ج ـــلــنار ..:: نائبة المشرف العام ::..






الغل والحقد والحسد مرضان من أمراض القلوب ،ومرض القلب من أصعب الأمراض علاجًا ،ولذا وجب جهاد النفس فيها ،وأسلم علاج لهذه الأمراض هو تصحيح الإيمان بالله ،والسير على نهجه ،والعمل على الوصول إلى درجةالتقوى ،ونيل مقام المراقبة،فإن لم يخش المرء ربه،فإنه لا خير فيه ،ولا ينتظر منه شيء،بل لن يكون له دافع عن ترك المحرمات ،فليداوم الحاسد على دواء الخشية من الله،وليكثر من الدعاء أن يخفف الله عنه ماهو فيه من البلاء، وليرض بما قسم الله تعالى له من النعم،وليعلم أن الشر والخير كلاهما فتنة ،فليحمد الله على كل حال ،وليستغفر الله تعالى مما شاب قلبه .



يقول الدكتور محمد البهي الأستاذ بجامعة الأزهر (رحمه الله ):


إن الغِلَّ والحقد والحسد وما شابَهها من الصفات السوداء للنفس البشرية هي مصادر الشَّرِّ في المجتمع الإنساني. وهى في الوقت ذاته عوامل هدم وقضاء على الفرد والمجتمع معًا. فالفرد الحَقُود لا يعرف البناء بل طابَعه السلبيَّة ومحاولة تحطيم مَن هو أحسن منه وضعًا أو حالاً بعد أن يحطِّم نفسَه هو. والمجتمع الذي يَشيع فيه خُلق الحِقد لا يعرف الوحدة ولا يصل يومًا ما إلى التماسُك. وكل ما له من عمل هو تبادُل التمزُّق حتى الفناء كمجتمع أو كأمّة.




