Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
الهاوِي موقوف مراجعة الإداره

تحدث الكثير عبر وسائل الإعلام عن تربية الأولاد ذكورا وإناثا وكتبوا الكثير من المقالات التي وضعوا فيها النقاط على الحروف وقدموا للآباء والأمهات نصائح جمة وثمينة بينوا من خلالها أهمية التربية السليمة في حياة كل من الجنسين ،والطريق الأمثل للتربية ووفوا وكفوا في ذلك ،ولكن هناك شريحة من المجتمع وللأسف الشديد بحاجة ماسّة للتربية ولسلوك الطريق القويم أهم من الأولاد لأنهم هم الأساس ألا وهم الآباء أرباب الأسر ومن بصلاحهم تصلح الأسرة وبفسادهم تفسد إلا من رحم ربي ،وقد قال الشاعر :
إذا كان رب البيت بالدف ضارب @@ فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
وقد دعاني للكتابة عن هذا الموضوع المهم ما رأيت وسمعت وقرأت مما يندى له الجبين عن مجموعة كبيرة من الآباء ممن تخلّوا عن أسرهم ورموا أمر التربية لزوجاتهم المسكينات اللاتي لا حول لهن ولا قوة رغم اجتهادهن وخروجهن بعمل جليل في تربية أبنائهن ولكن اليد الواحدة لاتصفق خاصة أن المرأة مكسورة الجناح لاتستطيع التغلب على أولادها خاصة في هذا الزمان الذي تعالى فيه الكثير من الشباب،وكم من أسرة تعاني من جفاء وغلظة الأب القاسي على زوجته وأبنائه المهمل للتربية ممن لا يهتمون إلا بأنفسهم وقضاء حوائجهم ،يسافرون ويتنقلون ويذهبون يمنة ويسرة تاركين لزوجاتهم وأبنائهم بدون حسيب ولا رقيب وكأنهم لم يتزوجوا ويكون لديهم مسؤولية ،يسيرون في نفق مظلم ،ظل سعيهم في الحياة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ،ضيعوا الأمانة ووضعوا الشيء في غير مكانه عندما جعلوا اهتمامهم بأنفسهم دون أولادهم وزوجاتهم ،حياتهم سبهلالا يمشون حائرين ولا يدرون إلى أين يسيرون ؟!غشوا لرعيتهم ومن غش لرعيته ومات لم يجد والعياذ بالله رائحة الجنة كما أخبرنا الحبيب عليه الصلاة والسلام بذلك ،وهؤلاء بلا شك أحوج الناس للتوجيه والتربية على كيفية إدارة الأسرة ورعايتها ،وإلى فن التعامل مع الزوجة والأولاد ،وإلى تنظيم الوقت وترتيبه بإعطاء كل ذي حق حقه من الوالدين والأولاد والزوجة ،والأهل والأصدقاء والجيران ،وتقسيم أيام الأسبوع بينه وبين من يحب وله حق عليه فيعطي والديه وزوجته وأولاده أوقاتا معينة ،ولأهله أيضا ،ولزملائه وأحبابه ،ويجعل النصيب الأكبر لوالديه إذا كانا على قيد الحياة ،ولشريكة حياته ولأولاده لأنهم أحق الناس به فهم يحتاجون لعطفه ولحنانه ولرعايته ،ولتتبّع أحوالهم إذ لا غنى لهم عنه ،وجميل بالأب أن يلتفت إلى زوجته مقدرا لها ومحترما ومراعيا لحقوقها ، وحقوق أولاده من المراقبة لهم والتربية على كل خلق حسن ،وتوجيههم لما فيه النفع والخير لهم في الدنيا والآخرة ،وإن أبا يضيّع أسرته ويهمل شؤونها ليس جديرا بهم ،وخاسرا في الدنيا ويوم المعاد يوم يقف أمام جبار السموات والأرض فيسأل عن أهله وكيف كان معهم وعلى أي شيء رباهم ؟!وهل هو قائم بشؤونهم أم مهمل ومضيّع لهم ؟!وهناك سيجد ما عمل حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ،ونصيحتي في نهاية مقالي للآباء أن يتقوا الله في أسرهم وما استرعاه الله عليهم من الأبناء والزوجات ،وأن يكون عونا لهم وسندا على نوائب الدهر ،خاصة أنهم بحاجة للتربية والتوجيه والإرشاد ،وبإذن الله سيجدوا نتيجة زرعهم صلاحا وفلاحا في الدارين ،سائلا المولى جل وعلا أن يصلح أحوالنا ،ويرق قلوب الآباء لأبنائهم وزوجاتهم ،ويسخرهم لهم ،ويجعلهم ذخرا لهم ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية