بسمة غروووب ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

الصبر و تجاوز الأزمات
**سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري



ساصبر حتى ينظر الرحمن في أمري


ساصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمر من الصبر**


لو أمعنا االنظر في حياتنا كبشر ، لوجدناها تتغير وتتبدل تماما كفصول السنة ،فلا ربيع دائم و لا خريف دائم .
و مع كل هذه المتغيرات تظهر لدينا قوة عجيبة وهبنا الله تعالى إياها ،هذه القوة التي
نتسلح بها عند أصعب الأزمات و الشدائد والتي تتلخص في كلمتين بسيطتين في لفظهما كبيرتين في معناهما ألا و هما



(( الصبر و العزيمة ))


هذه النعمة العظيمة التي وهبها الله تعالى لعباده
وأمرهم التسلح بها لمواجهة أصعب أزمات الحياة ، هذا السلاح القوي الذي يمتلكه الإنسان الضعيف في بنيته إذا
ما استعان بها و قام بتوظيفها جعلته أقوى ما على الأرض ، هذه القوة الغريبة و النعمة
العظيمة التي منحهاالخالق تبارك و تعالى لعباده لا يعلم بقيمتها إلا المؤمنون المحتسبون ؛فهى بمثابة طوق النجاة الذي ينقذهم و يخلصهم
من الوقوع و الإنهيار ، ويجعلهم يتخطون أصعب العقبات، فحين
يتسلّحون بالصبر و الثبات وقوة الإيمان و العزيمة الصادقة ؛فإنهم بذلك سوف يتحدّون الرياح العاتية
التي من الممكن أن تعصف بهم لأنهم بكل بساطة أصبحوا بمثابة الذي يقف خلف جدارمنيع ألا وهو
جدار الصبر و قوة الإيمان ، و بذلك يمكنهم مواجة أصعب المواقف و أقساها .
لكن هناك و بكل أسف فئة من
البشر ينسون أو يتناسون هذه النعمة العظيمة ، فتراهم مستسلمين للهموم والأحزان
ومن ثم لوساوس الشيطان، هذه الوساوس التي تصبح مع
مرور الوقت محطمة للنفس البشرية و مدمرة لها ،
إن الإنسان المتسلح بالصبروالعزيمة و بقوة الإيمان
هو الوحيد القادر على طرد هذه الوساوس بالتوكل والثبات . قال تعالى :



( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)177 البقره


لذا فبالصبر وقوة البأس يطرد الشيطان ويصبح قوياً أمام نفسه وتهون عليه
حينها جميع المصاعب و المصائب و أزمات الدنيا بأسرها ،مهما كانت مصداقا لقوله تعالى في محكم التنزيل :



(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر10

هناك مواقف وأزمات صعبة من الممكن أن يتعرض لها الإنسان في مشوار حياته نذكر منها على سبيل المثال :


** فقدان عزيز**
** حدوث طلاق**
** مرض يلم بصاحبه او بمن هو عزيز عليه**
** خسارة مالية**






إن فقدان إنسان عزيز على القلب لشيئ صعب جداً و قاس على النفس ،

يقف الإنسان أمامه عاجزاً لا يملك حيلة لأنه
يعلم أن لا راد لقضاء الله تعالى ،و لا يجد له حولاً و لا قوّة سوى التسلح بالصبر و الثبات ، قال تعالى :



(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ
الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّـــــهِمْوَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقره 157



هنا يكمن الامتحان على قوة الصبر و حث النفس على تجاوز هذه الأزمة ، وعند المواقف المحزنة
المفاجئة علينا التذكر جيداً أن هذاالحزن إذا ما صبرنا وتحملناه سوف نثاب عليه الثواب العظيم من الله تعالى
عندها فقط سوف يخف هذا الحزن و مع الوقت سوف يتلاشى ، إذ كلما تسلحنا بالعزيمة و
الثبات سوف تنطفئ نار الحزن المدمر للنفس كما تطفئ الماء النار المتأججة . لأنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان و يعلم أنه ضعيف
ومن الممكن أن لا يستطيع التحمل وتخطي المواقف الصعبة ؛لذلك أمره
تعالى بالصبر و وعده بالثواب العظيم في الآخرة ،قال تعالى :



