علاء الحميري ..:: عضو مميز ::..

الغروب سحراً .. ( قصة قصيرة )


التهم الأفول آخر خيط للقمر، فاختف النور خلف ظلام حالك عدا بعض قبس من النجوم تتلألأ في السماء.

كان الليل موحشاً، والطريق خالية إلا من ريح تعوي، تنفث الغبار والحصى .. وشيء من أشجار سدر عارية مرتمية على جانبي الطريق بدت كأشباح رهيبة تبعث في القلب الخوف.
من عمق أعماق الظلام كان قادماً، متحدياً الريح التي تدفع بالأوراق اليابسة تجاهه، فتصطدم به وتسقط على الأرض ليدوسها بقدميه دون خوف.
بالتأكيد هو الآن يجول في ماضيه .. فعندما تغمره الذكرى ينجذب إليها بكل مشاعره وأحاسيسه، حتى يكاد ينسى نفسه، فلا يشعر بوحشة الليل أو ظلمة الطريق، أو حتى رهبة المكان المقفر، فقد بات شبه مألوف لديه يسلكه دائماً كلما عاد من السوق الذي يعمل به إلى قريته. لا يعبأ ببعد المسافة فالسيارات نادراً ما تمر ليلاً إن نوى أن ينتظر إحداها تقله إلى قريته.
لقد صار يجد في العودة راجلاً وسط هجعة الليل راحة تامة تمكنه من الرجوع إلى ماضيه حيث يجمع فيه فصوله الأربعة في لحظة واحد.
عب ملئ جوفه هواءً بارداً، ثم زفره محملاً بدفء من الماضي، وراح يلملم صوراً من ألبوم ذكرياته ليستعرضها أمام عينيه.
* * *

إنها كالروضة الغناءة، كلما نظر إليها انغمر قلبه بالسرور.
فمن وجهها الصافي ينداح شعاع الصبح، ومن بين ثناياها تشرق ابتسامتها أبهى من الشمس..
لها قوام رشيق كغصن شجرة بان، وشعر ليلي طويل يحتضنها، وعينان واسعتان تكتحلان بالوداعة والجمال، أما قلبها فتسكن فيه الرحمة النازلة من السماء.
خفتها ومرحها كانا أكثر شيء فيها جعلته ينجذب إليها، ويتقرب منها، حتى تزوجها لتملأ حياته حباً وسعادةً.
كانا يجلسان معاً في الصباحات الندية يرتشفان الحب بعينيهما، وفي المساءات يتسامران تحت أجنحة من ضياء القمر، يتبادلان دفء المشاعر والأحاسيس فيقودهما المرح والدعابة إلى أن يقول لها ممازحاً " أريد ابناً " فتقول مداعبة " أريد بنتاً "، فيعاود مزحته، وتستمر في دعابتها حتى يفترا، فينفجر مقهقهاً ويضمها إلى صدره، وتشده هي إلى قلبها، وقد وصلا إلى حل لمداعبتهما تلك، أن يملآ البيت بنيناً وبناتاً.
كانت في البدء دعابة، ثم صارت حلماً يراودهما، أن يمتلئ البيت بضجيج الأطفال، وهم يلعبون ويمرحون ويضحكون .
* * *

اجتازا التل ذات صباح على متن السيارة، متجهان نحو المدينة، وفي أحدى المشافي، كانت تنتظرهما نتائج الكشف والفحوصات.
هرول مسرعاً نحو الطبيبة :
- خيراً يا دكتورة !!
صمتت صمت رداءها الأبيض، ثم عادت تقلب الأوراق بين يديها فاستطرد بقلق:
- ما هي النتائج ؟
- كل شيء بقدرة الله يا أخي..
وناولته الأوراق مفعمة بنظرات رحيمة.
انعقد حاجباه فجأة، وانتفخت جبهته، وهو يستعيد الكلمات الأخيرة التي وقعت على قلبه جملة واحدة، فكانت ثقيلة كثقل جبل، ثم أحس بصدره يهبط.
كانت عيناه تكتمان صرخة مكلومة، فأشاح بوجهه بعيداً عن نظرات زوجته التي كانت تستقرء وجهه في تلك اللحظات.
* * *

