ذكريات مكان ..:: مشرفه دليل همس القوافـي ::..

من أوراق الحياة
بقلم / ندى الشهري
قصة و معنى ..




(في هذه الحياة الكثير من البلايا الخفية، والكثير من الأشواك حول كل وردة)

مقوله نفيسة عرّفتها أديبة لبيبة، مقبلة على الحياة، يمور قلبها حيوية وعطاء،
باعدتنا الأيام وافترقنا جسدين، لكن روحينا، في لقاء دائم، لطالما أمتعتني بحديثها العذب،
ومواهبها المتعددة، تزوّجت بعد مدة، وخفت على إثره اتصالاتنا، وراعيت أنا ذلك
فهي مقبلة على حياة وزوج ومسئوليات، كثيرة، وأنا أقدّر ذلك كله،
لكنها في إحدى المرات لمّحت لي بأنّ زوجها هو من لا يحبذ الاتصالات الكثيرة،
ويود منها قصر اتصالاتها على الأهل، فقط، قلت لها لا عليك، هوّني عليك،
زوجك على حق، فهو لا يريد إلاّ راحتك واستقرار حياتكما الزوجية،
بعيداً عن ضوضاء الصديقات، ولا بد من احترام وجهة نظره!
المهم أنك سعيدة وهانئة في حياتك! تلعثمت عند سماع هذه العبارة، ولم تعقب؟!!

شعرت بارتعاشة صوتها عبر أسلاك الهاتف، وبقلق عميق، لكنني قلت في نفسي

لربما كانت مرهقة، أو لديها مشاغل منزلية، تود إنجازها لذلك هي تتعجل إنهاء المكالمة،
لكن يمنعها الخجل! لذلك هي تنتظر مني أنا إنهاء الاتصال!
حسناً قلت لها لن أطيل عليك، وأوصيتها بنفسها وزوجها وأهله خيراً،
(خليهم على راسك) ..
لا تسمعيهم إلاّ أعذب الكلمات، ولتريهم جميل الفعال..

وانتهت المكالمة وما زالت عواصف الشك والقلق، تنتابني، وكلما حاولت طردها،

رجعت أقوى وأعتى، ومر عام كامل على زواجها،
بعدها حملت حقائبها وجراحها وعادت لمنزل أهلها، مطلقة، محطمة الروح والكيان.

توجّهت فور سماعي للخبر لمنزلها، ويا لهول ما رأيت! رأيت شبحاً لإنسانة!،

وجه تعلوه الكآبة، عينان غائرتان، وهالات أحلك من ظلام الليل،
وجسم هزيل شفه الألم،وبرحه، ذهلت تماماً لمنظرها،

وقلت لنفسي: أيعقل أن هذا الشبح الماثل أمامي هو من كان في يوم من الأيام
رمزاً للجمال والبراءة، والنقاء، وخفة الظل؟ كلا كلا لا بد أنني أحلم،
لا بل إنه كابوس فظيع؟

حاولت جاهدة السيطرة على نفسي كي لا أزيد الأمر سوءاً، ولا أدري كيف سيطرت على مشاعري،

لكنها سيطرة مؤقتة، زالت بعد أن أخبرتني بما حل بها، بعد انتهاء شهر (العلقم والبصل)،
حيث ظهر الوجه الآخر لزوجها، ذي الشهادات العليا، وحرف الدال الطنان الرنان!
ألقى ذلك الزوج بقناعة المستعار على أقرب أريكة، (وابتدى المشوار) ..

حرمها من زيارة أهلها وأقاربها، حرمها الكتابة، حطّم آمالها وقتل طموحاتها،
واغتال كل مظاهر الفرح والسعادة في قلبها، هذا عدا مغامراته النسائية المتعددة ؟!
ومما زاد في صدمتها، وألمها، أنه كان ممن يتغنّون بحق المرأة في النبوغ والإبداع،
وفق حدود الشريعة الغراء، وكان ممن ينادي بالحفاظ على كرامة المرأة ومشاعرها،
وغيرها من موشحات وكلمات مدبجة، تغنى بها ورددها في كل مكان وزمان؟!