(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) "النحل 96


وعندما يعجز الزوجان عن مواصلة الحياة معاً وتعصف بهما الرياح ،عندها لايجدان أمامهم احلاً سوى الانفصال .
وعند حدوث الطلاق بين الزوجين نجد الكثيرين ذكورا كانوا أم إناثاً يتحدثون عن هذه التجربة
و الحزن و الأسى يعتصرقلوبهم ، في بعض الأحيان
هم أنفسهم لا يتخيلون أو يستوعبون أنهم يمرون بهذه التجربة و المرحلة



القاسية من الحياة ، و بعد الصدمة الأولى واستيعاب الموقف خاصة من قبل النساء يبدأن إعادة النظر في حياتهن وفي كيفية
اجتياز هذه المحنة و الأزمة التي تكمن داخل النفس؛ حينها لايجدون أمامهم سوى التسلح بالصبر والثبات وحث النفس على مواصلة
مشوارالحياة مهما كانت صعبة ومؤلمة ،ولولا ذلك الصبر
لما استطاعت إحداهن الاستمرارأو اعادة التجربة بحياة جديدة من خلال مشروع زواج آخر أو من خلال الاستمرار من
غير ارتباط ، فقط بالتسلح بالصبر و قوة العزيمة لمواجهة أعباء الحياة و المثابرة من أجل ذواتهن، و في بعض الحالات من أجل أبنائهن،
لذا فالحياة لا تتوقف عند أي مصيبة أو مشكلة أو موقف صعب ،إن الحياة مستمرة ونحن علينا التكيف معها بحثّ النفس على الثبات
والقوّة التى و هبنا الله تعالى إياها، ويعلم سبحانه بما يختلج داخل نفوسنا.









عندما يتعرض الإنسان لمرض ما وتعتريه الآلام، تجد البعض ساخطاً متذمراً كثير الشكوى و أحيانا يتمنى الموت ،
لا يهدئ نفسه ولا يحثها على الصبر و الثبات، ينسى أويتناسى أنه أمام امتحان كبير من الخالق تبارك و تعالى إذ يضعه أمام اختبار عظيم لقوة الصبر
و الثبات قال تعالى :



(يا بُنَيَّ أقِمِ الصلاةَ وأمُرْ بالمعروفِ وانْهَ عنِ المنكَرِ واصبِرْ على ما أصابَكَ) "لقمان17"


نعم إن الصبر على المصيبة مهما كانت لهو من عزم الأمور، لذلك نجد الأشخاص الذين
يتسلحون بالعزيمة القوية و الثبات ، قد تجلدوا وتحصنوا بالدعاء
و
التضرع إلى الخالق تبارك و تعالى بأن يمن عليهم بالشفاء، نجدهم دائما حامدين شاكرين يذكرون
أنفسهم بالثواب العظيم الذي ينتظرهم من الله تعالى على صبرهم ،يتذكرون حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال :



( إذا أحب الله قوما ابتلاهم ، فمن صبر فله الصبر ، ومن جزع فله الجزع ) رواه أحمد ورواته ثقات .


وقال عليه افضل الصلاة و أتم التسليم :


( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض )رواه الترمذي و ابن ابي الدنيا .


لذلك يجب على كل مؤمن أن يحث نفسه ويعودها على تجاوز أزمات الحياة مهما
كانت صعبة ليستطيع من خلال ذلك مواصلة المسير بها .
أما عند التعرض لخسارة مالية فادحة وهذه أيضا من الأزمات الصعبة التي يتعرض لها الإنسان،

_أحيانا تتمثل في تجارة أو عقارات وغير ذلك من الأمور المالية ..._
إذ أن صاحب الخسارة يصبح كريشة في مهب الريح لايقوى على فعل شيئ ،لأن هذه خساره و في كثير من الأحيان لايمكن تعويضها بسهولة ،
فكم سمعنا عن قصص لأشخاص من هول الصدمة و قوة الخسارة كادوا أن يفقدوا عقولهم ،وكم رأينا بشراً كانوا في رغد من العيش وبين عشية و
ضحاها أصبحوا مفلسين ،
هذه هى الدنيا لا تبقي على حال،و لولا تسلحهم بالكثيرمن الصبر و الإرادة القويه للبدء من جديد لما تجاوز هؤلاء
أصعب الخسائر الفادحة ولما استطاعوا الوقوف مرة
أخرى ،
فبقوتهم و ثباتهم أمكنهم تعويض ما فات ، أقنعوا أنفسهم أن هذه الدنيا لا تبقي على حال و أن ليس لهم بدّ من المثابره وأن كل ما حدث لهم
ما هو إلا امتحان من الخالق تبارك و تعالى ،حتى لو كان



من خلال خسارة مادية تصبح جميع المواقف و الأزمات سهلة وبمثابة تجربة تضاف لرصيد الإنسان مهما كانت قوية فإنه يتعلم من خلالها
ويصبح أكثر صلابة وتحمل لمواجهة أصعب الأزمات لأن الحياة مليئة بالمفاجات .ومن يصبر و يتحمل فإن له الأجر العظيم
و الثواب الجزيل من الخالق في الدنيا و الآخرة ، لأنّ التسليم لقضاء الله و عدم التذمر و الجزع لهو قمة الإيمان ، قال تعالى :



(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ اليَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون) المؤمنون 111






و من الأمور التي قد تساعد الإنسان على تخطي المواقف الصعبة في الحياة نذكرمايلي :


* أن يهيئ نفسه لتحمل أصعب الصدمات ،ويضع في اعتباره أن الحياة مليئة بها ،وبأن دوام الحال من المحال، فلا فرح دائم و لا حزن دائم
لذلك عليه أن يحصن نفسه بالعزيمه و الوقوف أمام أصعب المواقف مهما كانت ، وليجعل تفكيره ايجابيا عليه ان لا ينظر الى الماضي بل إلى المستقبل .



**أن يعود لسانه على الذكر و الدعاء في كل وقت وأي موقف يتذكر أن الله تعالى قريبا منه ،

يذكر نفسه بقول المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال ::

(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)رواه مسلم


*** أن يحث نفسه على عدم الإستسلام و الانكسار بل يشجعها و يدعمها بالتفاؤل و الصبر كي يستطيع
تجاوز أصعب ما يواجه ، فيحدث نفسه أن الذي خلقه هو القادر سبحانه على أن يفرج همه ،ويكثر من الدعاء و التضرع للخالق سبحانه قال تعالى :



( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم )48 الطو


وختاما نقول:


كي يعيش الإنسان بسعادة و رضى عليه التكيف و التأقلم مع متغيرات الحياة ،فهذا أفضل ما يجب على العاقل فعله حتى
لا يصاب بأي نوع من الإحباط قد يؤثر عليه سلبا في المستقبل ويجعله غير منتج و غير قادر على مواصلة الحياة الطبيعية،
ومن أفضل الطرق أن يجلس الإنسان مع نفسه يفكر جيدا في كيفية الخروج من هذه الأزمة و عدم الهروب منها ،
فمواجهة المشاكل مهما كانت صعبة تكون بالتروي و التفكّروعدم اجترار الماضي بأحزانه و ذكرياته المؤلمة ،
هذه أنسب وسيلة لحلها و تخطيها بأقل الأضرار .



قال عليه الصلاة و السلام :
(ما يصيبُ المسلمَ من نَصبٍ ولا وَصبٍ، ولا همٌّ ولا حزَنٍ، ولا أذى ولا غمٌّ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) (رواه البخاري )






في امان الله

توقيع
[align=center][/align]
فراوله بالكاكاو ..:: عضو مميز ::..

مشكوره حبيبتى على التذكره اختيار اكثر من رائع وموفقه بحول الله وقوته

ج ـــلــنار ..:: نائبة المشرف العام ::..

الله يجزيك خير ويجعل موضوعك في ميزان حسناتك يااارب


أشكرك جزيل الشكر

توقيع
سبحان الله وبحمده
ريحة عطر ..:: تاج المنتدى و كبار الاداريين سابقآ ::..

جزاك الله خيرا على روووووووعة طرحك

ويعطيك الف عافية

لك كل الشكر

توقيع
[flash=http://dc09.arabsh.com/i/02457/ewha6wuxj3q0.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


شكرا لاحلا غدور في الدنيا
فراشة برونزية كبار الشخصيات

جعل ربي يسعد قلبك ويفرج همك ويجعلك من كل ضيق مخرج

سلمت يداااك أختي بسووومة على روووعة ماطرحتي من موضوع يدخل للنفس الطمأنينة والرااحة

ربي يبارك فيك ولايحرمنا وجودك الغااالي على قلوبنا



توقيع

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية