بسم الله الرحمن الرحيم
في صباح يوم باكر تصحو تلك الطفلة من نومها لم يبقى على بلوغها سوى أيام معدوات ..هي الصغرى في أخواتها الثلاث كانت تحلم كما يحلم الأطفال واتجهت في ذلك اليوم للمدرسة في الصباح الباكر وما أن خرجت من المنزل إلا ورأت ذلك الوجه ولكنه ليس بالغريب هو مألوف لديها
ولد جارههم الملاصق لبيتهم .. خالد ..
وفي ذلك اليوم تحولت الطفولة إلى بطولة .. بدأت ترمقه بعينها وشعرت برعشة في قلبها سرت إلى عروقها وأحست بشي غريب يتحرك في أحشائها .. خالطها خوف مع إرتباك بدء العرق يتصبب من جبينها .. صعدت للسيارة وما أن رائها ابيها على تلك الحالة سألها هل أنتي تعبانه يارهف .. قالت لا يا بابا .. ولكن أحس بشي غريب ماني عارفه وش يكون ..
وش تحسين يارهف .. أحس بألم في بطني .. قال ارجعي للماما .. وأنا بكلم المدرسة وأرتاحي اليوم وبكرة يكون خير ..
قالت طيب ..
هي لا تحب المدرسة كثيراً ففرحت بتلك الهدية .. رجعت للمنزل وشعرت ببل غريب توجهت للحمام رأت دماً بكت وخافت وبداء يعتصرها الألم وهي لا تعلم أن تلك هي سنة الله في خلقه .. نادت أمها وكانت تبكي فلما رأتها أمها على تلك الحال في الحمام .. قالت لا تخافي يابنتي .. هذا أمر بسيط .. ونظفتها وقالت تعالي يارهف .. هذا شئ طبيعي ويحصل لي ولأخواتك نورة وسعاد .. تعرفين السبب يارهف قالت لا ياماما .. قالت السبب هذا ينظف الجسم من الأمراض وكذلك يطهرها وشرحت لها الموضوع بالتفصيل
راحت رهف لغرفتها وهي مرتاحة .. وفاهمه الموضوع .
بعد شهر من الدورة عادت لها ولكن تذكرت وجه خالد لأنه كان يوم لا ينسى في حياتها وبدت تفكر فيه بين الفترة والفترة ولكن بخوف
وحاولت رهف أن تناظر خالد مع الشباك وهو يلعب مع اولاد الجيران ..
نورة .. رهف قفلي الشباك .. حاضر يا ابله نوره
نورة كانت شبه الصديقة المتواصلة والخلية المتحركة في حل كثير من المشاكل في البيت وتحاول دايم تطرح مواضيع كثيره على اخواتها سعاد ورهف وكانت على خلق وجمال رائع لا يكاد يصفه العقل ولكن رهف كانت اكثر جمالاً .
مضت الأيام وحلم رهف في داخلها يكبر وبعد مضي سنتين قررت رهف بإرسال ورقة كتبت فيها أنا رهف وبصراحة أنا معجبه فيك ياخالد إذا قدرت تتصل بكرة الصباح 8 الصباح أنا في انتظارك ولمن رأت خالد في الشارع مع الشباك صرخت بصوت عالي من أجل أن تلفت نظر خالد ..
وقامت بإلقاء الرسالة .. لخالد .. والتقطها خالد وقرائها ومضى يفكر بكل شئ وماهي الأسباب وبعد التفكير قرر الإصتال غاب في اليوم الثاني من المدرسة واتصل الساعة 8 الصباح وكانت رهف تنتظره على خوف وشوق ..
.. الو خالد .. رهف نعم .. وبدت رهف تقوله ياخالد انا من زمان وأنا معجبة فيك وأنت منت داري .. وشرحت له حياتها وتعلق خالد برهف وتعلقت رهف بخالد .. ومرت الأيام وخالد ورهف يتكلمون في كل وقت بدون ما يدرون الأهل وتغير سلوك رهف وشعرت بذلك اختها نوره وكانت تحاول بالتلميح تحذيرها في كثير من امورها ولكن مع الأيام قرر أهل رهف الخروج لنزهة وقررت رهف البقاء ..
ذهب أهل رهف للنزهة ورهف قررت الاتصال على خالد وكان المفاجئة لخالد .. أبيك تجيني للبيت .. اهلي مو فيه طالعين يتمشون وافق خالد ..
وتوجه لمنزل رهف وما أن فتحت رهف الباب ودخل خالد أنبهرمن جمال رهف الذي يفوق خياله ويفوق الوصف مع العلم أنها كان يراها وهي صغيره لكن لم يكن هناك إلا البرأة
بدأت الرحلة الحب والإشتياق ولكن في هذه الزيارة فقدت رهف عذريتها وتذكرت ذلك البلل وذلك الألم وبكت وخرج خالد .. وقامت رهف تحاول تنظيف نفسها وتبكي على حالهاوهي بين الفرح والزعل تتنقل..!
حياة رهف لم تتغير كثيراً بل زاد حبها لخالد .. وخالد كان الخوف يعتصره من الفضيحة ولكن شائت الأقدار أن يحصل المحذور ..
خالد من ذلك اليوم لم يتصل على رهف ولم يكلمها ولم يحسب لها حساب وكان لا يرد على أتصالاتها بل لم تراه يخرج من البيت .. تراقبه بين الحين والحيت ما بين حب وخوف وبين شوق وهلع ومضى شهرين على هذا الحال ولكن لا مجيب ..
بدأت صحت رهف تتدهور وكل أهلها شكو في حال رهف ولكن مضى اسبوع على حالها ونورة وسعادة يسألونها وأمها تسأل وأبوها يسأل والإجابة وحده .. مافيني شئ بس يمكن الجو متغير علي .. وكانت أعذارها واهيه .. وهذا هو حال رهف .
أما حال خالد .. يعتصره الموت كل يوم مليون مره .واختفى خالد عن شباب الحي وكان ما يخرج إلا نادرا .
فارس .. ولد عم رهف .. شهم ، كريم ، وجميل المظهر .. رجل بكل ماتعنيه الرجولة قرر في يوم الذهاب لوالد رهف وطلب يدها من أبيها وكان الكل يتمنون أن يكون فارس زوجاً لأحدى بناتهم فكان رد عمه له .. أنا موافق ولكن لو خذيت نوره كان أحسن هي البكر وهي الأفضل عندي في بناتي .. قال يا عم .. رغبتي في رهف ..
قال ابشر عطني فرصه أشوف رأيهم ..
مرت الأيام وأبو رهف يحاول في رهف ويقنعها وهي خايفه من الموافقة ولكن تعرف أن فارس فعلاً يتصف بكل الصفات الي تتمنها البنت .
مع محاولة من الأسرة كلهم نورة وسعادة وأمهم في ترغيب رهف حتى وافقت وهي على خوف وهلع وتنظر الفضيحة ولكن عشان ترتاح من هم شهرين مضت في حياتها وهي في انتظار خالد ..
تمت مراسيم الزواج ورهف حالها لا يكاد يوصف وفارس كانت الابتسامة والفرحة لا تغادر محياه .. وأبو فارس وأم فارس جالسين يتظرون هذي الفرحة ..
انتقل فارس ورهف لمنزل الزوجية كان منزل من أرقى وأجمل المنازل كان يحمل في طياته ذكريات فارس لأنه كان يجهز ذلك المنزل ليكون لشريك حياته وما أن مرت الليلة الأولى ورهف تبكي وفي خوف وفارس يطمنها ويتودد لها حتى مضى اسبوع وفي لليلة حمراء التقى فارس برهف وانتهت تلك الليلة على خير فارس لم يشعر بشي ورهف تنتظر الفضيحة ولكن مخاوف رهف تبددت من تلك الليلة وبدت تنظر هل سيتغير شئ اليوم .. بكره بعد أسبوع .. وفارس كل يوم يكون أطيب من قبل ولكن للأسف رهف ..ما أن مضى أسبوعها الأول طلبت رهف من فارس أنهم يأخرون الحمل فترة طويلة ما كان من فارس إلا أنه لبى طلبها .. وكانت رهف تفكر في داخلها هذا ما هو بقدر الرجولة المرسومة عليه ما عرف أني ماني بنت .. ما حس لو مجرد أحساس . . بصراحة مجرد إنسان تافه وكانت تقول في نفسها وينك يا خالد .
حياة فارس تمر كل يوم وهو يحاول يلبي طلبات رهف وكانت رهف كل يوم تحاول تجرح فارس بكلمة وتحاول تحسسه بالنقص وفارس يصبر عليها ويحاول يلاطفها ويسألها دائم أنا أكيد مقصر في حقك ولكن أصبري يارهف علي ألين الله يفرجها .. ولكن ما زاد هذا كله إلا أن رهف زادت في عجرفتها وعصيانها وبدت وكأنها تحارب شخصاً يسلبها كل حقوقها مع العلم أن فارس كان أرقى وكان شهم وكان يصبر على كل خطاء ويعالج الأمور بأبسط الطرق وأسلها ..
زيارة لأبو رهف وأهلها لفارس وزوجته .. وكان فارس من يوم دخلوا أهلها يرحب ويهلي ويكثر بخيرهم وكان يطري زوجته كثيراً ويمدحها وأن السعادة كانت في حياته دايم من دخول رهف عليه.. مع العلم أن العكس هو الصحيح ..
مضت سنتين على حالهم وهم لم ينجبوا أطفال وأهل فارس وأهل رهف ينتظرون ويدعون .. بالذرية لهم .. ورهف زادت في عنادها وفي عصبيتها وكانت تتجمل في كل يوم يروحون لألها بأحلى لبس وبأفضل موضة وتحاول تلقى الفرصة لتقترب من ذلك الشباك لروية خالد ولكن خالد أنتهى من تلك الساعة وحالت رهف بعدها في كل طريقة لأذية فارس حتى أنها وصل بها الحال أن تضع الحرف الأول من أسم خالد على صدرها ..
ولمن شاف فارس الحرف اللي على صدرها سألها قال .. وش الحرف هذا .. هل له مناسبة في حياتك ؟.. قالت له مناسبة ولكن ما هي من خصوصياتك وبصراحة بطلب منك طلب .. تلبيه لي
فارس : قال ابشري ..
قالت يا فارس أبيك تطلقني لأني بصراحة ما أحس أنك تستاهل أني أكون جنبك وبدون ما تسألين وش السبب ؟
لأن في داخلها وسواس يقول لها ما دامك يافارس ياولد عمي اللي كل بنات الجماعة يتمنونك ما عرفت أني ما ني بكر .. اجل ما تستاهلني ..
ما كان من فارس إلا أنه لبى طلبها وكلم أبوه وأهله وراح وطلقها وجاء لعمة وبلغة وقاله كثر خيرك ياعم أنت الكل في الكل ولكن رهف طلبت الطلاق وأنا بعد الاستخارة والمشورة شفت ان الحياة بيني وبينها انتهت وبصراحة حاولت اصبر على رهف وما أقولك فيها عيب ولكن نصيب وقصر وخذيتها مكرمة ومعززة ورديتها مكرمة ومعززة ..
سأل أبو رهف .. رهف وشفيك يا بنتي قالت أنا ما أبيه وهو ما يستاهل أكون زوجه له .
انتهت حياة فارس ولكن قبل ما تروح لأهلها بورقة طلاقها .. كتب فارس رسالة لرهف ووضعها صندوق ذهبها ..
وحينما فتحت رهف الصندوق وجدت تلك الرسالة مكتوباً فيها :
بعد التحية .. رهف سأخبرك لأول مرة لماذا تزوجتك .. في يوم من الأيام مريت من عند البيت في يوم كذا بتاريخ كذا وصادفت دخول ولد جاركم خالد البيت .. وراقبته من عند البيت واتصلت بعمي وسلمت عليه وسألته وينكم قال حنا طالعين نتمشى .. وسألته في أحد في البيت قال ما فيه إلا رهف ولكن برجع وبدق عليك عشان نتقابل .. وسألني وش عندك يا فارس .. قال بس بغيتك في موضوع بسيط ولكن لمن ترجع بإذن الله نتقابل ..
بعدها أنتظرت خالد حتى طلع من عندك ومسكته وضربته حتى أني حاولت اقتله ولكن الله سلم .. وعلمني بكل شئ حصل معك حتى بفتح بكارتك وأنها حصل بينك وبينه مثل ما يحصل بين الزوج وزوجته .
وبصراحة خذيت منه عهد ووعد ما عاد أشوفه مدى الحياة وفي نفس الوقت بديت أحاول اني القى حل لك .. وما كان الحل الا اني أتزوجك وأسترك وهذا اللي تشوفينه كان عشان أحفظ سمعتك وسمعتك أبوك وأهلك وأحفظ سمعتنا كلنا ..
وأخيرا أتمنى لك حياة سعيدة .
قرأت رهف الرسالة وصاحت صيحة سمعها كل من في البيت وبكت وأغمي عليها وتم نقلها للمستشفى بأثر ذلك الإغمى ومضت في المستشفى لمدة شهر .. وكانت حالتها يرثى لها ورجعت رهف لربها تدعوه في صلاتها وفي كل حال أن يستر فارس دنيا وآخرة وأن يعوضه خير منها ..
نورة في زيارة لها .. عساك طيبة يا رهف قالت أنا طيبه يا نورة أذا ساعدتني في مشكلتي .. قالت ابشري يا أختي ..
رهف أخبرت نوره بكل شئ وكانت نوره تبكي في كل خبر ما يسعدها وكان الطامة يوم عرفت وشلون كانت رهف تعامل فارس بعد كل اللي سواه عشانها .. بكت نوره مع رهف واختلط البكاء بنحيب حتى كل من كان قريب من غرفتهم يسمع البكاء .
طلعت نوره من المستشفى بعد أن تشافت أختها رهف واجتمعت نوره برهف وقالت بطلب من ابوي وامي أني اتزوج فارس وأنتي الي راح
تكونين مفتاح للقبول ..
طلبت نوره من أبوها وأمها يجتمعون ثم قالت لهم يابوي رهف ظلمت فارس كثير وأنا اليوم ابي أكون العوض له على كل اللي حصل وقامت تشرح الموضوع بدون ما تكشفت الحقيقة ولكن رهف من حرقتها وندمها تكلمت وعلمت أبوها وأمها بكل شئ حتى كاد يصيبهم الجنون وفي نهاية كل كلمة تخرج من رهف كانت أنفاسها تخرج معها ولكن في الاخير قالت اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله .. وماتت رهف في هذي اللحظة بعد أن اظهر الله الحق وختم لها بخاتمة حسنة
وبعد أيام من العزى وكان أول المعزين فارس .بادر أبو رهف بتطلب فارس بان يتزوج نوره ,, وقال سترك الله يا فارس دنيا وآخرة كما سترت اختك بنت عمك رهف .. ولكن ترى نوره جاتك هدية ما ورها جزية أبيك تقبلها مني .
وما كان من فارس ألا أنه قبل الهدية وكانت حياة فارس ونورة .. أجمل حياة ورزقهم الله بطفله سموها رهف ..
وانتهت قصة رهف ولكن ..
ولدت رهف أخرى
تحيات اخوكم
ورد ~ وبارود
العرض العادي
