السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقلا عن جريدة الرياض..بتصرف..


[hide][/hide]



تخوض "الطقاقات" منافسة حميمة مع العديد من العاملات في هذه المهنة بسبيل الاستئثار بأكبر قدر ممكن من حفلات الزواج والمناسبات الخاصة، التي شغلت جميع قصور الأفراح وقاعات المناسبات والاستراحات.
وشكل موضوع المطربة هاجساً كبيراً لدى معظم فئات المجتمع، وأصبح يؤرق بال العروس وأهلها، لتكاليف "الطقاقة" الباهظة وارتفاع أجورها، التي حملت العريس فوق طاقته وأقحمته في الديون، ووصفها بعضهم ب"قاصمة الظهر"، حيث وصلت بعض أسعار إحياء حفلة في ليلة واحدة لمدة لا تتجاوز 3 ساعات قرابة 40 ألف ريال.
مصدر دخل جيد.
وشهدت مهنة إحياء حفلات الزفاف بالدفوف والأغاني في الآونة الأخيرة إقبالاً كبيراً من قبل بعض المواطنات للعمل في هذا المجال، التي أصبحت مصدر دخل أساسي لعدد من النساء، خصوصاً بعض الأرامل والمطلقات وذوات الدخل المحدود.
ورصدت "الرياض" عدة مطالبات للعاملات في هذا المجال بضرورة إنشاء جمعية تحمي حقوقهن، والحد من فوضى المطربات "الدخيلات" على هذه المهنة، وممارساتهن المشينة وتصرفاتهن الخاطئة مع أصحاب المناسبة والضيوف.
أسماء دارجة
في البداية، تقول "الطقاقة"ع.ع التي تقيم في محافظة جدة إن لقب "دقاقة" و"طقاقة" من الأسماء الدارجة والمتعارف عليها في المجتمع، منوهة بأن الحجز لموسم الصيف قد بدأ منذ قرابة شهرين وبأسعار متفاوتة تراوح بين 5 و7 آلاف ريال، وأن أجرها الذي تتقاضاه مقابل إحياء حفلة زواج أو مناسبة خاصة لا يقل عن ثلاثة آلاف وخمس مائة ريال، لافتة إلى أن لديها فرقة مكونة من اثنتي عشرة سيدة يقمن بإحياء حفلات الأفراح.
وأكدت أن من أصول هذه المهنة إدخال البهجة والسرور على الناس لا أن تتعالى "الطقاقة" وتخلق مشاكل مع أصحاب الحفل، وكذلك المدعوات، منتقدة بعض تصرفات "الفنانات" الدخيلات على المهنة من التعالي على أهل العروس والضيوف. مضيفة: "والآن أصبح ل "الفنانة" هيبتها واحترامها بين الناس، ونظرة المجتمع إليها قد اختلفت وتغيرت تماماً".
وطالبت العبدالله بفتح جمعية لحماية الحقوق بهدف حفظ حقوق الناس قبل الفنانة وتقويم أصوات "الطقاقات"، وتحديد أعمارهن في المهنة، معللةً ذلك لوجود غش وأكل لأموال الناس بالباطل، حيث تعمد بعض الفنانات الدخيلات على المهنة إلى تسويق عمل غيرها ونسبته إليها بعد الترويج والدعاية له في مواقع الانترنت، مضيفةً: "وفي وقت الزفاف يفاجأ الحضور بأن صوتها ليس ذلك الصوت الجميل، ويدفعون لها مرغمين مبلغاً لا يمكن الاستهانة به".
وتابعت ع.ع : "كما أن هنالك طريقة أخرى تقوم بها كثير من الفنانات تتمثل في الاتفاق مع أهل العروسين على أنها ستحيي الحفلة، ومن ثم يفاجأ أصحاب الفرح في ليله الزفاف بحضور فنانه صغيرة غير متقنة للمهنة بشكل جيد وذات صوت رديء".
وقالت إن من أهم الأسباب الملحة إلى إنشاء تلك الجمعية هو حفظ حقوق الناس، فبعض الفنانات يتقاضين أموالاً طائلة من المعازيم عند طلبهم أغنية ما خلال الفرح، الأمر الذي يضع أهل العروس أو أصحاب الحفلة في موقف محرج مع ضيوفهم رغم دفعهم مبالغ مجزية ل"الطقاقة" قبل بداية المناسبة.
عنصر أساس في الزواج
وأكدت "الطقاقة" ش.س من خميس مشيط على أن الفترة الأخيرة شهدت إقبالاً كبيراً من السيدات على هذه المهنة بحثاً عن الكسب الشريف من ورائها، مبينةً أنها تمارس هذا العمل منذ 25 عاماً، وأنها استطاعت خلال تلك الفترة تكوين فرقة تشاركها العمل في هذا المجال.
وأضافت: "تُعد أشهر الصيف بالنسبة لنا موسماً، حيث تتزاحم المواعيد، ويكون العمل يومياً أو شبه يومي طوال أيام الإجازة، وتنهال الحجوزات علينا قبل بدء الإجازة بستة أشهر، ويتزايد معدلها قبل الإجازة بثلاثة أشهر".
وتؤكد الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج هذا الصيف أن أي زواج يتميز بطبول "الطقاقات"، التي أصبح وجودهن في الفرح من الضروريات، ومن دونها لا يمكن أن تتم مراسم الاحتفال، وقلن: "بالرغم من وجود ال "دي جي" وانخفاض تكلفته قياساً بأجور "الفنانات"، إلا أنهن لا يفضلنه على تلك "المطربات".
تقنية حديثة
وقالت ف.م لم تعد فرق "الطقاقات" في الوقت الراهن تعتمد على الطرق التقليدية القديمة في إحياء حفلات الزواج، بعد أن حرصن على وجود أجهزة خاصة ومؤثرات صوتية متقدمة، إلى جانب وجود تقنية اللاسلكي وهو ما يسمح بتنقلها من مكان إلى آخر، منوهةً بحرص تلك الفرق على تأمين مكبرات صوت ذات دقة عالية وبعض الآلات الموسيقية الحديثة، التي بالطبع تزيد من أسعار الحفلة.
وأكدت الفنانة أ.ح مشاركة العديد من الأرامل والمطلقات والنساء اللاتي لديهن ظروف مادية صعبة مع "الدقاقة" وعملهن ضمن فرقتها، وأن الكثير من الفرق تكون مصدر رزق لهذه الفئات، التي قد يصل دخل الفرد الواحد من الفرقة في الليلة إلى ثماني مائة ريال.
وبينت أن أجور الفنانات متفاوتة وقد تصل أكثر من 40 ألف ريال لليلة الواحدة، معللة تباين الأسعار وعدم ثباتها عند سعر محدد وفي متناول الجميع لطبيعة المناسبة والوضع الاقتصادي لأهل العروس وأصحاب الفرح أو الحفلة.