[frame="1 98"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نستعيد صلة الرحم المفقودة؟
في ظل الحياة المادية التي نحياها،وفي ظل اختلاف المآرب والمصالح والأهواء ،أصاب المجتمعات العربية داء الجحود والخصام ،وتقطعت صلات الأرحام ،وتصدعت العلاقات الإنسانية ،وتضاءلت قيم الإخوة والتسامح فيما تضخمت لغة الأنانية وحب التملك.
ناقش هذه القضية الخطيرة الدكتور مبروك عطية في برنامج الموعظة الحسنة ،والذي يذاع على قناة دريم ،وتعجب من اختلاف القيم الموجودة الآن عن القيم الموجودة سابقا ،وأشار إلى أنه في قريته كان المتخاصمون يتسابقون للتصالح ،أما الآن فالكل تأخذه العزة بالإثم ،ولا يريد أن يصالح من يخاصمه.
وأشار إلى أن الإسلام نهى أن يهجر الرجل أخاه أكثر من ثلاث ليالي،ودعا الرسول صلي الله عليه وسلم إلى صلة الرحم ،ونفى أن يكون الواصل هو المكافيء ،بل الواصل هو من يصل من يقاطعونه.
وحينما سألته المذيعة عن أخت تحاول الصلح مع أخيها فيأبى ويطردها،طالبها أن تتذرع بالصبر وطول البال وألا تيأس ، بل تحاول مرة ومرات حتى يلين قلب الأخ،وأكد الدكتور مبروك عطية على أن تكرار محاولة الصلح لابد أن يلين القلب بشرط أن يكون ممزوج بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة.
وسألته إحدى الفتيات عن خطيبها الذي يخاصمها، فتعجب من أن تبدأ الخصومات في فترة الخطوبة،وتساءل ماذا سيحدث إذن بعد الزواج؟،وحذر من تمادي العلاقة بين المخطوبين وأشار إلى أنها يجب أن يكون بها الكثير من المحاذير.
ودعا الشيخ مبروك عطية المتخاصمين للصلح ،والتماس الأعذار ،وأشار إلى أن السبب في معظم المشاكل هو سوء الفهم ،فعلى كل طرف أن يوضح بهدوء رأيه و أفكاره للطرف الآخر ،كما طالب كل طرف بأن يجد مبرر للطرف الآخر، لا أن يتصيد الأخطاء،ونصح المتخاصمين بأن يلتمس كل منهم الأعذار لصاحبه.
وأكد على أن الذي يبدأ بالصلح ، ليس هو الأقل كرامة كما يعتقد الناس ، بل هو الأقرب إلى الله ، حيث قال الرسول أن خير المتخاصمين من يبدأ أخاه بالسلام.
وحذر الدكتور مبروك عطية من الذين يسعون بالفساد بين الناس ،وأشار إلى أنهم سيعانون عذاب كبيرا في اليوم الآخر ،ونهى الناس عن الاستماع إلى المفسدين ،حيث أشار إلى أنهم مثل البوم يجلبون الخراب حيثما حلوا.
وجاء اتصال تليفوني من زوج وزوجة يشكون من معاملة أبو الزوج لهما ،وطردهما من المنزل ،وتمييز الإخوة الآخرين عن الزوج ،فدعاهما الشيخ مبروك عطية لاسترضاء هذا الأب وتطييب خاطره ،ومحاولة كسب وده ،وأكد أن المشاعر الدافئة قادرة على إذابة ثلوج الجفاء والكراهية.
إن الله تعالى خلق عباده وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وجعل بينهم من صلات الرحم والقربى ما تتحقق بها مصالحهم، وليتواصلوا ويجتمعوا على الخير، فكل إنسان – ذكراً كان أو أنثى – تربطه روابط من جهة الأم والأب، وهذه هي الأرحام التي أمر الله تبارك وتعالى بصلتها، وحذر ونهى عن قطيعتها، وعدّ الله تعالى صلة الرحم من الحقوق التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى **وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى}.
فتذكر أخي أن صلة الرحم عبادة من أجلّ العبادات، فهي شعار الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)، وصلة الرحم سبب لزيادة العمر والبسط في الرزق، قال صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه) وتأمل أخي الغالي كيف أن الله جل جلاله يصل من يصل رحمه، ويقطع من يقطع رحمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحِم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال نعم، أما ترضين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعكِ قالت بلى يا رب قال فهو لكِ)
ألا تحب أخي وأنت تقف على فضائل صلة الرحم أن تكون واصلاً لأرحامك، مادّاً لهم يد المحبة، باسطاً لهم كف الرحمة ؟! ولتعلم أن صلة الرحم سهلة يسيرة فقد تكون بزيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، أو بقضاء حوائجهم، وتكون الصلة أيضاً بالاتصال بهم هاتفياً أو عبر وسائط التواصل الحديثة، وخاصة إذا كانوا بعيدين ويصعب الوصول إليهم، كما تكون الصلة بمشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، وبمساعدتهم في أي أمر يحتاجون إليه، ودعوتهم إلى الله تعالى، فكل هذه الأمور يكون بها التواصل والصلة، ولا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق.
فاحرض أخي على أداء واجب الصلة مع أقاربك وأرحامك، واستغل المناسبات كالعيدين لأداء هذا الواجب، والقيام بهذه العبادة التي تكون سبباً في عبادات كثيرة، تجد أجرها عند الله في الآخرة، وقبل ذلك تجد أثرها في الدنيا بإذن الله من راحة البال وطمأنينة النفس وسعة الرزق والبركة والأنس والمحبة والرضا، وفقك الله لكل خير . والسلام.
....
..
.
منقووووووووووول للافاده
............
.........
....
..
.
اختكم في الله : مروه سعيد
[/frame]
العرض العادي
