تأثيرات السن على العملية الجنسية

يمتلك الرجال والنساء القدرة على إظهار الرغبة الجنسية ، وممارسة الجنس من سن البلوغ إلى نهاية الحياة.
والجدير بالذكر أن أفراد الجنسين الذين كانوا فعالين جنسياً في سني النضج هم أكثر استجابةً للجنس في سني الهرم أكثر من أولئك الذين لم يظهروا فاعليةً جنسية.
ومفتاح ذلك –أي الحفاظ على الفاعلية الجنسية رغم بلوغ الكبر والهرم- يكمن في ممارسة العلاقات الزوجية الحميمة بانتظام عبر السنين.

الطريف في الأمر أن بعض الثقافات تتحيز ضد النشاط الجنسي في السن المتوسط والمتأخر ، وتنظر لللإنجذاب الجنسي في هاتين المرحلتين العمريتين بعين الازدراء، وحتى كلمة (مثير) أصبحت في كافة بقاع العالم كلمة مرادفة للشباب ، وهذا جلي في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.
ولكن لهذا الأمر تبعاته.

فالكبار في السن ومن الجنسين يحصلون على خدمات طبية أقل جودة في العالم ، لأنه لا يتم التركيز على الأمراض الجنسية السارية عند فحص هؤلاء ، بل قليلا ما يتم تخمين ذلك ، لأنهم يظنون خطأً أن العجائز لا ينزلقون إلى سلوك جنسي بدافع الإغراء مثلاً اعتقادا بخمود نزواتهم ورغائبهم الجنسية عند الهرم.

والمحزن حقاً أنه حتى عند وصف الأدوية لهؤلاء لعلاج أمراضٍ مزمنة لديهم لا يؤخذ في الحسبان كثيراً أعراض هذه الأدوية الجانبية وتأثيراتها السلبية على الأداء الجنسي ظناً منهم أن ذلك ليس بذي بالٍ بالنسبة إليهم ، وهذا خطأ جلي أيضا، وامتهان لحقوقهم، والأخطر من ذلك ان كبار السن هؤلاء قد يتوقفون عن تعاطي علاجٍ لمرض مزمن كضغط الدم مثلا نظراً لتأثيره السلبي على قدراتهم الجنسية!.

ودرءاً لذلك :

عونا نستعرض التغيرات التي تطرأ على الاستجابة الجنسية بتأثير السن:

رغم قدرة المرء في سنوات التسعين أو حتى ما بعد ذلك على ممارسة الجنس إلا أن السن يفرض تغييراته بلا شك على الاستجابة الجنسية التي تصبح أبطأ وتيرةً ، كذلك يقتضي الوصول للمراحل المختلفة آنفة الذكر وقتاً أطول ، وكذلك تقل قوة الحس وتصبح الأعضاء الجنسية أقل حساسيةً من قبل ، كما ويقل الشعور بالإثارة ويصحب الوصول للإرجاز أكثر صعوبةً وإن حمل من اللذة ما حمل.

ورغم هذا الانخفاض في مستوى الكفاءة الجنسية فان امرأةً في الأربعين مثلاً تكون أسرع وصولا للإشباع و الإرجاز من امرأةٍ في أول العشرينات ، ربما يعود ذلك للتعود ، ولفهمها لطبيعة جسدها وكيفية تفاعله مع الرغبة والاستجابة الجنسيتين ، بيد أنه مع تقدم المرأة في السن تطرأ تغيرات فسيولوجية (ما يعرف بسن اليأس) مما يؤدي إلى انخفاضٍ حاد في مستوى هرموني الإستروجين و البروجيسترون في الدم، وهذا بالتأكيد يؤثر سلباً على الوظائف الجنسية بما في ذلك نقص في مرونة المهبل وإفرازا ته وتغير بطانته الخلوية مما يؤدي إلى عسرٍ وعدم ارتياح أثناء الجماع ، وكذلك تعاني الإناث في هذه المرحلة العمرية من تقطع البول نظراً لهبوط الإستروجين ، ومن قلة الرغبة الجنسية نظراً لهبوط التستوستيرون –والذي ينتج لدى الأنثى من تحولاتٍ أيضية-.
وفيما يلي أبرز التغيرات في المراحل المختلفة بتأثير السن:
1- مرحلة الرغبة: قد يشعر المرء بقلة الرغبة مع الزمن لا سيما النساء بعد سن اليأس- وقلة الرغبة لا تعني انعدامها-.
2- مرحلتا الإثارة والهضبة:
• * لدى النساء: بطء في تم التعديل نقص في انتفاخ تم التعديل ، نقص وبطء في الإفرازات المهبلية أثناء الإثارة، نقص في ارتفاع الرحم للأعلى ، وانخفاض في التوتر العضلي.
• وهنا تجدر الإشارة إلى النساء الولودات يشعرن بانبساط وارتخاء أكبر في المهبل، الأمر الذي يقود إلى تهيجٍ أقل أثناء الجماع.

• * لدى الرجال: تأخر في الانتصاب ، وقلة في صلابة تم التعديل، تأخر في تهيج الحلمتين، زيادة في مدة الإثارة ، انحسار في مرحلة ما قبل القذف ، وفترة أطول ما بين مرحلتي تم التعديل وانخفاض في التوتر العضلي ، تأخر في ارتفاع تم التعديل، وفترة أقل للإرجاز .
3- مرحلة الإرجاز:
تعاني النساء من انخفاضٍ في مستوى الطفح الجلدي ، أما الرجال فيعانون من فترة قذفٍ أقصر، كما وتقل كمية السائل المنوي ويقل عدد الانقباضات المصاحبة للقذف.
مرحلة الانصراف( الانسحاب):
* لدى النساء : لا يحدث توسع في عنق الرحم.
* لدى الرجال: ينتهي الانتصاب بشكل أسرع ، وتصبح فترة الجموح أطول بكثير ، رغم سرعة العودة إلى مرحلة ما قبل الإثارة ، ويمتد تهيج الحلمتين لدى الرجل لفترة أطول بعد الإرجاز.
وتجدر الإضافة هنا أن الحياة الجنسية تصبح أكثر ثراءً في سني الهرم نظرا لانعدام احتمالية الحمل ، وعدم الحاجة إلى تعاطي موانع الحمل مما يجعل الزوجين أكثر ارتياحا وأعظم شعورا بالاسترخاء.