لكن وا أسفاه، (سقط قناعك أيها الرجل)، وعدت مجدداً لتغتال طموح امرأة برئية،

صالحة، لأنك لا تريد أن يغرد في هذا الكون سواك أنت!
وقلت في نفسك، من تظن نفسها تلك المرأة حتى تأتي وتنافسني، لم تخلق بعد من تفعل ذلك؟!
هي لم تنافسك، في شيء ولم تساو نفسها بك مطلقاً، وتعلم يقيناً أنك الرجل
وبأنّ الله فضّلك عليها لأنك تستحق ذلك، وأنت (على العين والراس) أباً وأخاً وزوجاً،
بل كانت تتحدى نفسها وتبدع وتتألق من أجلك لتفاخر وترفع بها رأسك عالياً!
لكن أفقك الضيق، جعلك تظن أنها، تود المساواة بك فأطلقت يدك ولسانك بلا هوادة عليها!
إني أتساءل أيها المثقف يا من تغنيت بحقوق المرأة! ماذا تركت لغيرك ممن هم دونك علماً
وممن لا يحملون من العلم شيئاً؟ مع أنني أجزم بأنّ فيهم من الرجال ممن يفوقك
عقلاً ورجولة وشهامة، بربك ماذا تركت للجهلاء؟! ليتك سكت وتركت الفلسفة،
ولم تتظاهر بالبراءة وفي داخلك شيطان مريد!

أما أنت يا عزيزتي فاحمدي الله على كل حال، واسجدي له شكراً،

لأنك خرجت من تجربتك المريرة، بأقل الخسائر، وخلصك الله من براثن، شخص،
مريض، يتغنّى باحترام المرأة جهاراً نهاراً، و يغتال إنسانيتها في المساء؟!
اتركي اليأس واعتزلي (محراب الدمع) ..
صحيح هو بلسم يغسل القلب، لكن لا تجعلي محراب الدمع، ملجأك الوحيد،
فتكون حياتك شلال دموع؟!!

الحياة يا حبة القلب مازالت مستمرة، والأمل الباسم، بانتظارك،

ما عليك سوى التحلِّي بالقوة والعزيمة والقرب من الله، وستعودين بإذن الله لسابق عهدك،
متألقة مشرقة، أنت وغيرك ممن مررن بتجربة مشابهة..
لكن تأكدي أيضاً بأنّ هناك رجالاً في غاية المروءة والنبل والإحساس,
(ينحطون عالجرح يبرا) حتى لا أكون من الظالمات.
(ولكن أعداد الرجال قليل)؟!

* *

آخر الأحلام

مازلت أبحث في ظلام الناس

عن زمن برئ الصبح يهدي التائهين

مازلت أسكب حزن أيامي

دموعاً في قلوب اليائسين

مازلت أحلم بالزمان الآمن الموعود

يحملني إلى وطن عند الحلم مرفوع الجبين

أترى يفيد الحلم في زمن الشفاء؟!

مازال حلمي رغم طول القهر

مرفوع الجبين



القصه اعجبتني فحبيت انقلها لكم


ورده جذابه ..:: عضو مميز ::..

مشكوره حبيبتي قصه رائعه...

توقيع
أغ ـــانيج ..:: كبار الاداريين ::..

راااااااااااااااااااااائعه

ربما ان القصه مشابهة للكثير من القصص

سواء في عالم النت او في الواقع

ولكن طريقة سردها احترافية جميله

اشكرك يالغلا على طرحها

وانتظر جديدك الرائع اكيد

توقيع
الحب دعاااااء
فمن يحمل في قلبه حبا لي ...
فليذكرني بدعوه ,,
يعلم الله كم احتاجها :111:
سامحوني على الغياب
ظروفي لا تسمح لي بدخول المنتدى هذه الفتره
وسامحوني ان طاال هذا الغياب ولم اعد
دلوعة عبود ..:: عضو مميز ::..

