قصه مجاهد يمني في الفلوجه
(السماء وجهتي)
..........
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الجارديان البريطانيه
{ترجمه دوريه العراق} :
من داخل غرفه في احدي من منازل الفلوجه تسرب صوت جميل يرتل آيات من الذكر الحكيم وهو يختنق بالبكاء :
((قل أن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجاره تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب
إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي
الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين))
كانت الغرفه نصف مضاءه والجدران عاريه ما عدا صوره للكعبه . وكانت قطعه الأثاث الوحيده هي سجاده الصلاه في وسط الغرفه مفروشه بزاويه تواجه الجنوب.
وكان ثمه رشاش كلاشنكوف وذخيره قرب الحائط. وحذاء رياضي قديم بجانب السجاده
التي يجلس عليها رجل يمسك بيد مصحفا صغيرا وباليد الاخري سبحه. كان صوته يختفي احيانا تحت دوي الأنفجارات التي تهز المدينه . عندما انتهى من صلاته , وقف ورفع يديه عاليا وبدأ يدعو :" يا ألهي يا من نصرت الرسول في حروبه ضد الكفار أنصرنا في حربنا ضد امريكا. يا الهي اقهر امريكا وحلفائها في كل مكان. كان الرجل الطويل النحيل ذو البشره الداكنه والعينين السوداوين واللحيه الخفيفه قد وصل الفلوجه منذ سته اسابيع . قضى بضعه أيام يشارك مقاتلين آخرين غرفه حتى تم توزيعهم بين وحدات المجاهدين في المدينه.
كان مع مجموعه مقرها في غرب الفلوجه في الجولان حيث
كان القتال يشتعل في اليومين الاخيرين . واثناء عيشه مع مقاتلين عرب وعراقيين اخرين , منح شرف امامه الصلاه بسبب صوته العذب. وفي اثناء انتظار الامريكان في ملجأ مؤقت روى لي قصته. قال انه في الفلوجه ليس لأنه يحب الموت
لذاته وأنما لأنه يرى ان الشهاده هي أكرم وسيله لعباده الله. يقول انه طالب علم يمني من العاصمه صنعاء وكان يدرس الشريعه طوال السنوات الست الماضيه وفي نفس الوقت يعمل سائق حافله صغيره لأعاشه زوجه حامل وخمسه أطفال.
وقد حاول أن يأتي الي العراق لقتال الامريكان منذ 18 شهرا": اردت ان آت الي هنا لأجاهد في سبيل الاسلام.
وقد قابلت تاجرا اردنيا سلمني
بطاقات سفر الي سوريا ومبلغ 100 دولار. حتى انه اخذني في سيارته الي المطار. ولكن
ما ان وصل الي المطار حتى منعته شرطه المطار من التقدم خطوه اخرى.
"كنت ارتدي جلابيه وعمامه صغيره وعندما سألني رجال الشرطه عن سبب ذهابي الي دمشق قلت لهم :للعمل.
وعندما سألوني عن نوع العمل قلت لهم اريد ان اعمل علي خلاص روحي. وهكذا اعادوني.
ورجع الي بيته وامضي سنه كامله عاد فيها الي دراسته وقد نسي العراق والجهاد ولكن فضيحه التعذيب في ابي غريب ايقضته كما يقول.
وقد حثته زوجته وهي طالبه ماجستير متدينه ان يترك كل شئ ويذهب للجهاد في العراق.
قالت لي:"اذا كانوا يفعلون ذلك بالرجال تخيل ما يمكن ان يحدث للنساء الآن
تصور اخواتك او انا والخنازير الامريكان الكفار يغتصبوننا"
ويقول انه ادرك فجأه خطأه وامضي تلك الليله في البكاء.
في الصباح اقترض نقودا لرحله اخرى وصفها بأنها الأخيره. وقد اعطي اسم شخص يتصل به في حلب وهي مدينه في شمال سوريا
يستطيع ان يدبر تهريبه عبر الحدود.
ويقول:"لم اخبر احد سوى أمرأتي اقترضت سياره من صديق وذهبنا للتسوق وقد اشترت لي بنطلونين وقميصا.
ثم ذهبنا الي منزل والدي وقلت لوالدتي : سامحيني إذا كنت اخطأت يوما في حقك.
قالت لماذا? ولم اجبها الا بأني
اريد العفو منها ومن والدي.
"سألتني اذا كنت سوف اذهب الي بغداد . قلت كلا .
وقد عانقتني وبكت ".
وروي المقاتل كيف انه عاد الي البيت وجلس مع زوجته و أولاده الذين لم يكن لديهم أي فكره إن ذلك العشاء سيكون
الأخير مع أبيهم.
"جلست ابنتي المفضله علي حجري ونامت هناك وفتحت عينيها وقالت:" بابا .
انا احبك ".
تذكر ذلك وهو يبكي ثم قال:"تعرف ان هذه الذكريات من عمل الشيطان الذي يحاول ان يلين قلبي ويعيدني الي البيت. ولكن المكان الوحيد الذي سوف اذهب من هنا اليه هو السماء"
عندما وصل الي دمشق علم من شبكات جهاديه اخري ان السوريين قد شددوا اجراءاتهم
الأمنيه علي الحدود.
والراغبون في الجهاد ينتظرون
في شقق صغيره في دمشق وحلب وحمص.
بعد شهر ادرك ان رجل الدين
الذي كان يدير شبكه التهريب كان يعمل مع المخابرات السوريه وكان يسلم المجاهدين الي الشرطه.
حسبنا الله ونعم الوكيل لقد خان الله و الرسول و الأمانه
((واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون ان يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون 26 يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون 27 واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنه وأن الله عنده أجر عظيم 28 )) هرب ولكن في مسجد صغير في حلب التقي برجل دين شاب وعده ان يساعده للوصول الي العراق وقد عرفه علي جماعه اخرى وضعته في منزل صغير مع مجاهدين آخرين لمده أسبوعين.
في إحدى الليالي اخذ الي قريه علي الحدود السوريه الشماليه :"جاءوا وقالوا إننا سوف نعبر اليوم . كانت رحله مخيفه جدا. كان علينا ان نتمدد في الصحراء بدون حراك اذا سمعنا أصوات المروحيات الأمريكيه..
قضينا ليلتين علي الحدود في قريه ثم أخذنا الي قريه اخرى للتدريب العسكري .
معظم الإخوه معي لم يكونوا استعملوا سلاحا في حياتهم.
كنت اعرف كيفيه استخدام سلاحak-47‎< ‎ وبعد عده أيام جاءوا وقالوا اننا نحتاج مقاتلين للذهاب الي هيت وهي مدينه في شمال غرب بغداد."
وقد انضم الي حافله صغيره تمتلئ بالمقاتلين العرب وسارت الحافله ليلا"تحرسها سيارتان واحده منهما كانت سياره شرطه .
اخرج قرآنه من جيبه وقال " عندما كنت في سوريا اشتريت سبع نسخ من المصحف وكتبت اسم زوجتي وأسماء اولادي الخمسه علي كل نسخه وتركت السابعه فارغه
..........
فلم أكن اريد ان افرض اسم المولود الجديد علي زوجتي.
وعندما كنت استعد لعبور الحدود هاتفتني زوجتي وقالت لي إنها كتبت علي النسخه السابعه اسم (شهيد).
...............
نسأل الله أن يثبت أخواننا المجاهدين أمام الكفره وينصرهم ويرفع رايه التوحيد
وتقبل يالله قتلاهم شهداء عندك و أدخلهم في جناتك اللهم آمين آمين آمين
منقول