دانة الدنيا ..:: عضو مميز ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

توقيع
طيف ..:: عضو مميز ::..

أولا أشكر كل اللي مروا من هنا وعطروا كلماتي بمرورهم العذب

وتفضلوا الجزء الثاني إن شاء الله يعجبكم
وعلى فكرة هالرواية بتمر فيها أحداث ولا عمركم قريتو شبيه لها برواية قبل.




في نفس اليوم بالليل.
جواهر بغرفتها، تأكدت أنها سكرت الباب بالمفتاح.
بأصابع مرتجفة، فتحت الدولاب، وطلعت صندوق خشب صغير فاخر جدا

أول مافتحته فاحت منه ريحة عود قوية وساحرة.
مسكت الصندوق وهي حاضنته
كأنها خايفة حد يأخذه منها.

جلست على السرير، وفتحت الصندوق بحنية كأنها تلمس مخلوق حي.

طلعت منه قطع ملابس مختلفة لمواليد صغار باللونين الأزرق والوردي.

طلعتهم بشويش وهي تتأكد من كل زاوية فيها أنها سليمة، ما فيها نتش أو قطع.

ظلت تمسح على الملابس وتشمهم
وتهمس لهم بكلمات غير مفهومة
كأنها تمسح على عيالها نفسهم وتكلمهم

بعدها حست أنها خلاص مو قادرة تستحمل الانفعال
حطتهم على السرير وحطت رأسها عليهم
وبدأت دموعها اللي ما تجف تسيل بهدوء، في تكرار لمسلسل ليلي لا توجد له حلقة أخيرة.

وهي على هذا الوضع، رن موبايلها.
انتفضت بعنف ورنين الموبايل ينتزعها من عالمها الخاص.

مسكت الموبايل تشوف من اللي يتصل هالوقت.
كانت نجلاء، حاولت جواهر أنها تتماسك وردت:
- ألو..
- هلا والله بصادقة الوعد.. (نجلاء بعيارة)

- أسفة والله نجلاء بس صار اجتماع في القسم وماطلعت من الجامعة الا المغرب، ودقيت عليج، لقيت موبايلج مسكر. (جواهر بصوت حاولت أنه يكون متماسك.


- ماصار إلا الخير.. إلا صوتج وش فيه؟
- فيه إنج مزعجة وصحيتني من النوم.
- نعنبو.. نايمة الساعة 10 يالدجاجة؟؟
- ليه فيه مانع نجلاء هانم؟؟

- فيه إنج وعديتني تمرين علي ما جيتني، أنا عادي وأدري مالي خاطر عندج، بس حمودي المسكين، أنا قلت له إنج بتجين، والمسكين قاعد متزهب.


- صج كلاكة كذابة، أبو سنة وقاعد يتزهب، لاصار عمره خمس سنين، بيجي يأخذني من البيت على سيارته اللي يسوقها بنفسه.

- أكيد!!! هذا حمد بن جاسم على سن ورمح.
- يا حليلج يانجلاء، زين ينفع أمرج الصبح، ما عندي محاضرات إلا الظهر.
- ينفع ونص، بس تعالي لي بدري، أبي أسولف معج شوي.
- الله يستر منج ومن سوالفج.
- أنتي بس تعالي ويصير خير، والحين تصبحين على خير.
- وأنتي من أهله.

سكرت جواهر من نجلاء ورجعت تسند رأسها على ملابس عيالها وتشمها بعمق

ماعاد فيها إلا ريحة العود اللي هي تبخرالثياب فيه على طول
بس حاسة أنه فيهم ريحتهم وملمس جلدهم

بتموت من الحنين والشوق واللهفة والوجع..
الوجع اللي يمشي في عروقها مجرى الدم، حتى امتلت كل مسامات جسدها فيه..

نبهت منبهها على الساعة 3 عشان صلاة التهجد، وحطت رأسها على ملابسهم، وهي تحاول تنام.

*********


ثاني يوم..الصبح الساعة 9..

في بيت نجلاء.. جواهر ونجلاء قاعدين بمجلس الحريم.

نجلاء بترحيب صادق: ياهلا والله بالشيخة جواهر.
- حياج الله وأبقاج.. هاه وينه حمودي.
- نايم
- وإذا هو نايم أنا جاية عشان من؟؟
- يمه منج، زين احترمي مشاعري الرقيقة شوي، جامليني، حرام كسر الخواطر.
- أنتي شبعانة منج في الجامعة.

- بس أنا ما شبعت منج، أنا الفضول بيقتلني، واليوم صدتج، في الجامعة ما أقدر أسالك براحتي، أخاف البنات يدخلون ، يقطعون السالفة وما ترضين تكملين لي عقب.. وعندي عمتي دايم موجودة بس هي اليوم عند بنتها... وعندج ما أزورج إلا بنات خالج ناطين لنا، اليوم ماراح يفكج مني شيء.


- وش هالموضوع المهم اللي بتموتين وتعرفينه؟؟

- أممممم بصراحة هم موضوعين مو واحد، الأول سالفة زواجج من طقطق للسلام عليكم، أنا بس أعرف إنج تزوجتي وعمرج 12 سنة في سنة الـ 90، بس حتى هذاك الوقت ماعاد الناس يزوجون بناتهم في هالسن الصغيرة، يعني ما كنا الستينات ولا الخمسينات........ الموضوع الثاني: دراستج، أنا أعرف إننج تركتي المدرسة 3 سنين بعد زواجج، أشلون قدرتي تكملين بهالسرعة، وتأخذين الدكتوراة وأنتي عمرج 27، يعني خلال فترة قياسية جدا.

جواهر بتوتر: أشرايج أحكي لج الموضوع الثاني وبلاها الموضوع الأول واللي يخلي لج حمودي.

نجلاء بإصرار: لا لا لا .. الموضوع الأول أهم من الثاني، يا حبيبتي يا جواهر، احنا صديقات وخوات، صح؟؟
جواهر بصدق: والله أكثر من خوات..

نجلاء بحنان: افتحي قلبج يا جواهر ..لازم تتكلمين عشان تتجاوزين حساسية هالموضوع، لو قعدتي مسكرة عليه بهالطريقة، عمرج ماراح تتجاوزين الموضوع..

جواهر بألم: بس الكلام عنه يجرح كل شيء فيني، أنوثتي، أمومتي، وحتى إنسانيتي..

نجلاء بصدمة: لهالدرجة؟؟

جواهر تفرك إيديها ووتتنهد: وأكثر يا نجلاء وأكثر، بس تدرين أنا خلاص بأحكي لج كل شيء، والسالفتين مع بعض زواجي ودراستي، لأنهم مرتبطين..

تنهدت جواهر ومرة ثانية، وخذت الكوشية من جنبها، حطتها بحضنها وتسندت عليها بتعب وهي تقول:

توفى أبوي الله يرحمه وأنا عمري 12 سنة ووقتها كنت مخلصة ثالث إعدادي وفي إجازة الصيف مو في أول إعدادي مثل ما كانوا البنات اللي بسني.

نجلاء باستغراب: أشلون؟؟

جواهر وعيونها تحاكي بحيرة من الألم: تذكرين أنه كان عندنا في قطر من زمان، وما أدري لو عاده موجود أو لا، نظام يتيح للطالب المتفوق أنه يدرس مواد سنة كاملة في الصيف، ويقدم اختبارات مع طلبة الدور الثاني، ولو نجح، يختصر سنة، وينتقل للسنة اللي بعدها.

- ايه صح أذكر..
- أنا كنت شاطرة كثير في المدرسة، ولما كنت في رابع، مدرستي الله يذكرها بالخير، هي اللي أصرت أني أقدم صف خامس في الصيف وأطلع على سادس، لأنها حست مستواي أعلى من مستوى باقي البنات، وفعلا سويتها بمساعدتها ونجحت، وبعدها عجبتني الحكاية، ورجعت سويتها لما خلصت أول إعدادي، ونجحت في ثاني إعدادي في الصيف، وطلعت لثالث، وتوفي أبوي الله يرحمه بعد يومين من اخر اختبار لي في ثالث إعدادي

- والله سالفتج سالفة، وعقب؟؟ نجلاء بتلهف وترقب.


