[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;background-image:url('http://0o5o0.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/62.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

طور باحثون المان أسلوباً جديداً لتشخيص مرض الزهايمر بالاعتماد
على المسح الضوئي لشبكية العين . ويبلغ عدد المصابين بهذا المرض
اليوم نحو 35 مليون شخص على الصعيد العالمي، وفي ألمانيا وحدها
يصل عددهم إلى نحو مليون شخص تقريبا . وبما أن فرص الشفاء معدومة
فإن تشخيص مرض الزهايمر يعني للأشخاص المصابين به كارثة حقيقية
إلا أن ما توصلت إليه مجموعة من الباحثين في مدينة ميونخ يفتح أبوب
الأمل أمام هؤلاء المرضى .

بالنسبة لهذا المرض فإنه لم يعرف السبب حتى الآن وراء تجمد بروتين
بيتا أميلويد داخل وخارج الخلايا العصبية في دماغ المرضى المصابين
بمرض الزهايمر . حيث أن خثرات البروتين هذه تؤثر في عمل تلك
الخلايا الحيوية المهمة وتعرقل التواصل بين الخلايا العصبية .

أما النتيجة فهي ضمور الدماغ بنسبة تتباين بتفاوت حدة الإصابة
وقد تصل إلى 20 في المئة ويتعرض المريض خلالها لفقدان
الذاكرة والإحساس بالمكان والزمان ثم لا يستطيع بعدها التحكم في
مجريات الحياة اليومية العادية . وفي نهاية المطاف يفقد المريض
شخصيته بشكل تام ويصبح بحاجة إلى رعاية شاملة .

ويقف الطب عاجزاً أمام هذا المرض، فحتى تشخيصه يمثل مشكلة
إذ إن ظهور الأعراض النموذجية للمرض وهي النسيان، قد يستغرق
حتى 20 عاماً . وخلال هذه الفترة يكون الدماغ قادراً على تعويض
فقدان الخلايا .

بيد أن الوقت غالبا ما يكون متأخراً حين يتم تشخيص المرض، فعندها
يصل عدد الخلايا المدمرة إلى ثلث خلايا الدماغ . ورغم التقدم العلمي
فإن الأطباء يقفون عاجزين عن وقف تطور المرض، فضلاً عن أن
أساليب العلاج والتشخيص المبكر تكاد تكون معدومة .

ويحاول البروفيسور يوخان هيرمس، وهو اختصاصي ألماني في
الأمراض العصبية، تغيير هذا الوضع بمساعدة فريقه المكون من 20
باحثاً في مدينة ميونخ .

وحتى الآن كان تشخيص المرض يتطلب إخضاع المريض لسلسلة
فحوص طبية طويلة ومكلفة ومعقدة كتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي
أو بوساطة الطب النووي، بالإضافة إلى الحديث مفصلا مع ذوي المريض .

ومن المفترض أن يصبح تشخيص الزهايمر في المستقبل أبسط بكثير
بحيث تكفي نظرة واحدة داخل شبكية العين لتشخيص المرض في
مراحله المبكرة، إذ يمكن رصد التغييرات المرضية من خلال اختبار
على شبكية العين حسب الدكتور هيرمز . وتلك التغيرات تمكن من
معرفة التطورات المتعلقة بالمرض داخل الدماغ قبل وقت طويل من
ظهور الأعراض النموذجية للزهايمر .

ويحاول الدكتور هيرمز حالياً إثبات وشرح العلاقة بين التغيرات في
شبكية العين وتلك التي تحدث في الدماغ . وسيتم إجراء التجارب
على عينات من شبكية العين لدى مرضى متوفين كانوا مصابين
بمرض الزهايمر وعلى فئران معدلة جينيا ومصابة بالزهايمر أيضاً .

وفي الوقت نفسه تجري الأبحاث في معهد كليمنس شوبف التابع
لجامعة دارمشتادت، للبحث عن مواد ملونة تعرف باسم “سوندن”
والتي يفترض بأنها تحدث تلك التغيرات في شبكية العين . في حين
تعكف دراسة بمستشفى مدينة يينا الجامعي، على البحث في التغيرات
التي تطرأ على شبكية العين لدى المصابين في مراحل متقدمة
من المرض .

ومن جانبهم يقوم الخبراء في جامعة يينا بتطوير الأجهزة الماسحة
لشبكية العين والتي تعمل بأشعة الليزر .

وكما هو مخطط، سيستمر هذا المشروع على مدى ثلاث سنوات .
وقد تم تخصيص نحو ثلاثة ملايين يورو تمويلاً من جهات مانحة
وعلى رأسها وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية . ومن المنتظر
أن تظهر نتائج هذه الأبحاث أواخر عام ،2011 وربما تحمل معها
الأمل لملايين المصابين بمرض الزهايمر .

المرض وأعراضه

يعد مرض الزهايمر (Alzheimerصs أو AD)، والذي يسبب
الخرف الشيخوخي (SDAT)، مرضاً مستعصياً وانحلالياً، ويشكل
أكثر الأمراض شيوعاً عند الشيخوخة .

