معنى كلمه بالمشمش



كناية عن الفشل وفقدان الامل في الإصلاح والتغيير وتحقيق مبادىء العدل والمساواة والديمقراطية وتكافؤ الفرص و الوعود والآمال التي لاجدوى من التفكير فيها . يتعمد كثيرون اقحام عبارة '' في المشمش'' في انتقادهم لسياسات الحكومات.


اقتراب المعنى من هموم الناس ، جعله ورقة رابحة يلوح بها كثير من النقاد والسياسيين واصحاب الفكر والرأي ، فعندما يقال ''في المشمش '' يعني ذلك ..انس الموضوع ، لاتكلف نفسك عناء التفكير به ، لن يحدث ذلك ابدا ، امر لاطائل منه ، سابع المستحيلات !.


ترجح مصادر بأن جذور ''في المشمش '' تعود الى قصة طريفة ، تحكي بأن جحا وصديقا له تشاركا في التجارة ولما استلم الصديق مهمة البيع ، أخذ يأكل المشمس الحبة تلو الاخرى من باب التسلية ، مما اغاظ جحا ، فقرر أن يرد له الصاع صاعين، ولما اوكلت اليه مهام البيع في اليوم التالي ، اخذ يلتهم عناقيد العنب ، ولما سأله الصديق لماذا لاتفعل كما فعلت انا وتأكل بالحبة ، أجاب جحا بسخرية '' كان هذا يا صديقي في المشمش'' .!!
بعيدا عن كيل الاتهامات وتوجيه الانتقادات اللاذعة ، يتميز المشمش بلون جميل وطعم لذيذ وموسم قصير الأجل، وتشير مصادر مختلفة بأن اصوله تعود الى غرب الصين وآسيا الوسطى وكوريا واليابان ، وفي ابحاث اخرى الى بلاد الشام ، لكن زراعته بدأت في الهند قبل حوالي ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد ، وكانت ارمينيا مصدر انتشاره، و عرف في القرن السابع عشر باسم ''ابريكوك '' وهو قريب من اسمه الغربي المعروف''ابريكوت ''، وله فوائد كثيرة في المحافظة على سلامة القلب والجهاز التنفسي والهضمي وتنشيط الذهن والبدن والعظام وتخفيض الدهون الضارة وتقوية البصر لاحتوائه على البيتاكاروتين شكل اكبر بكثير من الجزر، وقال عنه الطبيب العربي ''إبن سينا '' بانه يسكن العطش ، والتقليد الرمضائي باستهلال الافطار بمشروب من رقائق المشمش''قمر الدين '' يؤكد اهميته في ايام الصوم فاكهة استثنائية تناغمت حروفها ، جمعت البصر والبصيرة ، ارتبطت بالسياسة والطب والتعليم ، عرفت في الصين ب''حلقة التعليم '' وفي روايات قديمة تعود الى القرن الرابع قبل الميلاد، ذكر بأن الفيلسوف الصيني ''كونفوشيوس'' كان يتحدث الى اتباعه في حديقة من شجر المشمش ،


وفي الفن اشتهرت غنائية ''ذو ويزرد اوف اوز''، كما قام '' شكسبير '' بتوظيف المشمش في بعض اعماله المسرحية لتأثيرها القوي على الطاقة الجسدية والعاطفية للانسان، اما المسلسل العربي الشهير''انا وانت وبابا في المشمش '' وعرض في اواخر ثمانينيات القرن الماضي ، واحتل مؤخرا الرقم 27 ضمن قائمة افضل خمسين مسلسلا في تاريخ الدراما التلفزيونية في مصر منذ بداياتها وحتى عام 2007 ، بحسب استفتاء لمجلة ''جود نيوز تي في '' ، ويحكي قصة موظف بسيط يكتشف فسادا في المؤسسة التي يعمل فيها ، فيقع ضحية المفسدين ، فيما تسعى ابنته لاثبات براءته ، التي كان تحقيقها مستحيلا او كما يشير عنوان المسلسل ''في المشمش ''!!



اما كتاب '' في المشمش -زمن المشمس '' لمؤلفة انجليزية كانت قضت شطرا من حياتها في مصر قبل قيام ثورة يوليو ''تموز''1952، ثم انتقلت للاستقرار في هونج كونج ،فتضمن تسجيل انطباعاتها عن تلك الفترة من حياتها في كتاب حمل عنوانا مثيرا للجدل . .
'' في المشمش '' كانت أقرب لتحد كبير عاشه مصمم جرافيك '' لؤي '' يقول : انا مدين لهذه العبارة بحلم العمر، جسد رشيق بعد سنوات من بدانة مفرطة ،استفزتني هذه العبارة والتي كان يرددها اصدقائي ، ارادوا من خلالها ان أسدل الستار على احلامي بالرشاقة ، لكن لم استسلم ، ،بدأت في اتباع نمط حياة جديد، وصفة اقدمها لكل من يرغب في صحة جيدة قبل القوام الجميل ، لاعشاء.. والمشي لمدة ساعتين يوميا ، وستكون النتائج مذهلة ، لقد خسرت ''55 كغم ''من وزني خلال ستة أشهر..


'وظائف في المشمش '' وصف يطلقه عدد من الخريجين في إشارة لصعوبة بالغة في الحصول على فرصة عمل بلا دعم وواسطة ، تقول '' سائدة '':'' مضى على تخرجي من الجامعة ثلاث سنوات ولم احظ بفرصة عمل في القطاع الحكومي ، فيما زميلات من دفعتي تم تعيينهن منذ تخرجن لأن معايير المحسوبية والواسطة ما تزال تحكم كل التعيينات حتى في القطاع الخاص ، .. '' اسعد '' هو الآخر أدرك بان حلم الوظيفة بعيد ، لكن لم ينتظر وعمل منذ تخرج في غير تخصصه ، بائع في احد المولات ، ويقول : ذلك افضل من الجلوس في المنزل ، بانتظار فرصة عمل لن تأت إلا '' في ......''، ويؤكد كثير من الشباب بأن فرصهم في الزواج وامتلاك الشقة واقتناء سيارة جميلة سيكون'' في المشمش ''،



في ظل زيادة الاسعار وبقاء الرواتب على حالها ، و يعترف بعض الازواج بانهم يستخدمون هذه العبارة في اغاظة الزوجات ، اذ ان اكثر ما يستفز المرأة هو عدم تلبية مطالبها، وهناك من يقول انه يستخدمها من باب الدعابة والمرح مع الاصدقاء .
وفي مفارقات مختلفة تتناول المشمش يقال بان الجنود الامريكيين يعتبرونه فالاً سيئاً وشراء يخافونه ، يتجنبون لفظ اسمه او لمسه او اكله اذا كانوا في دباباتهم ، على العكس من الإنجليز الذي يعتبروا رؤيته في الحلم دليل وفرة وخير وتفاؤل