لا أدري ربما هذه القصة التي أسردها


هنا هل تُفهم كما أنا أريدُ لها أن تُقرأ


أمْ ماذا يبقى هذا بحسب فِكر القارئ


كان في أحد الأزمان رجل مصاب بداء في أذنه


حيث كان لا يسمع إلا بصعوبة بالغة


وكان هذا الرجل يحبُ جيرانه جدا وعلم يوماً


أن جاره مريض وقال في نفسه لا بد أن أزور


هذا الجار ولكن عاد لنفسه وقال كيف سأحاور جاري


وأنا لا أسمع بشكل جيد كيف اسمعه حين يخاطبني


وعاد لفكره وفكر وقال نعم ليست صعبة


ماذا اسأل مريض؟ أقول له كيف صحتك الآن


يقول لي أنا بصحة جيدة أردُ عليه أنا


دوم إن شاء الله تكون هكذا


ثم اسأل وماذا تأكل الآن يقولُ لي بلا شك


أحتسي الشوربة وبعضُ الأطعمة التي تحتوي على


فيتامينات ,أقول لهُ أنا ((صحة وهنا))


ثم أسأل أخيراً ومن الطبيب الذي حضر إليك


يقول لي هو الطبيب فُلان أقول لهُ أنا نعم هو طبيب جيد


وحفظ الرجل كل الأسئلة والأجوبة عن ظهر غيب وقصد


بيت جاره , قرع الباب ودخل وجلس ورحب به الجار المريض


وقال له الرجل وكيف صحتك الآن


قال الجار المرض والله الصحة سيئة يا جار


قال الرجل آه الحمد لله دوم إن شاء الله


غضب الجار من رد جاره ولكنه تظاهر بعدم الاكتراث


ثم قال الرجل وماذا تأكل الآن


قال الجار بقليل من الغضب((سم الهاري باكل))


رد عليه الجار أي ريتو صحة وهنا


جُن جنون الرجل لماذا يقول هذا ذالك


وبانت على وجهه معالم الغضب


فسارع الرجل وقال ومن الطبيب الذي


أتى ليداويك فسارع أيضا الجار وقال((عزرائيل))


قال الرجل آه نعم إنه طبيب جيد والله


فرد الجار المريض قم وأخرج من هنا أيها الأطرش


بعد أن ظن به السوء وأنه قد أتى يستهزئ بمرضه


انتهت القصة هُنا وما الذي يمكن أن نفهمه إذا


ليس العيب بالرجل الذي لا يسمع أنه لا يسمع


فذاك قضاء الله وقدره إنما العيب أنه ما توقع إلا الايجابيات فقط


وما رأى المنظر إلا من جهة واحدة كان لا بد أن يُفكر


بكل الاحتمالات ويرى أبعاد القضية بشكل أوضح


ويقع عيب أيضا على الرجل المريض الذي غضب


حيثُ عير جاره بمرضه وهو الذي أتى لزيارته


وكسر قلبه وما فكر أنه إن كُسر قلبك لا تكسر قلب غيرك


ربما نراها قصة كوميدية ومُضحكة أن رأيناها من مشهدها الكوميدي


ولكنها قصة بالغة الأهمية وفيها كل العبر لو عرفنا كيف


نأخذها من بين سطورها ونحلل مجرياتها


وتذكر لا تكسر قلب غيرك


إن أحدهم كسر قلبك


والأهم أنك لا بد قبل أن تُنفذ الحكم بالإعدام


على شخص أن تحقق أمنيته الأخيرة


وقبل الحكم لا بد أن تسمع المتهم


((فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته))


ولا ننسى قول الله تعالى:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ
أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ))


م،ن