بسم الله الرحمان الرحيم

حياكن الله جميعا أخواتي لم أدخل في السابق لهذا القسم لكن نظرا
لأهمية تجربتي مع ابني أردت أن أعرضها عليكم لعلها تجد لديكن
القبول و الاستحسان و تستفدن منها
و على بركة الله أبدأ






أبناؤنا فلذات أكبادنا في حاجة إلى دعمنا و تشجيعنا لهم لبثّ روح الحماسة
و لرفع المعنويات و تنمية الذات
و دور الأم أساسي..و رئيسي ولا أغيب دور الأب.. لكن تظل الأم الاقرب
و الأكثر تفهما كالشجرة المترامية الأطراف تظلهم بظلها الوارف
فما أحوج الطفل الى ابتسامة أمه و عناقها و حضنها وغدق حنانها
لتشعره بتميزه و تفرده فيتقدم و ينمو بثقة و ثبات تحت جناحيها بحب
و عطف و بلاعقد
ولكن و للأسف يسارع أغلب الأباء الى التوبيخ و العقاب و التخويف فينشأ
الطفل متزعزع الثقة و فاقد للشخصية
وهناك شقّ ثالث يعامل الأبناء بدلال مفرط و يستجيب لطلبات الطفل بلا قيد
و لاشرط وبلا حدود فيتركك الحبل على الغارب فيهمل جانب المسؤولية
و تميع الشخصية..
فالافضل هو الموازاة بين هذا وذاك لنخلق جيل مسؤول وواع........

وككلّ أم واجهت صعوبات في تربية أبنائي رغم ادراكي لواجباتي .
فابني البكرماشاء الله يتقد نشاطا وحيوية و ترىمن خلال عينيه حذّة الذكاء
والفطنة يثير الجلبة و الانتباه لشقاوته وحركيته المفرطة و ابتسامته الدائمة
وعند دخوله المدرسة عانيت الامرين لاعوجاج خطه فكل الحروف بالنسبة له
مائلة و لا تستقيم( و ذاك سر لم استوعبه الى حد الآن) فكل كتاباته تتجه
نحو الشرق و تنحرف صوب الغرب فكثرت شكاوي المعلمة و تذمرها المستمر
فاستعملت جميع أسلحتي باحضار كراريس الخط و بمتابعته و معاينته
وبتدريبه المتواصل ولكن باءت محاولاتي بالفشل الذريع حتى كاد ان يدب فيّ الياس
و قد تكون أول مرة أشعر فيها بالخيبة و كدت أصاب بعقدة الأم الفاشلة

و لكن بفضل من الله وتوفيقه هداني الى حيلة استنبطتها من قصة خيالية
فقد وقفت الشمس وراء غيمة وهبت الريح بشدّة كعاصفة هوجاء وكان هناك
رجل يمسك بمعطفه لكي لا ينتزع منه واصلت الريح هبوبها
لعلها تقدر على انزاع الرجل من معطفه حتى يئست و استسلمت
و حينما هدأت خرجت الشمس بابتسامتها برفق فأحسّ الرجل بالحرّ فخلع
ببساطة المعطف وهنا خاطبت الشمس الريح قائلة ..اللطف أقوى من العنف








عند استرجاعي لتلك الأحداث أدركت أنني باذن الله قادرة على تحسين
خطه
باستعمال الحيلة و دعمه وتحفيزه واشعاره بتميزه وقدرته على التغيير
و اخذت عهدا على نفسي بان أصبر عليه و لا أستعجل النتيجة فبدأت
أولا باجراء مسابقة لصاحب الخط الافضل
و كنت أتعمد فأكتب بخط غير مستقيم لاشعره أن هناك من هوأسوء منه
فاصبح ينتقدني بل و يضحك عليّ
وحتى انه صار يوبخني و يحاول أن يصلح خطي وهكذا شيئا فشيئا بدأ
يسترد ثقته في نفسه كيف لا و هو يدرس امه و يمنحها الاصفار ويقهقه
و يقول ماما لو رات سيدتي خطك لعاقبتك .... تحسنت نفسيته فتحسن
خطه تدريجيا ولم اكتفي بذلك
بل صممت له قصاصات بالوان مغرية و خط جميل اكتب عليها..
أعلم يا صغيري انك تجيد الكتابة فأرهم براعتك..أو..أيّها المجتهد
تفوق عليهم بجمال خطك أو..امك تحبك ايها الخطاط الصغير ..
وأدس كل تلك القصاصات في كراريسه ليتفاجأ بها في فصله فيشعر بالنخوة
و الاعتزاز و الثقة و يجتهد ليصيب

حتى استدعتني المدرسة و استقبلتني فاغرة الفاه عن سر التحول العجيب
فتذوقت حينها ثمرة مجهوداتي و أيقنت
أنّه بالصبر و اللين و المسايسة و ادخال روح الدعابة و الملاعبة
من شأنه ان يدفع الأفضل والاسراع بمجازاته ومكافاءته و اكتشاف الجوانب
الخلاقة فيه كفيلة بتحميسه ليعانق الروعة و الابداع
المهم ان خطه أصبح جميلا ومستقيما رغم بقاء بعض الميلان في الألفات./
بل غدا ذلك ميزة له لا نقيصة

بالثقة و الثبات و الاصرار نقهر المستحيل و نصنع المعجزات بقليل
من الذكاء و كثير من الحب
والأطفال كالعجينة اللينة يسهل تشكيلها ولكن لا بدّ من القدوة الجيدة
و القيادة الجادة واستعمال لغة التحفيز لرفع المعنويات و اثبات الذات








تم بحمد الله أرجو لكنّ الاستفادة و التفاعل
و أن تقر أعينكن بأبنائكنّ وأسأل الله أن يرزقنا برّهم



م/ن