إن بعض الفئات من الناس بمجتمعاتنا العربية والإسلامية يحاولون نقل فشلهم إلى الآخرين كنوع من التعزية للنفس، ولا يدركون أنهم يحطمون من ثقته بنفسه مهزوزة، إلى جانب أن العقل البشري يقف عند آخر تجربة إنسانية عاشها أو سمعها، فعندما تقدمت للتعرف على فتاة من أجل خطبتها، لاحظت أن مقاربتها لجملة من القضايا تنطلق فيها من التجربة المعيشة لزميلتها في العمل... متناسية أن الناس في الحياة لا يمرون من نفس الأنفاق وإن كانوا ملزمين بالسفر في الحياة.
العبرة المستفادة: لم يبق لك إلا ان تهدي الناس ابتسامتك، إن لم تعرف كيف تحبهم...
مما تكرهه النساء في الرجال، ضعف الشخصية، فكثير من الذكور- عفوا الرجال- يسمحون لغيرهم بالتدخل في قضاياهم الخاصة. في حين أن حتى الأباء ينبغي أن يكون تدخلهم محدودا في شؤون أبنائهم الراشدين، فبعد الرشد يكون الأب قد وفى مع ابنه، فاجتهد في اختيار أم صالحة يعتز بها أبناؤه، وتسهر على رعايتهم وتثبيتهم بالعطف والحنان،وسهر معها على اللعب معهم وهم أطفال، وعلمهم بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم،ثم صادقهم لما اشتد عودهم وأصبحوا مكلفين شرعا، والآن جاء وقت تحمل المسؤولية من قبل الأبناء، ومن صورها اختيار شريكة الحياة، فماذا يملك الأبوان في هذا الأمر: اسداء النصيحة بحكم التجربة في الحياة لا غير، والمساعدة المادية والنفسية من باب المندوب، أما ما دون ذلك من مقدار جمال المراة ولونها وعرقها وثقافتها وعملها وسنها فهي أمور خاصة بالعريس وحده، وطبعا فمسألة ضوابط الضمير الجمعي الديني والاجتماعي فهي من باب تحصيل الحاصل( الدين وحسن الخلق والتربية..) فذلك مما لا تختلف فيه الفطر.
عدم أجراة هذه الأمور كثقافةوسلوك تنتج عنه كوارث مستدامة داخل عش بيت الزوجية الجديد: الأسرة تمارس الرقابة على الزوجة، من ابسط الأمور، كتنظيف البيت وغسل الأواني وترتيب الأفرشة إلى العوارض كتأخر الحمل، وإنجاب البنات وهلم جرا....
فرق بين ان أتمنى إنجاب ذكر وبين ان أحاسب على إنجاب أنثى فهو نوع من الجحود قد يصل حد الشرك بالله، ودينيا الأمر لله كله، قال الله تعال:( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى49-50). امافي علم الأحياء فبويضة المرأة غير مسؤولة عن تحديد جنس الجنين، وحيوانات الرجل المنوية تبقى هي المسؤولة.
كما أنني اجد من بين أسباب الفتور بعد الزواج أخطاء متراكمة، من كلا الطرفين:
غياب مشروع، يعيشان من أجله و يذوب فيه الطرفان ويجددان فيه طاقاتهما معا.
انعدام مجموعة من المهارات التي تساهم في إنجاح التواصل داخل الأسرة، كمهارة تدبير الخلاف، بيداغوجيا حل المشكلات، اعمل بجد على أن لا تقع في المشكل حتى لا تحبط، فالمشاكل الكبيرة هي مجرد مشاكل صغيرة تم تجاهلها.
اعمل على إنجاح زواجك واحرص على ان تعطي أفضل ما عندك للطرف الآخر، ولاتنتظر أن تتحقق تصوراتك النمطية القبلية عن الزواج، حتى إن لم يتفهمك الطرف الآخر وفشلت العلاقة، فإنك لن تجلد نفسك لأنك لم تقصر.
الحب داخل العلاقة الزوجية كائن حي ، إن لم تسقه وترعاه باستمرار خرج من الشباك،
داخل العلاقة الزوجية، احرص على ان يكون رصيدك من القيم( التضحية التسامح التعاون التفاهم..) دائما في تطور حتى إذا حلت لحظات الانفلات والغفلة والزلات وجد طرفك الآخر في رصيدك القيمي ما ينفع كسنبلات خضر تعويضا للسنبلات اليابسات.
ولا تنس أن تدفع بالتي هي أحسن، ‏‏{‏ولا تنسوا الفضل بينكم‏}. البقرة. 237. قال تعالى :. " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا*" سورة النساء19. أما البشرى الكبيرة التي لا تزال تحفظ بيوت المسلمين ففي قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"أيما رجل صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله الأجر مثل ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وأيما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله من الأجر مثل ما أعطى آسية بنت مزاحم امرأة فرعون". ولا تنسوا اننا في دار ابتلاء وامتحان ولسنا في الجنة، اللهم لا تحرمنا من الجنة وجميع المسلمين والمسلمات ، وارزق كل منا بزوجة صالحة ، وكل زوجة بزوج صالح. آمين .