السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أسبابها تعود إلى أمراض مجموعة الإنحرافات الجنسية العنف في ممارسة العلاقة الحميمة يدفع الحياة الزوجية إلى الإنهيار!


إن استخدام بعض الأزواج العنف أثناء ممارسة العلاقة الحميمة يعدّ أحد أهم الأسباب التي تدفع بالحياة الزوجية إلى حافة الإنهيار. واللافت هو غياب الإحصاءات الدقيقة التي تعبّر عن حجم هذه المشكلة، وذلك بسبب صمت الزوجات وإحجامهن عن الشكوى خوفاً من تشتيت شمل الأسرة..


الرياض ـ وليد الشيخ


يربط بعض الأزواج بين الحصول على المتعة الجسدية والألم. وفي هذا الإطار، يشرح استشاري ورئيس قسم الطب النفسي في المستشفى السعودي الألماني الدكتور مصطفى كامل غانم «ان لجوء بعض الرجال لاستخدام العنف أثناء ممارسة العلاقة الحميمة يرجع إلى إصابته بأحد أمراض مجموعة الإنحرافات الجنسية «البارافيليا» paraphilia وهي انحرافات ذات أصول نفسية لعل أبرزها «السادية» sadism و«الماسوشية» masochism، علماً أن كلا المرضين يربط بين الحصول على المتعة الجسدية والألم.
فالشخص السادي لا يحدث له الإمتاع والإشباع الكامل سوى عبر إحداث الألم والأذى لدى الطرف الآخر. أما المصاب بـ«الماسوشية» فلا يستمتع سوى عندما يشعر هو نفسه بالألم . والسادي يميل أثناء ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجته إلى تعذيبها وإيلامها وجرحها. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يقوم بقتلها أثناء المعاشرة»!

الاستعداد الوراثي


ويقول الدكتور غانم «ان مسببات السادية تعود إلى:
1 الإستعداد الوراثي الجيني للشخص المصاب بهذا المرض.
2 الإضطرابات الهورمونية التي تسبّب حدوث المرض.
3 أن يكون الرجل طرفاً في احدى العلاقات غير السوية.
4 أن يكون هذا الشخص قد تعرّض للاعتداء في طفولته فيتكوّن لديه رد فعل عكسي انتقامي تجاه المجتمع.
5 ان تشجيع الطفل على بعض الممارسات الخاطئة كتعذيب الحيوانات الأليفة يجعله يعتاد على هذا السلوك ويستمتع به فيلازمه عند الكبر ليتحوّل إلى شخص سادي يجد المتعة في تعذيب الآخرين».
ويضيف «أن هناك سبباً مهماً يجعل الرجل يستخدم العنف أثناء ممارسة العلاقة الحميمة يتمثّل في «العلوم المعرفية الخاطئة» التي تعني محاولة الزوج تقليد ما يراه في الفضائيات التي تبث بعض المشاهد الإباحية بما تحتويه من مبالغات وتصرّفات غير ممكنة الحدوث. وكذلك محاولة الزوج تقليد ما يسمعه من بعض الأشخاص والذين قد لا تتوافر لديهم المعرفة الصحيحة بهذه الأمور.



البرود الجنسي


ومعلوم أن تكرار ممارسة العلاقة الحميمة بعنف يجعل المرأة لا تجد المتعة في هذه العلاقة فلا تتفاعل خلالها لتصاب بما يسمى بـ «البرود الجنسي»، فتكره ممارستها. كما تكره الأشياء المحيطة بها بما فيها الطرف الآخر في هذه العلاقة. وتصاب بالاكتئاب الشديد، وقد ينتهي بها الأمر بالإنفصال عن زوجها.
وينصح بلجوء الزوج إلى الطبيب النفسي للمعالجة بواسطة العقاقير الطبية أو عبر العلاج السلوكي لتعديل السلوك والانحرافات في ممارسة العلاقة الحميمة.


الإجهاض اللاإرادي



وعن أهم الآثار العضوية التي يمكن أن تصيب المرأة من جرّاء الممارسة العنيفة للعلاقة الحميمة، يقول استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور محمد مختار «ان هناك العديد من الأمراض والمضاعفات التي يمكن أن تحدث للمرأة كنتيجة لهذه الممارسات العنيفة، وأبرزها:
1 الإجهاض اللاإرادي:
يحدث بسبب المعاشرة العنيفة المتكرّرة أثناء فترة الحمل ما يصيب المرأة بالنزيف الرحمي الذي يؤدي إلى الإجهاض.
2 الإصابة المهبلية البكتيرية:
تعدّ حالة شائعة ولايمكن فهمها بشكل جيد فيما يتعلق بكيفية إصابة المرأة بها ودرجة الضرر الذي تلحقه أو حتى كيفية الوقاية من الأضرار الناجمة عنها في حال الإصابة. ولكن، ثمة أدلّة على أن الإصابة المهبلية البكتيرية تزيد من مخاطر الإصابة بفيروس H I V المسبّب للإيدز، إضافةً إلى العدوى التي تعقب إجراء الجراحات وإنجاب أطفال مبتسرين بين النساء الحوامل. وقد أثبتت الدراسات أن احتمال حدوث الإصابة المهبلية البكتيرية تأتي مصاحبة لعوامل عدّة كالسن وطريقة ممارسة العلاقة الحميمة وعدد مرّات الممارسة، وكذلك مدى استخدام وسائل منع الحمل الهورمونية. كما أن الضغط النفسي يمكن أن يكون له تأثير على المناعة بما يؤثر على مخاطر حدوث الإصابة المهبلية البكتيرية.
وينصح الدكتور مختار الأزواج بضرورة التوقف فوراً عن المعاشرة الزوجية في حال إصابة المرأة بالالتهابات المهبلية، لافتاً إلى «أن الاستمرار قد يعوق شفاء الزوجة ويعرّضها للمضاعفات. ومن ناحية أخرى، فقد يتعرض الزوج نفسه لاكتساب هذه العدوى».



مسؤولية الزوجة


إذا كان زوجك من تلك الفئة من الرجال الذين يمارسون العلاقة الحميمة في إطار من العنف والقسوة بما لاتستطيعين احتماله، فعليكِ اللجوء إلى الخطوات التالية:
1 أظهري له رفضك القاطع لهذا السلوك وبيّني له عدم ارتياحك من هذه الممارسات غير السوية.
2 ناقشيه بهدوء واخبريه عن خطورة هذا الامر على العلاقة بينكما، مع تجنّب الإستفزازات والإنفعالات غير المجدية لأنها قد تأتي بنتائج عكسية.
3 حاولي إقناعه بضرورة الإستعانة بطبيب نفسي للتغلّب على هذه المشكلة.