- أبوي كان عنده ولد خالة اسمه محمد، كانوا مثل الأخوان، ومحمد كان مريض الله يرحمه بعد، فأصر على ولده اللي كان توه راجع متخرج من أمريكا، وعمره 23 أنه يتزوجني.
- تكلمين جد؟؟ نجلاء باستغراب

- والله جد.. (جواهر بألم أرجعته الذكرى لها) وكملت جواهر:

تخيلي فرق 11 سنة بيني وبينه، هو كان رجّال وأنا طفلة، بس أبوه أصر، لأنه ماكان لنا حد من القرايب، ومحمد كان خايف علينا، أنا بنت صغيرة وأمي وقتها بعدها بنص عمرها، وعبدالعزيز طفل عمره سبع سنين.

قاطعتها نجلاء: وخالج أبو فهد وينه؟؟ أدري انه اللي تكفل فيكم؟؟

جواهر: انطري علي جايتج في الحكي، خالي أبو فهد، جلا برا قطر وأنا عمري سنتين ، في قتل خطأ، وخاف من أهل القتيل يقتلونه، ولا حد كان يعرف طريقه.

نجلاء: صراحة فيلم هندي..

جواهر بابتسامة حزينة: بعدج ما سمعتي شيء

نجلاء بترقب: كملي بليز كملي.

جواهر: فولد خالة أبوي أصر على زوجي سابقا أنه يتزوجني، عشان يكون مصدر حماية
جعل أمحق حماية، شوفات وبزر على قولة ولد خالة أبوي.

نجلاء باستفهام: إلا صدق عمرج ما قلتي لي اسم زوجج، اقصد سابقا.

جواهر بحقد: ما أحب أقول اسمه، موب لازم. ولو تبين موب لازم أكمل خلاص..

نجلاء: لا لا واللي يرحم والديج ..كملي كملي بليز.

جواهر بتأمل وهي تعصر الكوشية بين يديها:

أمي اقتنعت مع ولد خالة أبوي إن هذا هو الحل الوحيد.. لأنه كنا محتاجين رجّال معانا..
المهم تزوجت بعد وفاة أبوي بشهر واحد،وطبعا بدون طقطقة ولا حتى معازيم،
لانه أمي كانت في الحداد، وكان إصرارهم على الزواج في هالوقت، عشان حد يقدر يدخل بيتنا ويجيب طلباتنا..
وأنا كنت مو مصدقة نفسي... طفلة، مبسوطة بالثوب الأبيض، وإنها صارت عروس...

جواهر رجعت ذاكرتها لـ18 سنة ليلة زواجها وهي تشرك نجلاء معاها في الذكرى كأنهم يشاهدونها معا:

جواهر جالسة في غرفة نومهم
وجهها ملطخ بمكياج ما يتناسب مع عمرها
وهو جالس في الزاوية البعيدة
وجهه مدفون بين إيديه، ظل على هالوضع لأكثر من ساعة، كأنه أسد حبيس، ينتظر إطلاقه من القفص

بعدها وقف فجأة
ارتعبت جواهر عمرها ما شافت حد بهالطول والنحافة
كان بالنسبة لها كأنه عمود نور، خافت وانكمشت على نفسها.

سمعت صوته بدون ما تشوف وجهه
كان صوت رجولي شديد العمق فيه بحة حزن واضحة:
لا تخافين جواهر، ماراح أذيج ولا أسوي لج شيء، أنا مثل اخوج الكبير، أو أبوج لو بغيتي.

بعدها التفت لجواهر بتثاقل
قدرت تشوف ملامحه بوضوح
كان وجهه نحيف..
بس ملامحه حادة مرسومة بإتقان مثل ملامح تمثال أغريقي..