"يسمح الدين بتعدد الزوجات" ..
هاجس طالما راوده، وأخذ يطرق باب تفكيره، لكن عقدين ونصف من المودة والرحمة كانت تستوقفه، فهو لا يريد أن يخدش مشاعرها الرقيقة التي طالما ملأت حياته حباً وأماناً.
لكن الأبوة هي زينة الحياة بذاتها.. وهي التي ستهبه الكمال في نواقص كثيرة في حياته.
كان يصل إلى البيت وأحلاما تراوده، أن يفتح أطفاله الباب، فيهرعون يتشبثون بإزاره قبل أن يلج فيستنجد بأمهم ويضيع صوته بين أصواتهم المرحة..
لكن ما يكاد يصل إلى البيت حتى يجد زوجته واقفة تنتظره عند عتبة الباب وحيدة فريدة في جو من الهدوء و السكون.
إنها كثيراً ما تتألم لأجله فهي تحس بما يجيش في خاطره من أمنيات رغم اصطناعه السعادة.
- بماذا تفكر ؟
- لا شيء.
تدنو منه، تمسك برأسه وتضعه على صدرها، تمسد شعره الذي اكتست أطرافه الشيب، وتحاول أن تبعده عن شروده :
" إنه قدر الله " .

تحاول جاهدة أن تغطي ذلك الفراغ الذي يعيشانه، فتكثر من صلاتها ودعائها في أن يرزقهما الله من الأطفال ما يقر به عين زوجها ويعيد إلى شفتيه ابتسامته.
* * *

صوت بكاء، انتشله من خمار ذكرياته، استوقفه، أصاخ السمع، وأخذ يبحث عن مصدر الصوت..
كان الصوت بعيداً فاقترب مع اقترابه.. حتى أحس بخطواته تثقل.. فتوقف على شفا حفرة صغيرة، صوب ناحيتها ضوء مصباحه، وصرخ بذعر !! " يالله " .
ارتعشت شفتاه، وسرت في جسده قشعريرة.. وبسرعة خلع معطفه ووضع فيه المولود الصغير الذي ملئ جسده الصغير الحفرة..
- أي أم بلغت بها القسوة أن ترمي وليدها في هذا الخلاء تحت عواء الرياح والذئاب !
حمله إلى صدره، فهدأ الطفل عن البكاء، فأحس بدفء ينبعث من صدره..
دفء جديد انبعث من اللاشي، أو من كل شيء ونما وتدرج حتى عانقت روحه روح هذا الطفل، إنه أشبه بدفء عاطفة الأبوة، أو هي عاطفة الأبوة بذاتها، التي سيشرب كأسها مع هذا الطفل الذي ساقته الأقدار إليه.
هرول مسرعاً يحمل البشرى إلى زوجته، وقد رفع رأسه نحو السماء :
- اللهم لك الحمد.. جاء من يملئ لنا الفراغ !
وصل إلى البيت والفرحة تحجب عنه العالم المنظور، لم تك زوجته تنتظره عند عتبة الباب كعادتها، فدخل البيت مسرعاً، وناداها نداءات متتالية فهو يود لو يبث لها البشرى بأسرع ما يمكن، دلف غرفتها فوجدها نائمة، ناداها مراراً فلم تجب، ثم تقدم إليها ليوقظها ..
لكن ..
....
تجمدتْ في عروقه الدماء، جف حلقه، وانحبس الكلام بين شفتيه، فشعر برعشة تسري في جسده، ثم برك على ركبتيه، وفي قلبه الفياض احتدمت معركة رهيبة بين شعاع أمل ينبثق من بسمة طفل في أحضانه، وبين عواصف الموت تنداح من بصر زوجته الشاخص في اللانهاية..
وبين هذا وذاك وضع وجهه بين كفيه وراح ينتحب.

شفاااايف عطشااانهـ ..:: عضو مميز ::..

قصه حلوهـ

الشكر لك على نقلها

يصلموو علاء

توقيع
وي ياامي اشبكم عليه

انا مرررهـ زعننه منكمh

محدشاركني فى جريمتي

لا تخافوا مافيها اعدام بسسس قصاص خخخخخخخخخخخخخ

يله ياشطار تعالوا باالطيب قبل أتهمك باالقتل تيب ياحلوين


http://0o1o0.com/vb/showthread.php?t=31651




العلياني ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..



عــــــــــلاء الـــحـــمــــيــــــرى ...... ..





يـــعـــطــيـــك الــعــافــيــة عــلــى نــقـــلك الـجــمــيــــل ..... ..






اخـــــــــــــوك /

الــعــلــيـــانــــــي .... ..

توقيع
ج ـــلــنار ..:: نائبة المشرف العام ::..

قصة رااااائعة ومؤثره

تسلم ايديك أخوي علاء

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

توقيع
سبحان الله وبحمده
فيصل القرني ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روعه يسلمووووووووووو

توقيع
احبتي في الله الله يسعدكم

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية