوجين يفترض أن تكون قائمة على الحب والود والاحترام وغيرها , والعلاقة الزوجية وهنا تحديداً اقصد (التعامل) بين الأزواج , لها أكبر الأثر في هذه الرغبة .

وهنا دعونا ننطلق إلى الوسائل الأمثل والأرقى للوصول إلى هذه الرغبة . بالتأكيد أن الخجل يدفع الكثير من الأزواج الاستغناء عن وسائل هامة للوصول للرغبة , مما يؤثر بشكل سلبي على هذه الرغبة وبالتالي على العلاقة الزوجية .وهنا علينا أن ندرك أن الرغبة الأساسية في العلاقة الجنسية تعتمد إعتماداً مباشراً على الزوجة , وهي من اكبر المساهمين في هذه الرغبة , وعلى الزوجة أن تتقن هذه اللعبة وأن تتفنن في إيجاد أساليب جديدة ومبتكرة تستطيع من خلالها إيصال الرغبة إلى الزوج وبالتالي تكون العلاقة الجنسية على خير ما يرام .

فعلى الزوجة أن تدرك أن وسائل الإثارة كثيرة ومتعددة , وكل وسيلة لها أثرها على الزوج , فليس كل الأزواج سواسية , وعلى الزوجة في هذه الحالة أن تكون ملمة بمتطلبات الزوج وأكثر الأساليب إثارة له . وحتى نساعد الزوجة في الوصول إلى هذا الهدف , علينا أن نستعرض هنا أهم تلك الأساليب . فكما يقولون عن الطعام أن العين هي التي تأكل ,نحن نقول هنا أن العين هي المنفذ الأهم لإثارة أحد الأزواج , وطالما نتحدث هنا عن الزوجة فإن الطريق إلى إثارة الرجل لابد لها أن تمر من خلال العين , وعلى الزوجة في هذه الحالة أن تركز على عين الرجل, وأن تحاول قدر الإمكان إرسال رسائل الإثارة من خلال عين الرجل , فعين الرجل دائماً في حالة مراقبة , تبحث دوماً عن كل جديد , لذا على الزوجة التركيز على هذه العين , وتقديم أمتع المشاهد لهذه العين حتى نصل إلى إرضاء صاحبها , فعين الرجل هي المستشار الجنسي للرجل , وبدون العين لن يصل الرجل إلى هذه الإثارة , وقد يقول قائل أن هنالك حالات لا تكون العين حاضرة في العلاقة الجنسية , وقد يقصدون الهاتف أو وسائل الانترنت الحديثة , بحيث تتم هذه الرغبة وهذه المتعة دون الاستعانة بالعين , وللجواب على هذا السؤال نقول , ليس هنالك أي احتمال لوصول الرجل للإثارة بدون العين , فمن يمارس الجنس من خلال الهاتف أو الانترنت فهو يستخدم لغة الخيال , وهذا الخيال هو عبارة عن مشاهد وتخيلات , نرى من خلالها الصور التي تثيرنا ,وهذا تأكيد على أن العين هي أساس الإثارة.

ولنعود إلى وسائل الإثارة التي ينبغي على الزوجة استخدامها للوصول إلى عين الرجل . فمن الطبيعي أن يكون لكل رجل ذوق مختلف عن الأخر في وسائل الإثارة , وهذه من مسؤولية الزوجة التي من واجبها أن تكتشف هذا الذوق , وعليها أن تكون متجددة دوماً , بحيث تغير مظهرها كل فترة حتى يشعر الزوج بالتجدد وحتى لا يقتله الروتين , ولا أعتقد أن الزوجات يجهلن كيفية التعامل مع هذا البند , ومن المعرف بأن الإنسان كباقي الكائنات تجذبه الرائحة , وهذا دليل على أن الرائحة تلعب دوراً اساسياً في عملية الإثارة , وعلى الزوجة أيضاً أن تكون متجددة حتى في هذا المجال , وأن تختار من الروائح ما يلفت نظر زوجها ويدفعه إلى الفراش .وهنالك عامل أخر اتفق عليه الكثير من الأخصائيين في هذا المجال وهو الصوت . فالصوت أيضاً مهمته كمهمة العين وله دور أساسي ايضاً في إثارة الزوج , فمن خلال الصوت وطريقة الكلام وطريقة الهمس وغيرها من الإمكانيات الصوتية ,من شأنها أن توصل الرجل إلى الفراش ايضاً .

والآن سنتحدث قليلاً عن الخجل , هذا الشعور الذي قد يؤذي هذه العلاقة ويصيبها بالخمول والفتور , فالخجل كما قلت سابقاً مرغوب ومطلوب , ولكن علينا أن ندرك أن ليس كل أنواع الخجل مطلوبة , ولكن في المحصلة النهائية علينا أن نعترف بوجود الخجل , وأن هذا الخجل قد يكون مصاحباً للزوجة طوال فترة حياتها , وحتى لا نجهد الزوجة بمطالبتها بالتقليل من الخجل , علينا أن نعلمها طرقاً أخرى تستطيع من خلالها إيصال رغبتها للزوج ودون الاستغناء عن الخجل . ومن هذه الطرق الحركات الإيمائية , بمعنى أن تستخدم الزوجة جسدها بالتعبير بدلاً عن صوتها , ولغة الجسد أي (الحركات) لغة مفهومة وسهلة وسريعة الوصول إلى المبتغى , وهذه الحركات من شأنها أن تؤثر تأثيراً مباشراً على الزوج كبديل للصوت أو لغة الكلام .

والآن دعونا نتحدث عن عامل أخر من عوامل الوصول إلى الرغبة والمتعة الجنسية , وهذا العامل يكمن في التوقيت , فليست كل الأوقات مناسبة لهذه العملية , ولكن وكون هنالك اختلاف في الرغبات بين الزوج وزوجته , فمن المحتمل أن يطلب الزوج زوجته في وقت لا يناسبها , أو قد تكون مرهقة من عمل المنزل أو من تربية الأطفال وغيرها من العوامل التي من الممكن أن تؤثر على نفسيتها , فما تعود تملك الرغبة في هذا التوقيت بالذات للممارسة الجنسية , وحتى لا يكون هنالك خلاف جوهري بين الطرفين على الزوجة أن تحاول بأسلوب لبق وجميل وجذاب إيصال فكرتها لزوجها بأنها غير قادرة على مجاراته بهذه العملية , ولكن دون إشعاره بعدم رغبتها وإنما بعدم قدرتها وهذه النقطة مهمة للغاية , فلو وصلت الفكرة للزوج أن زوجته غير راغبة فهذا يؤثر بشكل سلبي على الزوج , وإن شعرت بأنها لم تتمكن من إقناعه وما زالت الرغبة موجودة لدى الزوج , فأنصحها بتلبية طلبه دون تردد , حتى لو لم تكن تملك تلك الرغبة ,لأن صد الزوج عن الفراش من الناحية الدينية حرام.وهذا من باب إرضاء الزوج على حساب النفس وهذا يحسب لها لا عليها.

وخلاصة الموضوع , إن الزوجة في العلاقة الجنسية هي (الدينمو) الذي يولد طاقة الرغبة لدى الرجل , وعليها أن تكون مرنة للغاية في وسائل الابتكار والتجدد , فإثارة الرجل من أسهل ما يكون لمن تملك الأسلوب , وإثارة الرجل من أصعب ما يكون لمن لا تملك هذه الأساليب التي من شأنها أن تحول الرغبة إلى حاجة لا أكثر ولا أقل .فعليك أيتها الزوجة أن تبحثي كل يوم عن الجديد وعن المثير , وأن تراقبي زوجك في أثناء مشاهدته التلفاز أو في الأسواق وأن تنتبهي لما يثيره وأن تعملي به , وإياك أيتها الزوجة أن تتحولي إلى روتين فهذا الروتين يقتل الرغبة , ويجعل من الزوج فريسة سهلة للملل.

لقد تحدثنا هنا عن الأساليب الواجب إتباعها لدى الزوجة , أما الزوج فلا أعتقد أن الأساليب تختلف كثيراً , وسأحاول أن اخصص موضوع مستقل للأساليب التي على الرجل إتباعها حتى يؤثر على زوجته , ويجعلها تصل إلى حالة الرغبة .