دار في الغرفة عدة دورات
ورجع يجلس على كرسيه وهو يرجع يدفن وجهه بين ايديه..................

قطعت نجلاء سيل الذكريات وهي تقول:
يعني كان أخينا إياه مزيون والموت الحمر.. وبعدين شنو سالفة أخوج وإلا أبوج ذي ، والعيال منين جاو، من الهوا؟؟ ( نجلاء بعيارة وخبث)

جواهر بخجل ممزوج بالحزن: صج قليلة أدب، يعني هذا اللي هامج من الموضوع؟؟

نجلاء بابتسامة: تدرين عاد.. أنا دكتورة جامعة، ولازم كل شيء يمر بمنطقية قدامي عشان أقتنع.. اقنعيني والا مافيه شيء بيفكك من يدي....

قاطعتها جواهر: كل شيء جايج بالحكي، اليوم أنا أنفكت عقدتي الكلامية..

رجعت جواهر تتذكر، وهي تشرك نجلاء معها في ذكرياتها........

جواهر الصغيرة جالسة تشوف التلفزيون مع أمها بانتباه كانت أخبار اجتياح العراق للكويت معبية التلفزيون، وجواهر اللي كان عقلها أكبر من سنها، كانت مهتمة جدا بالاخبار..

دخل زوج جواهر عليهم، وهو شايل أكياس كثيرة، دخلها للمطبخ ونزلهم، ورجع دنق على رأس عمته بعد ماسلم عليهم.

أم جواهر: جهيّر.. قومي يمه رتبي الأغراض اللي جابها رجلج، يا علنا ما نخلا منه.

هو: ولا منج يمه..

قامت جواهر ترتب الأغراض، ولما تأكدت أمها إنها دخلت المطبخ وخلاص ما عادت تسمعهم، التفتت عليه، وهي تسأله باهتمام:

- يمه.. صار لي مدة أبي أسألك عن شيء.. بس مستحية..

رد عليها بجدية: أفا يمه تستحين مني أنا مثل ولدج..

أم جواهر: واغلى من ولدي والله عالم، ودي أسألك عن شيء وجاوبني بصراحة.

- تفضلي يمه..

- من يوم تزوجت جواهر وأنا شايفتك تنام بالمجلس، جواهر مزعلتك بشيء، لو مزعلتك قل لي، جواهر ياهل، وأنا بأعلمها لو هي مقصرة في حقك، مع أني ملزمة عليها ما تقصر فيك.

- كح (هو) متفاجيء من السؤال، وتنحنح: لا يمه جواهر ما سوت شيء، بس على قولتج جواهر ياهل، وأنا أحب أعطيها حريتها شوي، واخليها تتعود علي قبل..

ردت أمها بجدية وتفكيرها تفكير حريم أول: بس جواهر مره كاملة.. وأنت فاهم قصدي..

كح مرة ثانية، وهو يحس أنه بيموت من الإحراج، وحاول يغير الموضوع: إلا حبيبي عزوز وينه؟؟؟

مع إنهاءه لجملته، كان ظهور عزوز المزعج طوق النجاة له من أسئلة عمته المحرجة

نط عبدالعزيز على ظهره وهو يقول: كاني جيت، يالله قوم شيلني خلني ألمس المروحة..

(هو) بمرح: حاضرين كم عزوز بو تمبة عندنا..

عزوز بزعل طفولي: أنا موب بو تمبة، وإذا كبرت بأصير طويل مثلك، لا أطول منك بعد...

جواهر اللي دخلت في هالوقت: إيه إحلم إحلم أنك بس بتصير طويل.. قالتها وهي تمد لسانها له

عزوز وهو راكب على ظهر زوج أخته ويلمس المروحة بانتصار: إيه بأصير طويل مثل (....) وأنتي مو ربي، ربي بيخليني طويل إن شاء الله مو قصير مثلج.......................

رجعت نجلاء تقاطع سيل الذكريات وهي تقول باستغراب:
شنو حكاية قصيرة أنتي كنتي قصيرة يالزرافة..؟؟

ضحكت جواهر ضحكة مبحوحة: إيه والله كنت قصيرة وقصيرة وايد بعد.. أنا اصلا كنت توني بلغت قبل زواجي بثلاث شهور، وما طلت هالطول كله إلا بعد ما جبت عيالي...

نجلاء باندهاش شديد: يعني زوجج الطويل ما عرفج الا وانتي قصيرة؟؟

جواهر بابتسامة حزينة: إيه والله، تصدقين كنت يا دوب يوصل طولي نص صدره، تقريبا يمكن كنت 150 او 155 سانتي..

نجلاء بتمعن: تدرين جواهر سالفتج كل مالها تصير مثيرة أكثر... بليز كملي لي.. وأهم شيء العيال منين جاو يوم إنه الأخ متكي في المجلس؟؟..كملت نجلاء بخبث

رجعت جواهر تتذكر.. وتكمل لنجلاء..

سجااال ..:: عضو مميز ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "

قصه جميله ورائعه أخت طيف وبالعكس كملي نقل القصه وأتمنى أرى قصص من أبداعك ودمتي بود موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

توقيع

..تبكيني وارجع ابتسم لك
احلآآ الدمووع الي بينهاا ابتساامه..
×’’×’’×’’×’’×’’×’’×’’×’’×’’
’’ رحيلي لا يعني موتي
وموتي لا يعني رحيلي ’’
>>بفقدكم يا احلى اعضااء ساامحووني<<
خالد الكويت ..:: عضو مميز ::..

شكرا اختي طيف على القصة وبارك الله فيج
تقبلي مروري
بأنتظار قصصك ومشاركاتك ومواضيعك

توقيع
طيف ..:: عضو مميز ::..

وهذا الجزء الثالث بعد..عشان عيونكم الحلوة وعشان تتوضح لكم السالفة أكثر

في مبنى النشاط الطلابي/بنات/ جامعة قطر
الساعة 10 صباحا

مها وفاطمة ومنيرة جالسين على الكنبات..
توهم خلصوا من محاضرة، وينتظرون محاضرتهم اللي بعد ساعة..

فاطمة ويدها على بطنها: يووه.. حدي ميتة من اليوع.. قوموا نتريق..

مها بعيارة: يا ملا الشقاق.. أنتي ما تشبعين 24 ساعة زط متواصل.. ريحي كرشش شوي..

فاطمة وهي تضحك: الشقاق يشق كرشج أنتي يا أم كرش

مها وهي تحسس على بطنها: كله ولا كرشي المصون، هذي أم الشحم واللحم.. العزيزة الغالية اللي ما تبي تفارق مع كل محاولاتي الدؤوب..

منيرة وهي ميتة من الضحك: حلوة الدؤوب ذي.. منين جبتيها مس مهاوي؟؟

مها بضحكة: سرقتها .. من ربعنا قسم اللغة العربية..

منيرة: وخذي ذي.. سرقتها عشانس:
عيون المها بين الرصافة والجسر...جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

مها وفاطمة: الله.. الله.. صح لسانش/لسانج

منيرة: بس لا جيتي للصدق، صحيح اسمس مها، بس مافيس من المها إلا اسمه وبس، أشلون انخطبتي ما أدري، أكيد أهل المسكين غاضبانين عليه، ويبون يعاقبونه فيس..

مها تصنّع الزعل: تهبين أنتي ووجهش.. قومش تبين نظارة وإلا كان شفتي زيني الفضّاح..

منيرة تفرك عيونها، وبعدين تحط يدها على جبين مها، وتصنّع لهجة القلق: من اللي زينه فضّاح؟؟ بسم الله عليس الرحمن الرحيم.. مسخنة؟؟

فاطمة وهي تضحك: مهاوي ماعليج من مناري، في هالجامعة ماعندها حد زين إلا الدكتورة جواهر..

مها وهي تمد لسانها لمنيرة: أنا أزين منش ومن دكتورتش أم عيون..

منيرة بعيارة: كله ولا عين السيح، مافيه في الدوحة بكبرها من يسواها..

فاطمة اللي ما كانت منتبهة معاهم كانت تطالع في بنتين مروا عليهم.. عقبه التفت لمنيرة ومها:
بسبس.. بسبس

مها: بسبس تخرق عيونش وش عندش تبسبسين لنا شايفتنا قطاوة..

فاطمة بهمس: طالعوا البنت اللي راحت تجلس هناك..

مها ومنيرة وهم يطالعون ناحية ما أشرت، وبهمس: أي بنت؟؟

فاطمة: البنت اللي عبايتها فيها تطريز فضي، وشايلة شنطة فضية..

مها: وش فيها؟؟

فاطمة: مو تشابه دكتورة جواهر؟؟

منيرة باستنكار: من هذي اللي تشبه الدكتورة جواهر؟؟

مها: البنية صدق حلوة.. بس مافيه مجال للمقارنة، لاجينا للحق دكتورة جواهر صاروخ مهيب مره..

فاطمة: صج ما تعرفون للشبه.. طالعوها عدل.. صدق مو بنفس جمال الدكتورة.. بس فيه شبه..

مها ومنيرة: ما ندري يمكن.. كملت منيرة.. خلونا نقوم نشرب كوفي قبل المحاضرة..

مها وفاطمة وهم يلقون نظرة أخيرة على البنية اللي كان فيها فعلا لمحة شبه من الدكتورة جواهر: يالله

بعدها شالت منيرة ومها نقاباتهم اللي كانت مطوية على الطاولة، ولبسوها متوجهين كلهم للكافتيريا اللي في كليتهم يشربون هناك كوفي قبل المحاضرة...

*************


في بيت نجلاء
الساعة 10 ونص الصبح
بعدها جواهر تكمل لنجلاء حكايتها غير المعقولة
اللي تشبه أفلام السينما وأغرب

جواهر تتذكر..

بعد شهرين من زواجها..

زوجها بعده ينام بالمجلس، وهي مبسوطة من هذا الترتيب اللي أعفاها من واجبات زوجية هي أصلا مو فاهمتها..

كانت نادرا ما تشوفه، إلا لو هو جايب لهم أغراض وفي الليل يجي ينام في المجلس، ويطلع من الصبح بدري لشغله، وملابسه في دولاب صغير مسكر في المجلس..

عمره ما وجه لها سؤال أو كلمها..
كلامه القليل كان مع أمها..
بس كان يحب عبدالعزيز كثير ويدلعه، ويحاول يعوضه عن حنان الأب، كان حنون كثير على عبدالعزيز، لأنه بعده صغير على اليتم...

(الأحداث اللي تجي.. أنفاس قطر تحكيها لكم، لأن جواهر ماعندها خبر فيها، بس هي مرتبطة بالذكريات اللي كانت جواهر تحكيها لنجلاء، عشان تكتمل الصورة عندكم، على أمل أنها تكتمل عند جواهر يوم)

في يوم جمعة: صار الوقت ضحى، وهو كان نايم بالمجلس مابعد صحا لأنه ماعنده دوام اليوم..
وكانت المفاجأة أنه أبوه دخل عليه يتوكأ على عصاه ويسنده سواقه الباكستاني (أفضل) اللي كان أبوه مربيه من وهو صغير..

طالعه الشايب بغضب و نغزه في بطنه بالعصا..

صحا من النوم وهو مصدوم، نط واقف وهو يحب خشم أبوه:
هلا يبه حياك.. والله أني صليت الفجر ورأسك الغالي

الشايب بلهجة غضب واضح: ما سألتك عن الصلاة، أدري
أنك مصلي الله يثبتك على طاعته..

ولده: عجل وش اللي مزعلك مني، جعلني ما خلا من ذا اللحية الغانمة..