يعطيك العاافيه على القصه الراائعه
وباانتظاار جديدك

توقيع
ياخوي يا عزوتي ياضحكتي وبكاي
. . . . يامن على فزعتي يمينهـ في يمناي
من لي سواكـ اللي على أكتافهـ أرتكي

. . . .أنت العضيد اللي أشد فيكـ الظهر يا خوي

حمتــ(اللي من قدو)ــو ..:: جديد ::..

مشكووووووووووورة أختي ذكريات مكان حتى لو كانت منقوله لكن أقل شيء أنتي حبيتي غيرك يستفيد مثل ما استفدتي وهذا من مبدأ حلو يفتقر إليه كثير من الناس في الزمن هذا رغم أنه لا يكلفه شيء أن يستخدم التقنية الحديثة في خدمة الغير فلا يكلفه سوى ضغطه على زري النسخ وضغطه على زري اللصق ومع ذلك لا ينقلونله للفائدة فشكراً لك مرات أخرى ووفقك الله لكل خير وننتطر المزيد من شهدك الرائع وإن شاء الله المرة القادمة ستكون من تأليفكي أنتي فأنا أعرف إنسانه عادية ومع ذلك تنبأت بمهاراتها من غير أن تخبرني بذلك ووجدت أنها مبدعة في كتابة الروايات وسأحضر لكم بعضها إن شاء الله وغيرها الكثير ممن أكتشفت بفضل الله مواهبهم قبل أن يعرفوها وأتوقع لكي مستقبلاً جميلاً إن شاء الله وغيرها من المواهب ولكن أولها هي الكتابة . وأما بالنسبة للقصة فهي ولا أريد أن أخيفكم فقد كثرت في الآونة الأخيرة لأننا لو لاحظنا أن أغلب من يتزوجون هم من صغار السن اللذين لا يعرفون للمسئولية حتى الإسم وقليل ماهم وقد مر علي شخص من هؤلاء ويربطني به قرابة للأسف وقد تناقشت معه نقاشاً حاداً حتى حجرته في الزاوية ولم يجد أي عذر إلا السكوت وهذا هو حال هؤلاء الحقيرين من حثالة المجتمع اللذين يطالبون بحقوق المرأة وهم في واقعهم لا يقصدون إعطاء كل ذي حق حقه بل يكلون بميزانين فتجد من جهة أهله لا يقيم لهم وزن ويفعل مثل ما فعل هذا الحقير ومن جهة النساء الأخريات يريد خروجهن وقيادتهن ومزاحمتهم للرجال وغير ذلك ومع كثرتهم إلا أن أولاد الحلال كما أسموهم في كل زمان ومكان والتي تجد منهم فلتمسك به بأسنانها وأصابعها وكل ماتستطيع وفي المقابل الذي يجد بنت الحلال فليتمسك بها أيضاً بكل ما يستطيع فإنهم كنز لا بيع فيه ولا شراء ومن فرط فيه فهو خسران أشد الخسارة ولن يستطيع تعويضه بأي حال من الأحوال والله أعلم وأما بالنسبة لأختنا اللي حصلت لها هذه القصة فقد مر علي الكثير ممن هم بمثل حالتها ومع ذلك لم يضرهم والحمد لله ما أصابهم بل عادوا الكرة والحمد لله تكللت بالنجاح وكانت التجربة الأولى هي مقياس لقدراتها وإمكاناتها و بفضل الله عاشت حياة أنستها جميع همومها وأحزانها السابقة ولو أنها أنطوت وأنعزلت وانزوت عن الناس مثلما يفعلن أغلب الفتيات هدانا الله وإياهن واعتقدت أنها بذلك ستنسى همومها وأحزانها وستنسى ماحصل لها فستتعرض إلى أزمة نفسية قد تكون مزمنة لأنها ستتذكر طيفه بكل زمان ومكان وهذا اللي يفترض أن يكون في حل كل مشكلة وهو أن يجتمع الشخص بمن يحب ليسامرهم ويسامرونه لكي ينسى ما مر به . عذراً على الإطالة وأتمنى أن يكون قد أعجبكم ما كتبت وشكراً للجميع:196:


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية