تملكني غلاك ..:: مشرفة المنتديات الإسلامية ::..

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة وبركاته




وصف رب العالمين نفسه بأنَّه رءوف رحيم، غفور رحيم، رحمن رحيم، بل أرحم الراحمين،


أوصاف رحمته سبحانه تفيض على القلب طمأنينة والنفس سكينة، فلا يتسرَّب إليها يأس،


بل إنَّ الإنسان إذا علم أنَّ هناك من يرحمه؛


كان إلى العودة والإقبال أقرب منه إلى النفور والإبعاد.


من البشائر العظيمة للخلق أنَّ الله كتب على نفسه الرحمة تفضُّلًا منه وإحسانًا،


وأنَّ رحمته سبقت غضبه، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-


قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولإنَّ الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق،


إنَّ رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش)،


فإذا كانت رحمته تغلب غضبه؛ فإنَّه لا يهلك على الله بعد ذلك إلَّا هالك.


ما ترى في الأرض من رحمة الوالد بولده، والأم بطفلها،


وما ترى من توادٍّ وتعاطفٍ وبِرٍّ أثرٌ من رحمة الله، أنزل منها رحمة واحدة،


وادَّخر عنده تسعة وتسعين رحمة، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:


سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة،


فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقهم كلّهم رحمة واحدة)[1]،


فمن قصد مخلوقًا يرجو رحمته؛ فالله أرحم منه، فليقصد العاقل لحاجته من هو أشد له رحمة.


ورحمته سبحانه للجنين في بطن أمه، إذ صوَّره في أحسن صورة، وسخَّر له غذاءه وهواءه


وهو في أعماق الرحم حتى أخرجه إلى الدنيا طفلًا مكتملًا وخَلْقًا سويًا.


من رحمته تعالى


أنَّه امتنَّ على العالم برجل يمسح آلامه، ويخفِّف أحزانه، فأرسل محمدًا -صلى الله عليه وسلم-،


وضع في قلبه من العلم والحلم


وفي خلُقه من الإيناس والبر ما جعله أزكى عباد الله رحمة، وأوسعهم عاطفة، وأرحبهم صدرًا،


{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].


من رحمته تعالى



أنَّه أنزل القرآن بلسان عربي مبين،



قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].


فتح أرحم الراحمين أبوابه للتائبين، يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛


ليتوب مسيء الليل، وخاطب عباده في الحديث القدسي:


(يا عبادي إنَّكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني؛ أغفر لكم)،



{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 110]،


ومن ظن أنَّ ذنبًا لا يتسع لعفو الله؛ فقد ظنَّ بربه ظنَّ السوء.


من رحمته تعالى


أنَّه يثبِّت المؤمن في الدنيا والآخرة، قال تعالى:


{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27].


من رحمته تعالى


أنَّ من عُذِّب في الدنيا لا يعذِّب في الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-


فيما أخرجه ابن ماجه والترمذي: (من أصاب في الدنيا ذنبًا فعُوقِب به؛


فالله أعدل من أن يثنِّي عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبًا في الدنيا، فستره الله علي؛


فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه)،


وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:


(لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله
وما عليه من خطيئة).



من رحمته تعالى
أنَّه يثيب المؤمن في الدنيا والآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-:


(إنَّ الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يُعْطَى بها في الدنيا، ويُجْزَى بها في الآخرة، وأمَّا الكافر؛


فيُطْعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة؛


لم تكن له حسنة يُجْزَى بها)[2].


من رحمته تعالى


أنَّه يسهِّل قبض روح المؤمن، كما قال -صلى الله عليه وسلم:


(إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ؛


نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ



حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ -عَلَيْهِ السَّلَام-


حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ،


قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ)[3].


من رحمته تعالى




مضاعفة الحسنات وتخفيف السيئات، قال تعالى:


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الحديد: 28].


من رحمته تعالى


أنه يبدّل السيْات حسنات


قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 70].


من رحمته تعالى


أنَّه يُدْخِل خَلْقًا عظيمًا دار النعيم بغير حساب،


ففي البخاري عن سهل بن سعد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:


(ليدخلن من أمتي سبعون ألفًا أو سبع مائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم،


وجوههم على صورة القمر ليلة البدر).


