الشقوق وصلت إلى سبعة كيلومترات
كشفت مصادر صحفية يعودة عن وجود تصدعات وتشققات في بلدة العيص البركانية يتراوح طولها ما بين كيلومترين إلى سبعة كيلومترات مؤكدة تصاعد رائحة كريهة بإحدى الجبال تشبه رائحة الكبريت.
وقال أحد شهود العيان بإحدى القرى بالمنطقة بحسب صحيفة الرياض عندما سئل عن الأوضاع هناك في الأيام الماضية: "نار حمراء.. الأرض تهتز من الزلزال, والسماء ترعد بالأصوات من البركان.. إلا أن الأوضاع قد هدأت قليلاً منذ يومين".
ونقل مراسل الجريدة في منطقة هدمة أن الصخور البركانية السوداء في حرة الشاقة وحرة شرى تزرع الرعب في المنطقة.
وقال أحد شهود العيان: إن شقوقًا أرضية لم تظهر في تلك المنطقة إلا بعد الهزات الأرضية التي حدثت مساء الثلاثاء الماضي, مؤكدًا أنها تصدعات كبيرة, يصل بعضها إلى كيلومترين تقريبًا, مشيرًا إلى أن هناك شقوقًا ربما تصل إلى سبعة كيلومترات.
وقال الشاهد: إنه بعدما أبلغ المسئولين في المساحة الجيولوجية عن الوضع أرسلوا إليه مهندسًا, فرافقه حتى وصلوا إلى مكان الشقوق, فأبدى الشاهد تخوفه من أن الأرض صارت لينة تحت أقدامهم, إلا أن المهندس أصر على الدخول إلى تلك المنطقة, حتى انشقت الأرض فجأة وسقط المهندس داخل أحد الصدوع إلى كتفه.
وأضاف الشاهد: فأسرعنا إليه وأمسكنا به وأخرجناه من الشق الذي سقط فيه, فيما أكد المهندس أن المكان خطر جدًا وينبغي عدم الاقتراب منه.
جبل أبو نار:
أما عن جبل أبو نار, وهي المنطقة الأخطر في تلك الأحداث فقال شاهد عيان آخر من سكان المنطقة التي لم يبق فيها إلا هو بعد أن رفض الخروج منها: نسمع أصواتًا من الجبل منذ سنين مرة أو مرتين في السنة، ولكن الوضع في الأيام الماضية تغير بشدة؛ فالأرض تهتز, والجبال ترعد وتزبد, وتتصاعد علينا رائحة كريهة تشبه رائحة الكبريت.
أما عن أحداث يوم الثلاثاء الماضي فيقول حماد بن جويبر العنمي الجهني البالغ من العمر سبعين عامًا: يوم الثلاثاء الماضي صارت الأرض تهتز هزًا قويًا, ووقعت أحجار من الجبل ـ وأشار إلى جبل خلف منزله ـ وخرجت من الغرفة بسرعة وجلست في الخارج أدعو بالرحمة حتى هدأت الأمور. وقد هدأت منذ أربعة أيام.
غاز الرادون يهدّد بوقوع هزات عنيفة في العيص:
من جانب آخر أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن الأجهزة المنتشرة في منطقة العيص رصدت ارتفاعًا ملحوظًا وكبيرًا في غاز الرادون والذي يشير إلى احتمال وقوع هزات عنيفة على منطقة العيص خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكشف الدكتور أحمد العطاس رئيس هيئة المساحة الجيولوجية بالإنابة, أن أجهزة الرصد سجلت ارتفاعًا مفاجئًا وملحوظًا لغاز الرادون والذي يشير إلى وقوع هزات متتالية وعنيفة ستضرب منطقة العيص حيث ما زال الهدوء يعم المنطقة لليوم الثالث على التوالي وحالة مستقرة للهزات الأرضية.
وأشار العطاس إلى أن غاز الرادون عديم الرائحة وغير مرئي صادر من الشقوق الأرضية للمنطقة حيث التأثير يكمن على المواطنين الذين بقرب التشققات ما يسبب أخطارًا على حياة الإنسان وذلك في حال استمرار بقائه.
وأضاف: هناك تنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في آلية الغاز الصادر من التشققات الأرضية حيث جمعنا والأرصاد عددا من العينات من كافة أنحاء منطقة العيص لمعرفة النتائج التي ستظهر من خلال التحاليل على الغاز.
وأبان رئيس هيئة المساحة الجيولوجية بالإنابة أن الفرق المنتشرة أكدت أن مياه الآبار والتربة والهواء عادت إلى وضعها الطبيعي وليس هناك أي ملاحظات على مياه الآبار، مشيرًا إلى وجود أجهزة قامت بقياس حرارة الماء في بعض الآبار.
يذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة كشفت أمس عن وجود ترتيبات لخطة طوارئ يتم تطبيقها في حال ثورة أحد جبال البراكين الواقعة في منطقة العيص حيث يتم إبلاغ المنظمات الأرصادية العالمية لتغيير مسارات الطيران الدولية والمحلية ووضع مسارات أخرى بهدف سلامة الطائرات المحلقة فوق منطقة العيص وتحديدًا فوق الرماد البركاني.
العرض العادي