الشايب: وش مرقدك هنا؟؟ أنت زعلان من مرتك؟؟

ولده وهو توه ينتبه لورطته: لا يبه جعلني فدا خشمك، بس أنا انسدحت هنا بعد صلاة الفجر، تبيني أجيب جواهر تسألها؟؟

الشايب: مافيه داعي.. بس والله لا أدري أنك مزعل بنت منصور اليتيمة وإلا زعلان عليها، أنه زعلي عليك دنيا وآخرة..

ولده برعب: لا جعلني ماذوق حزنك، كله ولا زعلك..

الشايب بعد ماقرر المواجهة: توني البارح مكلم عمتك.

هو يبلع ريقه: عمتي؟ اشتكت لك مني؟؟ وإلا أني مقصر عليهم بشيء؟؟

الشايب: إلا تشكر فيك وفي شيمتك وكرمك..

تنفس براحة: عجل وش فيه يبه؟؟

الشايب وهو يطالعه بنظرة لها معنى: فيه اللي أنا وأنت عارفينه..

هو بحذر: شنو يبه؟؟

الشايب مثل اللي كأنه بيفجر قنبلة: فيه أنك من يوم عرسك وأنت تمسي في المجلس.. وش فيك أنت؟؟ منت برجال؟؟

هو حس أنه خلاص بينفجر: أعتقد أن حياتي الخاصة شيء خاص فيني.. وما لحد حق يتدخل فيها..

الشايب وهو ينتفض من الغضب: أمحق تربية ربيتك وأحسب أني اربي رجال، وأمحق تعليم يوم خليتك تروح لبلاد الكفار.. هذا اللي علموك إياه.. تطول لسانك على أبوك..

هو.. وهو يركع ليد أبوه يحبها ويحطها على رأسه: طالبك يبه ما تزعل علي.. طالبك طلبة

وقتها (أفضل) اللي كان مثل أخ له وولد لابوه ما أستحمل وطلع من المجلس ينتظر في السيارة وهو يبكي..

أبوه بغضب: قوم الحين ما أبي أشوفك.. عقب صلاة العشا تعال لي البيت أبيك بسالفة.. قوم سند لي أروح للسيارة، بأروح المسجد أقعد هناك لين الخطبة.

**********

جالس في سيارته، بعد أقل من ساعة من لقاءه مع أبوه، كان يكلم خالته، اللي أكبر منه بأربع سنين، واللي تركها وراه في أمريكا تدرس طب، يكلمها من تلفون السيارة (هذي كانت الموضة قبل الموبايلات).. مع أنه في بيت أبوه خط دولي، بس ماكان يبي أبوه يسمع وش بيقول..

- صباح الخير عيوش..
خالته بصوت فيه النوم : عيوش في عينك، تدري كم الساعة؟؟ ما أعتقد أنك لحقت تنسى التوقيت؟

هو بصوت حزين: أدري عائشة أنه الساعة وحدة بالليل.

عائشة: ويوم أنت تدري.. وش له متصل هالحزة؟؟ لا تقول شفقان؟؟ ماني مصدقتك؟؟

هو بألم واضح: تعبان خالتي تعبان..

عائشة اعتدلت من نومها وبققت عيونها عدل: أفا.. تعبان.. كملت بحنان: وش فيك يا قلب خالتك؟

- تزوجت هالبزر عشان خاطر الشايب.. وحاطها هي وأهلها في عيوني، ومو مخلي عليهم قاصر.. وبعد مو عاجب..

- وش صار جديد حبيبي، توك قبل أسبوع مكملني وكنت ممشي الموضوع.


- والله مستحي خالتي، ما أدري شأقول لك؟

- السالفة فيها مستحي.. أنت تعرف السحا أنت!! يالله اعترف بدون تعذيب..

تنهد بصوت مسموع حست خالته اللي كانت هي صديقته وأمه بألمه: وش فيك ياروح خالتك لا تعذبني معك، تدري ما أستحمل شيء عليك..

انفجر وقتها من الغضب: يبوني أعيش معها مثل الأزواج..

