أيتها المرأة أنقذي نفسك من النار - زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية

المتفائل بالله ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:

أيتها المرأة المسلمة : أنقذي نفسك من النار فهي حق لا شكَّ فيها، إنها شر دار، وعذابها شر عذاب، حرّها شديد، وقعرها بعيد، ومقامعها حديد، يسقط الحجر من أعلاها سبعين خريفاً ما يدرك أسفلها، مساكنها ضيقة، ومواردها مهلكة، يُوقد فيها السعير، ويعلو فيها الشهيق والزفير، أبوابها موصدة، يرجع إليها غمُّها، ويزداد فيها حرُّها، هي غضب الجبار ورجزُه وسخطه ونِقمَته.

أيتها المرأة المسلمة :أنقذي نفسك من النار، فإنك لست خيراً من فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو والدها: " يا فاطمة، أنقذي نفسكِ مِنَ النَّارِ، فإنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ من الله شيئاً" (رواه مسلم). فكيف بك أنت أيتها المسكينة المقصِّرة في حق ربك، الظالمة لنفسك؟!

فتوهمي وتخيلي : أنك وثبت من قبرك، قائمة على قدميك، شاخصة ببصرك وقد ثار الخلائق كلهم معك ثورة واحدة، وتوهمي نفسك بعريك ومذلتك وانفرادك بخوفك وأحزانك وغمومك وهمومك في زحمة الخلائق عُراة حُفاة صامتين أجمعين بالذِلَّة والمسكنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهبعرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذنهم" (متفق عليه).

فتوهمي أيتها المسكينة: وقد ضاقت نفسك، وزاد قلقك، وسال عرقك، وجرى من جميع بدنك من رأسك إلى قدمك، ووصل منك إلى حيث أوصلتيه بعملك، فانظري إلى هذا الحال، وتفكري في ذلك الوَبال وهول هذا المآل، وتصوري وفوقك بين يدي رب السموات والأرض وقلبك مملوء رعباً، محزون وجل، وطرفك خاشع ذليل، وقد أمسكت صحيفة عملك بيدك، فيها الدقيق والجليل، فقرأتيها بلسان كليل وقد داخلك الخجل والحياء من الله الذي لم يزل إليك محسناً وعليك ساتراً. (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه).

أيتها المرأة العاقلة: أنقذي نفسك من النار، فإن متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى، فلا تغتري بمالك ولا جمالك ولا نسبك وحسبك، فإن ذلك لا يغني عنك من الله شيئاً، واعلمي أن طريق نجاتك وإسعادك قد بيَّنه ربك جل وعلا في القرآن الكريم، ونبيك صلى الله عليه وسلم في سنتَّه، فإن الإنسان مهما عاش في الحياة الدنيا، وتمتع بما فيها من شهوات ولذات، فإن مصيره الموت بلاشك، فإما إلى جنة عرضها السموات والأرض، أو إلى نار تلظَّىوالعياذ بالله منها، فأنقذي نفسك منها.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال: " يا معشر النساء تصدقن فإني أُريتكن أكثر أهل النار" فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: " تكثرن اللعن وتكفرن العشير" (رواه البخاري)

تمت كتابته من مطوية سلسلة الدين النصيحة

توقيع