وقد رأى بعض المذاهب الفلسفيّة المادِّيّة علاجَ الحقد في المجتمع البشريّ بين أفراده بإبراز رُوح الصِّراع وتعميق معالمه وآثاره في النفوس وشحنها بالبغضاء والكراهية ضد بعضها بعضًا. وهو علاج أشبه بعلاج إطفاء النار بزيادة فاعليتها في الحريق وتوسيع رُقعتها في الهدم والإبادة.
ولكنَّ الإسلام استهدف من نظامه ومبادئه جملةً أولاً وبالذات إضعافَ رُوح الحقد، وكراهيةَ الغِلِّ في الإنسان والعمل على مَلْءِ القلوب بالمَحَبَّة ودفع النفوس إلى العمل المُجدِي في الحياة.
وفي سورة الانشراح يُبرِز القرآن الكريم هذا الهدفَ على أنّه المنحة الإلهية إذا تحقَّق في الإنسان فيقول فيها ـ والخطاب موجَّه إلى الرسول الكريم ـ صلّى الله عليه وسلم ـ: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) فيمتنُّ عليه بشرح الصَّدْر. وقد شرح الله صدره بإزالة الحقد من نفسه وإحلال المحبّة فيها محلَّه، عن طريق الإيمان بالله واتباع الهداية الإلهيّة. وبذلك أصبح للرسول عليه الصلاة والسلام ـ قدوةً وأسوة حسنة للإنسان ومن أجل ذلك أيضًا كان خُلقه العمليّ مُمَثِّلاً لخلق القرآن الكريم في مبادئه وأهدافه.
وتحقَّق للرسول الكريم في دنياه بزوال الحقد من نفسه ما يتحقَّق للمؤمنين في آخرتهم من صفاء النفوس بعد زوال غُمّة الغِلِّ والحقد عنها على نحو ما جاء في قول القرآن في وصف نعيم المؤمنين: (ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلينَ) (الحجر: 47).
وبزوال الحقد من النفس تزول همومُها وأحزانها، تلك الهموم والأحزان التي من شأنها أن تُثقل الكاهل وتُنقِض الظَّهر من فرط عِبئِها وثقلها وهذه النتيجة هي التي يُشير إليها قول الله جل شأنه في السورة نفسها: (ووَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ).
كما أن الذي تصفو نفسه ويحب الآخرين معه في أمَّته بدلاً من أن يحقد عليهم يُصبح عالي الهِمّة والشأن في قومه. وذلك ما جاء في خطاب الرسول الكريم من قوله تعالى: (ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح: 2ـ4).
والسبيل إلى إضعاف الحقد في النفس ـ إنْ لم يكن إلى إزالته ـ هو الإيمان بالله الذي له كل شيء والذي يخلق ما لا نعلم والذي يُخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحيِّ، والذي يُولِج الليل في النهار ويُولج النهار في الليل. والذي جعل من العسر يسرًا كمبدأ في الحياة لا يتخلَّف.
والحقد في النفس البشريّة وإن كان يُتْرجم أزمة فيها بسبب أو بآخر كالتطلُّع إلى ما في يد الغير مع العجز البدني أو الإراديّ أو الذهني عن اللَّحاق بهذا الآخر.. فالإيمان بأنَّ في طَيّات العُسر وفي وقت المِحْنَة يوجد اليُسْر والفرَج وأنَّ اليُسْر والفرَج يتفجَّر من العسر كما يتفجَّر النهار من الليل.. هذا الإيمان بذلك كَفيل ألاَّ يجعل ضيق النفس بالأمر يتحوَّل إلى حِقد على الغير وإلى تَمَنِّي زوال نعمته وإلى السلوك منه ومن نفسه كذلك مسلك السلبية. وبذلك يصون طاقاتِه من التبديد ثم يوجِّهها إلى ما فيه بناء نفسه وخير غيره. وذلك ما يعنيه قوله تعالى في هذه السورة: (فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا).
وعلى أيّة حال يجب على الإنسان ـ لكي لا يجعل للحقد مكانًا فيها يسود منه على تصرُّفاته ـ أن يشغل الفراغ لديه بالعمل المُجدي، ما يكاد ينتهي من حلقة فيه إلا ويستأنف الجِدَّ لحلقة أخرى. ويكون في جميع ما يعمل متَّجِهًا إلى الله وحده يستلْهِم منه استمرار الإيمان، والقوة على العمل أو العون على صفاء النفس وهذا معنى قوله جل شأنه: (فإذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح: 7ـ8).
فبالإيمان الذي يحمل على العمل والاتجاه إلى الله وحده تصفو النفس وتبعُد عنها ظلمة الحقد وسلبيته.



منقول للفائده


توقيع
سبحان الله وبحمده
وحشتني الذكريات ..:: مراقبة عــامه ::..

يعطيك العافيه ياقلبي
ياطيف الله يكافينا الشر ولايجعلنا منهم يااارب

تسلمي وكلك زوووء وجزاك الله الف خير

طرح راقي ومفيد

توقيع
يارب اهدني ثم اهدني ثم اهدني ثم خذني اليك روحا طاهره
احــــسآآس مرهف ..:: مشطوب العضوية ::..

اعوذ بالله هو في ناس كدة ...!!
دى الناس اللي ماتعرفش ربنا لكن القلوب الصافية اللي تعرف ربنا كويس وتعرف ان ربنا احكم الحاكمين واعلم بقلوب عبااادة وان كل شيء نصيب وارزاق مكتوبة ...هى بس اللي تعرف الحاجات دى ...لا اله الا الله ....ربنا يعينهم علي قلوبهم وعقولهم المريضة ....مساكين والله
لكى ودى

المـ ؛؛؛ ــافر ..:: مشرف دليل للنقاش و السؤال و الجواب ::..

يا ربي عطفكـ ولطفكـ

شكرااااا" لكي أختي جـــلنـــار

توقيع
حكمتي بسكاتــي ..:: مراقبة عــامه ::..

الله يعطيك الف عااافيه


موضوع قيم الله يجزااك الجنه يالغاليه


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية