كلما نظرت الى هذا الشخص الذى يحمل أسمى و صورته على بطاقتى الشخصيه منذ عشر سنوات أكاد اجزم اننى لا اعرفه و اشعر بأننى فى حاجه لأن اغير بطاقتى الشخصيه و كيف لا تتغير البطاقه و قد تغيرت الشخصيه , تجدد لى الايام كل يوم حادثة تترسب آثارها فى نفسى , و تنعكس على سلوكى و قناعاتى و اسلوب حياتى .....وشيئا فشيئا تجدنى اتغير تماما و اصبح شخصا آخر يختلف تماما عن ذلك الذى ربما كان يوما يحمل بطاقة هويتى ,ربما اصبحت اكثر نضجا اكثر خبره اكثر واقعيه و لكن اقل شفافيه اكثر حذرا اقل نبلا اقل إيثارا و كيف لا تتغير و كل ما حولك يتغير و يتلون بلون الزيف ,
فعندما تأمن الصديق و تعطى وجهك لعدوك فيستقبل ظهرك طعنات الغدر من الأصدقاء فكيف لا تتغير
و عندما تسلك طريقا طويلا و تكاد ان تبلغ منتهاه فتكتشف انه طريقا دائريا عاد بك لنقطة الصفر فكيف لا تتغير
و عندما تضحى من اجل رفيق درب ثم تكتشف بعدما و صلت الى اللاعوده انك لم تحسن الاختيار فكيف لا تتغير
وعندما تمر بك قاسمة الظهر الواحده تلو الاخرى و تجد نفسك وحيدا فى مجابهة اعتى الرياح فكيف لا تتغير
و عندما تجد الصوره مقلوبه تتصدرها الاذناب وترى الدنيا بحر تعلو فوقه جيف و تستقر بأقصى قعره الدرر فكيف لا تتغير
وعندما تراهن على من ظننت انه سيكون لك ساعدا و تمهد له طريقا فيخذلك و يتركك فى اول مفترق فكيف لا تتغير
وعندما يثقل ظهرك بحمل كبير و تخشى ان يهزمك جسدك و تخونك ساقيك ولا تجد من ترتكن اليه فكيف لا تتغير
و عندما تتغير تشعر بالحاجه لأن تغير كل شىء المكان و الاشخاص و الواقع و المعطيات و كل شىء كل شىء
و لكل ما سيق كان لابد من استخراج بدل فاقد فأنا لم اعد ذلك الشخص الذى ربما كان يحمل هويتى فى يوم ما
بدل فاقد لكل المشاعر البريئه المسالمه المضحيه الرومانسيه الصادقه الساذجه... و الفاقد اكبر من ان تجد له بديلا
و إذا سألك الصحب عنى و ظنوا انهم ضلوا العنوان فقل لهم إن العنوان لم يتبدل و لكن الذى تبدل هو الانسان .......