وقد سمى المرض تيمناً بالطبيب النفسي والعصبي الألماني لويس ألزهايمر
الذي وصفه وشخصه في عام 1906 . وعموماً فإنه يصيب الافراد
الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، على الرغم من إمكانية ظهور بوادره
في سن أقل .

و في عام 2006 أصيب 6 .26 مليون شحص بالزهايمر على
مستوى العالم، ويتوقع الخبراء خلال السنوات القادمة زيادة هائلة في
نسبة الإصابة بمرض الزهايمر، ومن غير المستبعد أن تتضاعف هذه
النسبة إلى ضعفين أو حتى إلى أربعة أضعاف بحلول عام ،2050
نظراً لزيادة نسبة المسنين في معظم المجتمعات .

وعلى الرغم من أن أعراض مرض الزهايمر تختلف من فرد إلى أخر
فإن هناك العديد من الأغراض المشتركة .

وتكون الأعراض الأولى في بداية ظهور المرض هي التفكير الخاطئ
والتي تكون متعلقة بالسن، أو مظاهر الإجهاد . وفي المراحل الأولى
من المرض، تكون اكثر الأعراض شيوعا التي يمكن التعرف إليها
هي فقدان الذاكرة، مثل صعوبة تذكر الحقائق التي تعلمها
المريض حديثاً .

وعندما يلاحظ ويشك الطبيب أو النفساني في وجود مرض الزهايمر
فإنه يؤكد هذا التشخيص عن طريق التقييم السلوكي والتجارب
الادراكية، وعادة ما يعقبها فحص المخ بالاشعة المقطعية إذا كان
متاحاً .

وبتطور المرض، تشتمل الأغراض على التشوش، والهياج، والعدوانية
والتقلبات المزاجية، وانهيار اللغة، وفقد الذاكرة على المدى الطويل
وقلة الاحساس بالألام نتيجة لقلة حواسهم وتدريجياً، تفقد وظائف
الجسم، مما يؤدى في النهاية إلى الوفاة . ومن الصعب تقدير
التكهن الفردي نظراً لاختلاف مدة المرض . ويتطور مرض الزهايمر
لمدة غير محددة من الزمن قبل أن يصبح ظاهراً تماماً، ويمكن له أن
ينمو بدون تشخيص لسنوات .

ويعد متوسط الحياة المتوقعة بعد التشخيص مايقرب من سبع سنوات .
ويعيش أقل من 3% أكثر من 14 سنة بعد التشخيص .

ويكون سبب وتقدم مرض الزهايمر غير مفهوم جيدا .
وتشير البحوث إلى أن هذا المرض يرتبط بويحات
وتشابكات المخ .
وتعرض المعالجات المستخدمة في الوقت الحالي منفعة
للأعراض الصغيرة، ولايوجد معالجات متاحة حتى الاّن لتأخير
أو إبطاء تقدم المرض .

واعتباراً من عام ،2008 فإن أكثر من 500 محاولة علاجية تحققت
من المعالجات الممكنة لل AD، ولكنه من غير المعروف إذا أي واحدة
منهم سوف تلاقى نجاحاً .

وقد اقترحت العديد من القياسات لمنع مرض الزهايمر، ولكن
قيمتها انحصرت في إبطاء دورة وتقليل شدة المرض . ويوصى
عادة بالتحفيز العقلي، والتمارين، والغذاء المتوازن، كمنع ممكن
وطريقة حساسة للتحكم في المرض .

ونظراً لأن الزهايمر لا يمكن علاجه كما أنه انحلالي، لذلك من
الضروري التحكم في المرضى .وغالبا مايقوم الزوج أو أحد
الأقارب المقربين بالدور الرئيسي في الرعاية .

ويعرف عن مرض الزهايمر بأنه يضع عبئا كبيراّ على القائم
بالرعاية، ويمكن أن تتوسع هذه الأعباء على حياة القائم بالرعاية
لتكون، اجتماعية، ونفسية، وجسدية، واقتصادية . وفي البلدان المتقدمة
يعد مرض الزهايمر أكثر الأمراض المكلفة اقتصادياّ على المجتمع .

وتقسم دورة المرض إلى أربع مراحل، مع نمط تدريجي
للتدهور الوظيفي، وهي:

قبل الزهايمر:

تكون الأعراض الأولية هي الخطأ باعتبارها متعلقة بالعمر أو الاجهاد .
ويمكن لاختبار النفسية العصبية المفصّل أن يكشف الصعوبات الخفيفة
المقربة لأكثر من ثماني سنوات قبل أن يستوفي الشخص المعايير
المرضية للتعرف إلى مرض الزهايمر .

ويمكن لهذه الأعراض المبكرة أن تؤثر في نشاطات الحياة الأكثر
تعقيداً . وفقد الذاكرة هو من أكثر مظاهر العجز التي يمكن ملاحظتها
والتي تظهر في صعوبة تذكر الحقائق التي تعلمها المريض حديثاّ
وعدم القدرة على اكتساب معلومات جديدة .

ويمكن للمشكلات الخفيفة مع إدارة وظائف الانتباه، والتخطيط، والمرونة
والتفكير المجرد، أو ضعف ذاكرة دلالات الألفاظ (ذاكرة المعاني
ومفهوم العلاقات) أن تكون أيضاً من أعراض مراحل مرض
الزهايمر المبكرة، ويمكن ملاحظة اللامبالاة في هذه المرحلة
وتبقى أكثر الأعراض العصبية وجودا خلال دورة المرض .

ووصفت مرحلة المرض (قبل العيادية) بالتدهور المقرب البسيط
ولكن لايزال هناك جدال حول ماذا كان هذا الوصف يقابل كيان
التشخيص المختلف بنفسه أم أنه مرحلة أولى للمرض فقط .

الزهايمر المبكر:

اِن زيادة علة التعلم، والتذكر في الناس المصابين بمرض الزهايمر
تقود في النهاية إلى تشخيص محدد . تسود الصعوبات مع اللغة
والوظائف التنفيذية، والاِدراك(agnosia)، أو التحكم في الحركات
(apraxia)، في نسبة صغيرة من المرضى، وتكون هذه الصعوبات
سائدة أكثر من مشكلات الذاكرة .

ولايؤثر مرض الزهايمر في كفاءات الذاكرة بالتساوي .
وتتأثر الذاكرات الأقدم لحياة الفرد (الذاكرة العرضية)
والحقائق المتعلمة (الذاكرة الآلية)، والذاكرة الضمنية
(ذاكرة كيف يقوم الجسم بالأشياء، مثل استخدام الشوكة للطعام)
بدرجة أقل من الذكريات والحقائق الجديدة .وتتصف مشكلات
اللغة أساساً بتقلص المفردات وانخفاض طلاقة الكلمات
والتي تقود إلى الافتقار العام للغة القراءة والكتابة .
وفي هذه المرحلة، عادة ما يكون مريض الزهايمر قادراً
على توصيل الأفكار الأساسية بنحو كاف .

على الرغم من أن أداء المهام الحركية مثل الكتابة، والرسم، واللبس
وبعض الحركة التعاونية وصعوبات التخطيط، يمكن أن تكون موجودة
والتي تجعل المعانين من المرض يبدون كأنهم خرقاء . وبينما يتطور
المرض، فإن الناس المصابين بمرض الزهايمر يمكن أن يؤدوا بعض
المهام بمفردهم، ولكن يمكن أن يحتاجوا بعض المساعدة أو المراقبة
مع النشاطات .

المرحلة المتوسطة:

يعوق التدهور التدريجى الاستقلالية في النهاية، وتصبح صعوبات
اللغة واضحة نظرا لعدم القدرة على تذكر المفردات، والتي تؤدي إلى
كثرة تبديل الكلمات بكلمات غير صحيحة (paraphasias) .
وتفقد مهارات القراءة والكتابة تدريجياً . وتصبح متواليات الحركة
المعقدة أقل تنسيقاً مع مرور الوقت، مع الحد من القدرة على أداء
معظم أنشطة الحياة اليومية العادية .

وخلال هذه المرحلة، تتفاقم مشكلات الذاكرة، فيمكن أن يخفق الفرد
في التعرف إلى الأقارب المقربين . وتصبح ذاكرة المدى الطويل،
والتي كانت بدون تغيير في السابق، معطلة، وتصبح التغيرات في
السلوك أكثر انتشاراً .

وتتخبط المظاهر العصبية العامة، والهياج والقابلية للتغير مما يؤدي
إلى البكاء، ونوبات العدوان غير المتعمدة أو مقاومة القائم بالرعاية .

ويمكن أن تتطور أعراض خطأ التعرف الوهمية والأعراض الوهمية
الأخرى عند نحو 30 % من المرضى . ويمكن أن يتطور سلس
البول وتخلق هذه الأعراض الأعباء على الأقارب والقائمين بالرعاية
والتي يمكن تقليلها عن طريق نقل المريض من الرعاية المنزلية إلى
مرافق الرعاية الطويلة المدى .

المرحلة المتقدمة

يعتمد المريض اعتماداً كلياً على القائم بالرعاية في هذه المرحلة الأخيرة
من مرض الزهايمر . وتقتصر اللغة على عبارات بسيطة أو حتى إلى
كلمات مفردة، والذي يؤدي في النهاية إلى الفقد الكلي للكلام . وعلى
الرغم من فقدان القدرات اللغوية واللفظية، فإن المريض يمكن عادة
أن يفهم ويعيد الإشارات العاطفية . وعلى الرغم من إمكانية
وجود العدوانية، فيكون اللامبالاة البالغة والاجهاد هما النتائج
الأكثر شيوعاً .

ويصبح المريض في نهاية المطاف غير قادر على أداء حتى أبسط
المهام بدون مساعدة . وتتدهور الكتلة العضلية والحركة إلى الحد
الذي يجعل المرضى ملازمين للفراش، كما أنهم يفقدون القدرة على
إطعام أنفسهم .

ويعد مرض الزهايمر مرضاً عضوياً مع أن سبب الوفاة عادة ما يكون
عاملاً خارجياً مثل قرحات الضغط أو الالتهاب الرئوي، وليس
بالمرض نفسه.

*