كن واثقا من نفسك ولاتلتفت للثرثارين
جميل بالمرء أن يكون واثقا من نفسه ومن قدراته ومن شخصيته ولايلتفت لأي كلام يأتيه ،من رعاع القوم وأراذلهم أعوذ بالله منهم ،ممن ابتلوا بالقيل والقال وتضييع الوقت في ذم عباد الله والاستهزاء بهم ممن يعرفون بسيماهم ومن طريقة كلامهم وتقلبهم ،أولئك الذين يحتاجون إلى التوجيه وإلى نصح أنفسهم أولا عن هذه الصفات الذميمة وما أقبح من يتصف بها ويقوم بها كل حين مستخدما سوء الظن والهمز واللمز والغيبة والنميمة الآخرين مضيعا أوقاته وصارفا لها فيما لافائدة فيه إلا بالبحث عن العيوب وكسب الذنوب والنهاية هي معصية لعلام الغيوب وجرح مشاعر الآخرين !!وإنني عبر هذا المنبر أقدم نصحي لإخواني وأخواتي محبة لهم وشفقة عليهم بالابتعاد عن كل خلق ذميم من الصفات الآنفة الذكر ،ومن يحب أخيه ينصحه ويوجهه ،وثم ما الفائدة التي نجنيها عندما نغتاب فلان أو نستهزئ به أو نلمزه أو نتحدث عن عيوبه حتى وإن كانت موجودة فيه هل هو إدخال السرور على حساب الآخرين ؟! أم الحب لهذه الصفات القبيحة التي تدل على قبح أصحابها وقلة حيائهم ؟! وإن أصحابها على خطر إن لم يتوبوا ويتركوها ويعتذروا إن أمكن لمن أخطؤا في حقهم ممن تحدثوا عنهم بغيبة أو نميمة أو استهزاء أو سخرية في مجلس،إذا قُدّر أنهم سامحوهم ! ولعل من أعظم الرزايا والبلايا التي ابتلي بها البعض المجالس والمنتديات والحديث عبر الماسنجر وغيرها بأعراض الناس وما علموا أن الله يرى ويطلع عليهم وأن من يُضحًكونهم ويغتابون الناس ويستهزئون بهم عندهم في الغالب سيطولهم شرهم بغيبتهم ومن حكى لك في الغالب وأضحكك سيحكي فيك ويضحك عليك ويغتابك عند فلان وفلان ،فيا أيها الأخوة طهروا ألسنتكم وأقلامكم وأفكاركم من ذم الناس والحديث في أعراضهم والاستهزاء بهم وسوء الظن بهم ،وأنتن أيها الأخوات كذلك قمن بذلك حق القيام واتقين الله في عباد الله ،وطهرن ألسنتكن وقلوبكن وأقلامكن من التعرض لعباد الله سرا وعلانية .
وأخيرا :كتبت ماكتبت ناصحا واللبيب بالإشارة يفهم ،فإن كان فيه خطأ فمن نفسي والشيطان ،وأعوذ بالله من ذلك ومن شياطين الإنس والجن وأستغفره من كل ذنب عظيم ،وإن كان صوابا فمن الله والحمد لله على نعمته التي أنعم بها علي ،وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على النذير البشير والسراج المنير نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .