من منا يُنكر طبيعته البشرية التي تفرح وتغضب . وتخاصم
وتصالح.. تعادي وتسالم ..تحب وتكره بقدر ما اعتادت عليه
وتفاعلت معه من مواقف وأشخاص !!
وكما تختلف بصمات أصابع اليد الواحدة مع نفس الشخص ...
وتختلف أنامل اليد اليُمنى عن اليُسرى ..كذلك الرجال !!
وطالما كان هُناك هواء يدخل إلى الرئتين وهواء يخرج منها
فالحياة رؤىً متعددة ...
الزوجان فريق واحد وهدفهما واحد وهو الحفاظ على بيت
الزوجية ، من عوامل التعرية ومعاول الهدم ، وفكرة الإنفصال
والطلاق غير واردة أو هي إختيار غير مطروح للنقاش .
فليتذكر الزوجان أن عدم قبول أحدهما لفكرة الأخر لا تعني رفض ذاته .
لأن الفكر شيء ( وهو قابل للخطأ والصواب ) والذات شيء آخر .
فكل ذات مُصانة بالإحترام والتقدير .... أما الأفكار فتحتمل التعديل
أو الحذف .. قابلة للتغيير أو الإلغاء أو الإرجاء ..
ولا يحق لأي طرف من الشريكين أن يُثير أعصاب رفيقه ، أو
يوقد نار الشجار . هي بمثابة الكبريت الذي يُشعله صاحبه
ثم يُلقيه في كوم قش أو فوق حطب جاف !!
فليبحث كل منا عن مواطن الجمال في رأي الأخر ويذكرها له قبل
الحديث عن نقاط الخطأ .
فلنتبادل الأدوار ، وليضع كل منا نفسه مكان الأخر، ولينظر ماذا
يدور في ذهنه إن كان في نفس الموقف ، وما رده الطبيعي غير
المثالي
ويقارنه بما صنعه شريكه .. وليلتمس له الأعذار .
فمناقشة الخلاف والعضلات مشدودة فهو قمة الخطأ .
ولنتذكر أن الحوار البناء يُحب الصوت الهاديء والفكر المُتزن
والأعصاب المرخية ، لنضيق زاوية الخلاف بيننا ونهديء
اعصابنا .
من حق كل منا أن يكون له وجهة نظر ، لنفهم ذلك .
وتذكروا أن حل الخلافات الزوجية هي من اختصاص الزوجين
وليس الجيران والأقارب .
ولا نخاطب احدنا الأخر بهذه اللهجة ولا يستعمل هذه الكلمات
الخارجة :
* أنت أو (( أنتِ )) بارد، غير حساس ولديك برودة أعصاب ..
* اسكت أو انصت إلي لكي أتكلم أنا ..
* طوال حياتي معك لم أرى يوماً سعيداً أو بهيجاً ..
لقد حطمت أعصابي مراراً وأنت قاصد ولم يكن الأمر عفوياً ..
فلا تنبشوا خلافات الأمس مثلاً كلما استجد خلاف ..
كونوا مرنين وواسعي الصدر ، افتحوا الأذهان
واصقلوا العقول
فالتسامح هو سيد العلاقة الزوجية الناجحة
فإن إنتهى الخلاف احبتي الى صلح ووئام ، قولوا ذلك :
ما أجمل الوفاق وأروعه .. وما أقبح الغباء والتسرع وأشنعه ...
لقد أخطأت في حقك ، أرجوك سامحيني، سامحني ...
العرض العادي