عائشة بصوت هادئ بعد ما أنطفأ توترها: وهذي كل السالفة؟؟

هو بغضب: شنو عيوش؟ أحر ما عندي أبرد ما عندج؟؟

عائشة: أنا أشوف الموضوع عادي، زوجتك ومافيها شيء..

- خالتي أنتي أكثر وحدة فاهمتني، شنو زوجتي؟؟ هذي طفلة عمرها 12 سنة، ما تخافون الله فيها..

- يعني شنو؟؟ بتقعد تنطرها لين تكبر؟


- ما أدري خالتي؟؟ ماعاد عندي مخططات لأي شيء.. هالزواج قلب كياني..

- هي شنو مو مره بالغة؟؟


- بلى خالتي مره بالمعنى اللي تقصدينه، بس موب هذي السالفة؟؟

- خالته بخبث: خلاص أنا عرفت: أكيد مو حلوة؟؟ لو حلوة كان جذبت على الأقل رجولتك.


- لحول خالتي.. وش هالكلام؟؟

- جاوبني أول: حلوة وإلا لا؟؟


- عادية بس هذي موب قضيتي؟؟

- ايه قول إنها عادية وأنت مزيون وحاس أنك خسارة فيها؟


- خالتي حرام عليج، والله البنية ماعليها قاصر، وعليها شعر سبحان اللي خلقه حرير لحد ركبتها.. بس طفلة خالتي.. طفلة.. أنا خايف ربي فيها..
-
- والحين وش تبي تسوي؟؟
- ما أدري.. بس حبيت أفضفض لج.. رخصي لي الحين.. بأروح ألحق صلاة الجمعة..

- مرخوص ياقلبي وطمني عليك..


- أكيد عيوش.. من لي غيرج..

********

نرجع لجواهر ونجلاء.. وهم بعدهم يسولفون..

نجلاء باستفهام: تقولين أنه أنتي ما كنتي حلوة وأنتي صغيرة.. ما أصدقج.. من وين جبتي هالحلا كله.. طلع بين يوم وليلة..
نمتي قبيحة.. وصحيتي حلوة مثل الرسوم المتحركة.

جواهر تضحك: موب كذا يالغبية؟؟

- عيل فهميني؟؟

- تعرفين البنات في مرحلة البلوغ.. أبشع مرحلة يمرون فيها، وأنا بعد كنت بزود بزود.. الخشم كان وش عرضه.. والبشرة داكنة ومحفرة حب شباب تحفير.. الشيء الوحيد اللي حلو فيني كان شعري.. كان طويل..


- صج ووين راح؟؟

- قصيته؟


- نجلاء بتحسر: وليه حرام عليج؟

- جواهر بحزن: حسيت ماله قيمه بعد عيالي، وحتى اني ماعاد اعتنيت فيه.. فأول مرة أقصه قصيته بوي.. تخيلي..


- بوي؟؟ من جدج أنتي؟؟ (نجلاء ياستغراب)

- إيه والله.. الحين أطول مرة أخليه بدون قص.


- ايه واللي يعافيج جواهر لا تقصينه.. يجنن عليج كذا.. ويالله كملي لي قصتك/ أو فلمك الهندي..... بعدني ما عرفت العيال من وين جاو.. ومافيه تهربين من هالسؤال..

- جواهر بابتسامة: خلاص أنا بأقول لج سالفة العيال أشلون جاو.. عشان تريحين بالج.. وتخليني أكمل السالفة.....

رجعت الذاكرة بجواهر لنفس يوم الجمعة اللي أبو زوجها زاره فيه.. بس في الليل متأخر كانت جالسة بغرفتها تقرأ في منهج أولى ثانوي اللي خذته من بنت جيرانهم.. استعدادا للسنة الجديدة اللي باقي عليها شهر.. رغم أنها مابعد تكلمت مع زوجها، عن هالموضوع، ولا حتى يعرف هي أي صف

فوجئت بزوجها يدخل غرفتها مثل الأعصار لأول مرة بعد ليلة زواجهم.. ووجهه محتقن وأحمر وباين عليه الغضب الشديد..


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية