أولا أن أبين لكن شيء هااام ...وهو أن معيار السعادة الزوجية في نظر كل منا يختلف من واحدة لأخرى ...أتعرفون بما أشبهه ؟؟
بمعيار الجمال ...فسبحان الله نظرتنا للجمال تختلف من واحدة لأخرى فمثلا ...أنا قد ألتقي بأحدى الأخوات ...وقد يبهرني جمالها ...وألتمس فيها أشياء قد لايراها غيري ...قد أبالغ في الإعجاب بها وأشعر بكمالها ...وعند الحديث عنها مع أخرى قد أشعر أنها تصفها بشكل عادي وكأنها لم ترى مارأيت !!
وهذا يختلف أيضا من نظرتك وتصنيفك للشخصيات والأماكن وكل ماهو حولنا ملمووووس ...لاحظي ملموس...ولم يكن شيئا معنويا محسوس فقط !!


فالسعادة التي قد تبهرك في إحدى صديقاتك قد تكون تركن في زوايا بيتك ولكنك لم تعيرها إهتمام ...

قد تكون قمة سعادة إحدانا ...المنزلة الإقتصادية التي تعيشها ...فتكون مطلب لها وتحقق لها ذلك ..ولا نهمل المادة لأننا كما نعلم بأنها من زينة الحياة الدنيا ....

قد تكون سعادة أخرى بممارسة الحياة بشيء من الإنطلاقة ..وزيارة الأقارب والصديقات ..والمكوث عند الأهل لساعااات طويييلة فهذا مبتغاها ...ولكن غيرها قد تنعت زوجها بإهمالها ...وعدم الرغبة في البقاء معها لو كان له نفس التصرف !!!!
فلاحظي كيف إختلف المعيار من واحدة لأخرى ؟؟


من أشكال السعادة التي رأيتها بعيني ...إحدى صديقاتي الصابرات ...ولكنها بصبرها جنت ..ماشاء الله ولا قوة إلا بالله ...عند معرفتي بها لم أعلم شيء عن زوجها ...كانت تتحدث معي عنه بكل حب ...وسعادة فلا أنسى بريق عينيها بسعادة ...أشعر بالرضا التام حينما تحدثني عنه ...وفي إحدى المرات ...إذ بها تخبرني بشيء لم أتصوره ...زوجها يعاني من عاهة مكتسبه بسبب حادث ...تسببت له في عقد نفسية بليغة ..كان شكله للناظر إليه يشعرك بالنفور ...وصفت لي ذلك وقد تمالكت صدمتي ...كنت أستشعر من كلامها بأنه فااارس تتمناه كل فتاة ...رزقه الله زوجة صابرة وشاكرة ...كانت تقول لي يبكي لي أحيانا من مواقف مرت عليه بسبب شكله وحالته التي آل إليها فأقاطعه بأنك في نظري أكمل الرجال وأنا بك راااضية راااضية...وأشعر بفخر بأنك زوجي ...
هذة الأخت فتشت في حنايا شخصه ولم يخيبها الله ...أغفلت المنظر وأبحرت في جوهره ...وقد كان بالفعل خير الزوج والصاحب لها ؟؟؟


سردت هذة القصة لتقفي معي أختي على أشياء هااامه ...فقد وهبك الله زوج وكل إنسان لابد أن تكون له مزايا ومساؤي ...ولكن لو نظرتي له برضا صدقيني قد تغلب المزايا
حديثي هنا عن شخص سوي مقيم لحدود الله ...ولكن من إبتلاها الله برجل شاذ بصفاته فأسأل الله لها العون


إذاً معيار السعادة الزوجية معيار لايرضخ لعلم الحساب وليس معياراً فيزيائياً ثابت ...المعيار مختلف من شخص لآخر ...فقبل أن تندبي حضك وتشكي وتبكي ...فتشي معي جيدا في زوايا منزلك ...وصدقيني لو كنتي ذات نظرة تفاؤلية ...فلن يخذلك بحثك بعون الله وستجدي مايسرك ...نعم الله عديدة وليس لها عدد وصدقيني سيكون الكثير منها في جنبات منزلك ...


الله جل في علاه ...تعهد للزوجين بالمودة والرحمة ...فأين تتجلى ؟؟؟


أنت كإنسانة تملكين الكثير من المشاعر الفياضة تجاه الآخرين ...يكون من الصعب عليك رؤية الأسى والحزن تمازج إنسان آخر ...حتى وإن لم يمت لك بصلة ...وخير دليل مانراه من إخوة ورحمة بين أعضاء هذا الصرح الشامخ (عالم حواء )...ونرى الدعوات وكبير المؤازرة والمواساة ...ماإن تعرض إحدانا شكواها وتبثها عبر عالمنا ....ولا يربطنا سوى إخوة صادقة بأسماء مستعارة !!

هل تنكرين بأن هذة الرحمة لاتتجلى مع زوجك عند مروره بمأزق أو ضيق ؟؟؟
هل تنكرين وقفاته مع أهلك وتخفيفه آلآمك عندما يصاب قريب لك بمكروه لاقدر الله ؟؟


مودتك ومودته ورحمتكما ببعض لابد أن تسكن بينكم ...ولكن قد تغفلوها أو لاتشعرون بها ..راجعي معي بعض صورها والتي تتجلىبمواقف عديدة ...وتنفسي بعمق ...وإستشعري الرضا بحياتك ..
أنوثتك قد تتفجر رغما عنك في مواقف عديدة فتكوني رقية كالأخت ...حنوونة كالأم ..قوية كصديقة ...أصدقيني القول ألم تستشعري بإخوة تربط بينك وبين زوجك في أحد المواقف ؟؟؟
رحمة يبثها قلبك كرحمة الأم لصغارها في مواقف أخرى ؟؟
معاضدة صديق وطغيان أنوثة رقيقة في مواقف أخرى وأخرى ؟؟؟
راجعي ملفاتك ...أو تفائلي من اليوم لتجدي خير المواقف التي تشهد على قوة إرتباطكم ...لا تجيدي فن اللطم والتشكي ...بسّطي الأمووور ...وستنبهرين بالنتائج ....

إدعي الله في كل سكنة وحركة أن يجمع بينكم بخير وأن لايخلو الشوق من حياتكم ...
وإن أحسست بألم ...فمرري يديك وتلمسي وجه طفلك ...وعندها صدقيني ستهووون عليك كل الصعاب ...بغية أن يعيش صغاري حياة هانئة ...أبحث لهم عن الكمال في الحياة والحياة الكريمة الهانئة ...فصدى ضحكاتهم في أركان منزلي قد تكون خير مسكن عند شعوري بأي ألم ...

ولا تظني بأن الأسر المثالية لابد أن تغلق أبوابها على سعادة عارمة وحياة مثالية هانئة ...فلا بد لكل إثنين من حامل ومحمول ...لأقدم للحياة أفراد أسوياء ...أطفال ....لم تتلاطمهم أمواج الحياة فتزج بهم بمآسيء لانهاية لها ...

فإن فتشتي عزيزتي وخاب ظنك ...فلتلتمسي السعادة بأبنائك ...ولتمارسي أمومتك معهم بكل تفاني ....وتؤدي أمانتك على أكمل وجه ...

قد أعود لكن بصور عديدة عايشتها ولكن وقتي لايسمح الآن وظروفي تغلبني ...أتمنى لكن السعادة ...وأهم من ذلك الرضا ...ودمتن بود