(( العثور على طفلين لقيطين وضعا في "كرتونتين" بالشارقة صور ))







عُثر في الشارقة على طفلين لقيطين ذكر وأنثى، أحدهما في منطقة الزبير والآخر في منطقة العزره بالإمارة، بعد أن قام مجهولون بوضعهما في علبتين ورقيتين، كل على حدة.
وتم نقلهما إلى قسم الأطفال بمستشفى القاسمي في الإمارة، كما قام فريق من الأطباء المعنيين بإجراء العديد من الفحوص الطبية لهما للاطمئنان على حالتهما الصحية والتأكد من عدم تعرضهما لأي مكروه.
وكان قسم الطوارئ بالمستشفى قد تلقى بلاغاً بالحالة الأولى منذ أربعة أيام، وهي لطفلة تم وضعها داخل كرتونة ليمون في منطقة الزبير وملفوفة ببطانية، وأن مجموعة من العمال قاموا بالاتصال في ساعة مبكرة من الصباح بالجهات المعنية للإبلاغ عنها.



وأدخلت الحالة الثانية للمستشفى صباح الجمعة الماضي، وهي لطفل وجد أمام أحد المنازل في منطقة العزره وتم وضعه في "كرتونة" موز، وقام أحد الأهالي بالإبلاغ عن وجوده وقامت الجهات المعنية بنقله للمستشفى.

وقال الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي إن قسم الأطفال استقبل الحالة الأولى منذ أربعة أيام، وهي لطفلة لم يمر على ولادتها سوى يومين فقط وهي موضوعة في كرتونة ورقية، بينما الحالة الثانية لطفل لم يمر على ولادته سوى يومين وكان موضوع في كرتونة ورقية أيضاً.
وتابع أن فريقاً من الأطباء المخصصين قاموا بإجراء كافة الفحوص للاطمأنان على الحالتين، والتأكد من عدم تعرضهما لمكروه نتيجة إلقائهما في الشارع العام أو تعرضهما لجفاف قد يكون قاتلاً، إذا ظلا لفترات طويلة، وخاصة أنهما ما زالا حديثي الولادة، ولم يمر عليهما أكثر من أسبوع بعد الولادة.
وأشار إلى أن من بين الأضرار التي قد تحدث لهؤلاء الأطفال عند إلقائهم في الشارع العام، بعض الحروق والالتهابات التي تنجم عن الارتفاع الواضح في درجة حرارة الأجواء، وخاصة خلال الفترة الحالية أو البرودة الشديدة في أيام الشتاء، وذلك لضعف مناعتهم بصورة واضحة كونهم حديثي الولادة.
وبين النورياني أن الأطباء المعنيين يقومون بالمرور بصورة مستمرة على هذه الحالات، للتأكد باستمرار من أن حالتها الصحية قد استقرت، وأن وضعها الصحي بات مطمأناً وأصبحوا مولودين عاديين، يحظون بالرعاية الطبية الكاملة.
من جانبها، أكدت نعيمة خميس الناخي رئيسة قسم الخدمات الاجتماعية في مستشفى القاسمي بالشارقة، أن المستشفى يعتبر الجهة التي تستقبل مثل هذه الحالات من الأطفال مجهولي الأبوين، وأنه وبمجرد دخول أي حالة للمستشفى، تجرى لها كافة الكشوفات التطمينية، وعندما تستقر حالتها الصحية يتم تحويلها لدار الرعاية الاجتماعية بالإمارة، لتتخذ معها الإجراءات المتبعة لتسجيلها وتقديم الرعاية لها.
وأوضحت أن الحالة الصحية للطفلين اللذين قدما للمستشفى الأيام القليلة الماضية تعتبر مستقرة وتم وضعهما في الغرفة رقم "9" بقسم الأطفال وعلى سريرين منفصلين، مفيدة بأن المستشفى استقبل، ومنذ بداية العام الجاري، ست حالات لأطفال لقطاء، هم أربعة أولاد وبنتان، وأن الجميع غادروا المستشفى بعد التأكد من استقرار حالتهم الصحية، إلا أن الحالتين الأخيرتين ما زالتا تتلقيان الرعاية الصحية.
وذكرت الناخي أن المستشفى يهتم بصورة كبيرة بتلك الحالات من الأطفال اللقطاء، ويقوم بعمل ملف طبي لهم كما يقوم باستخراج بطاقات صحية لهم، لتحويلهم لمراكز الأمومة والطفولة المتخصصة بالإمارة لمتابعة التطعيمات الدورية في أوقاتها، وكذلك يقوم بعملية الختان لهم وغيرها من الإجراءات والفحوص الطبية الأخرى.
وأكدت رئيسة قسم الخدمات الاجتماعية أن المستشفى يستقبل من 8 إلى 9 حالات لقطاء مجهولي الأبوين بصورة سنوية، وأن البعض منهم كبر وأصبح في مرحلة دراسية متقدمة، ويترددون على المستشفى من وقت لآخر بصفتهم مراجعين.
من جانبه، أكد صلاح مبروك مستشار قانوني، بأحد مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية الخاصة، أن القانون والتشريع الإماراتي عرف اللقيط بأنه كل طفل غير مميز مجهول الأبوين والنسب، وأن المشرع الإماراتي أكثر رحمة به من والديه ومن المتسبب في تركه للمجهول.
ونصت المادة 11 من القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 1975 في شأن تنظيم قيد المواليد والوفيات وتعديلاته، على أنه "يجب على كل من يعثر على طفل حديث الولادة أن يسلمه إلى أقرب مخفر للشرطة، ويحرر محضر بالملابسات والظروف التي وجد فيها".