كما أنّ من عظيم رحمته تعالى


أنَّه يُدْخِل جميع المسلمين الجنة في النهاية،


فقد أخرج الطبري في تفسيره، عن مجاهد في تفسير قوله تعالى:


{رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]،


قال إذا فرغ الله-عزَّ وجل- من القضاء بين خلقه قال: من كان مسلما؛ فليدخل الجنة،


فعند ذلك يتمنى الذين كفروا أن لو كانوا مؤمنين، أما في الآخرة؛ فالرحمة الغامرة والفضل الواسع،


وفي حديث آخِر مَن يدخل الجنة يطمِّع أرحم الراحمين عبده في رحمته حتى يدخله الجنة،


ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:


(آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها؛


التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجَّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين


والآخرين، فتُرْفَع له شجرة فيقول: أي ربي أدنني من هذه الشجرة، فلأستظل بظلها،


وأشرب من مائها، فيقول الله-عزَّ وجل- يا بن آدم، لعلي أن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول:


لا يا رب، ويعاهده لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنَّه يرى ما لا له صبر عليه، فيدنيه منها،


فيستظلُّ بظلها، ويشرب من مائها، ثم تُرْفَع له شجرة هي أحسن الأولى، فيقول:


أي ربي أدنني من هذه الشجرة، لأشرب من مائها، وأستظل بظلها لا أسألك غيرها ....) إلى آخر الحديث،


نستدل من ذلك كلّه على سعة رحمة الله، لكن يجب أن لا نغفُل عن شديد عقابه،


فالمؤمن بين الخوف والرجاء، يطمع في رحمة الله ومغفرته، ويخاف عقابه، قال تعالى:


{غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} [غافر: 3].


يقول الطبري في معنى هذه الآية: "يقول تعالى ذكره:


"شديد عقابه لمن عاقبه من أهل العصيان ل،ه فلا تتكل على سعة رحمته،


ولكن كونوا منه على حذر، باجتناب معاصيه وأداء فرائضه،


فإنَّه كما لا يؤيِّس أهل الإجرام والآثام من عفوه وقبول من تاب منهم من جرمه،


كذلك لا يؤمِّنهم من عقابه وانتقامه منه بما استحلُّوا من محارمه، وركبوا من معاصيه،


قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].


قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ} [فاطر: 2]،


هل تُسْتَفْتَح رحمة الله بالأماني والأحلام؟


هل تطلب رحمة الله بمجرد حفظ النصوص دون عمل وطلب للأسباب؟


إنَّ رحمة الله من شملته؛ سَلِم ونجا وسعد، ولذا فهي تُسْتَفْتَح:


* بطاعته سبحانه وطاعة رسوله.


* تُسْتَفْتَح بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،


قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ


وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ} [التوبة: 71].


* من أسباب رحمة الإحسان إلى عباد الله،


قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].


* الاستغفار والتوبة من أسباب رحمة الله قال تعالى:


{لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل: 46].


* الاسترجاع عند المصيبة، قال تعالى:


{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *


* الإصلاح بين الناس،


أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].



قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].


* رحمة عباد الله من أسباب رحمة الله


قال -صلى الله عليه وسلم-: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)[4].


{ اللهم ارحمنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه اللهم ارحمنا يوم لاينفع مال ولا بنون


اللهم ارحمنا يا عليم بذات الصدور}

م ن ق و ل

توقيع
فلآش عجز لسآني وصفه وجزاه كل من عمله الجنة


أنصحك يَ تملكني غلاك مشاهدته..أتركك مع الفلآش:




[flash=http://www.emanway.com/media/flash/1271841618.swf]width=500 height=260[/flash]

كل دقيقه من أعمآرنآ >>أنفاس<< لآتعود
فلتكن لأنفآسك حلآوة {الأستغفار}في كل حين
мαηηαя ..:: مشرفه دليل العام ::..

رووووعه يسعدك

يارب رحمتك من يعذب ف الدنيا لايعذب ف الاخرة

يارب رحمتك

الله يجزاك خير

توقيع
ارض بلقيس ..:: عضو مميز ::..

الله يجزك خيرا موضوع جدا رائع

توقيع
المـ ؛؛؛ ــافر ..:: مشرف دليل للنقاش و السؤال و الجواب ::..

الله يرفع قدركـ أختـــي ويستر عليكـ بالدنيا والاخرة

والله سبحانه وتعالى عندهـ 100 رحمة وسبحانه أنزل رحمة واحدة بالدنيا

وجعل عندهـ 99 رحمه للاخرة فسبحان من وسعت رحمته كل شي
أختــــي تملكني جزيتي كل خير في طرحكـ الرائع


وحسبي الله على من يسوي بين الناس

توقيع
انوثهـ مجروحهـ كبار الشخصيات

الله يرحمنا برحمته
جزاك الله خير واثابك على روعه نقلك،

توقيع


عساك تبقى حي ياشايب لي
يابوي يالي مايساويك رجال



اللهم ارحم أهل سورية و قوِّهم و انصرهم و خذ حقهم ممن ظلمهم و أقم السنة فيهم و أعززها .

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية