[frame="3 98"]
عادة ما نأكل الطعام الذي بين يدينا، دون أن ننتبه إلى قيمته الغذائية أو أهميته كدواء لبعض الأمراض المنتشرة. بيد أن تناول الطعام يجب أن يبنى على ثقافة غذائية تتعلق بقيمة ما نأكل.. مع العلم أن آلاف الكتب لا يمكن أن تغني هذا الموضوع أو تحيط به.
فمن بين القيم الغذائية التي نواجهها يومياً، الفيتامينات، والتي تعتبر علاجاً لكل داء، وسرًّ في كل دواء.. فماذا نعرف عنها؟
فيتامين (أ):
هو عامل مهم في زيادة الوزن والنمو، لذلك يسمى بفيتامين النمو، وبفقدان هذا الفيتامين، تضطرب حياة كافة خلايا الجسم وأنسجته، كما أنه أحد مضادات الأكسدة، والأكسدة هي العملية التي تصيب الخلايا بالهرم والموت، وهي تفيد في منع أمراض العيون وبعض الأمراض الجلدية. يسبب نقص هذا الفيتامين جفاف الشعر والجلد وجفاف القرنية، ونقص هذا الفيتامين عند الإنسان والحيوان، يسبب العشى الليلي، أي عدم الرؤية في ضوء خافت.
ويوجد فيتامين (أ) بكثرة في الخضروات الخضراء والصفراء والفطر والخوخ والمشمش والشمام والفلفل الأحمر والكبدة. ويحتاج الجسم من هذا الفيتامين 800 ملم غرام يومياً.
فيتامين (ب1):
يساعد على تدعيم الدورة الدموية، كما يدخل في تركيب الدم، وكذلك ينشط عملية الهضم ويعزز الأنظمة الحيوية والأداء الذهني. ويوصف لعلاج الآلام العصبية والضعف الحركي والشلل، وينصح به للمصابين بمرض السكري، وبالتهاب الأعصاب وعرق النسا، ويعطى للحوامل، كما يعطى مع بقية الفيتامينات لتنمية الأطفال وزيادة وزنهم. وتزاد الحاجة إلى هذا الفيتامين أثناء النمو، والحمل والإرضاع، وزيادة تناول المواد الهيدروكاربونية (السكرية والنشوية) لأنه يدخل مع الفوسفور في تركيب مادة لازمة لتمثل المواد الهيدروكاربونية. وقد ثبت أن إضافة هذا الفيتامين إلى الطعام، ينشط الملكيات العقلية، وينمي الذاكرة والمدارك.
وقد أخذت بعض المدارس في الأمم الغربية تضيف إلى طعام طلابها فيتامين (ب1) لتنمية عقول أطفالهم وذكائهم. ويوجد في الأرز وصفار البيض والسمك والفول السوداني والزبيب ولب القمح والحبوب. ويحتاج الجسم منه إلى 101 ملم غرام يومياً.
فيتامين (ب2):
وهو ضروري لتكوين كرات الدم الحمراء، وأداء عملها، كما يساعد على دخول الأوكسجين إلى خلايا الجلد، ويؤدي نقصه إلى ظهور التجاعيد بكثرة حول منطقة الفم وفي الجلد، كما يؤثر على سلامة العيون. وتعزى الشيخوخة المبكرة إلى نقص هذا الفيتامين، ولقد وجد أن حيوية الخلايا تزداد إذا ازدادت نسبة الريبوفلافين، إلى أربعة أمثال حاجة الخلايا، لذلك أطلق على هذا الفيتامين بحق فيتامين الشباب والحيوية. ويوجد في الجبن والبيض والسمك واللحم والسبانخ والزبادي، ويحتاج الجسم إلى 103 ملم غرام منه يومياً.
فيتامين (ب3):
ويعمل على تحسين الدورة الدموية، وهو لازم لصحة البشرة، ولسلامة أداء الجهاز العصبي، ويستعمل اليوم لتقوية الشعر وفي معالجة بعض حالات الصلع والشيب. ويوجد في الجبن والجزر والبطاطس والطماطم والسمك، ويحتاج الجسم إلى 15 ملم غرام منه يومياً.
فيتامين (ب6):
ويسمى بريدوكوسين، وهو ضروري لهضم وتمثيل البروتينات، ولعمل الجهاز العصبي وجهاز المناعة، ومفيد في كثير من الآفات العصبية والعضلية، وبخاصة في مرض (باركنسون) المتصف بتقلص وتشنج عضلات الأطراف واهتزازها اللاإرادي. كما يفيد في بعض حالات الصرع والشلل. وأهم استطباب يستطب به هو إقياء الحمل (المعندة)، التي تتوقف لدى إعطاءه، وآلام الرأس المزمنة، وكذلك يستعمل في حب الشباب. ويوجد في الدواجن والسمك والديوك الرومية والحبوب المجففة والبقوليات والكبدة ومنتجات الألبان، ويحتاج الجسم إلى 106 ملم غرام منه يومياً.
فيتامين (ب12):
ويسمى فيتامين فاقد الدم. وله دور فعال في منع حدوث الأنيميا والمشكلات العصبية والعضلية، وهو ضروري لاستكمال عمليات الهضم وامتصاص الطعام، ويستخدم اليوم، لمعالجة فقر الدم الخبيث، وفي داء الصدف وآفات الدم واللسان، وبأكثر الآفات العصبية، بخاصة الآلام العصبية والشلل. ويوجد في الأطعمة البحرية بصفة عامة والزبادي والبيض والكبد ومنتجات الألبان.
حمض الفوليك: وهو يعزز عمل جهاز المناعة، ويعمل على إنتاج الطاقة الحيوية المحركة للجسم، وكذلك يدخل في تنشيط الخصوبة والإنجاب، ويوجد في اللحم البقري والدواجن والأرز والجبن والخضروات ذات الأوراق الخضار وسنابل القمح كاملة النضج.
فيتامين (ج أو c):
وهو مضاد للأكسدة، ويوجد في الفواكه بصفة عامة، ويوجد بكثرة في الفواكه الحامضة (الحمضيات)، وأوراق النباتات الخضراء، ولكنه سريع العطب، إذ تتناقص كمياته في النباتات على مر الزمن، فالخضار الغضة تحوي منه مقادير أكثر من الخضار القديمة، ويفسد هذا الفيتامين بفعل أوكسجين الهواء (الأكسدة) لذلك فتسخين الغذاء عدة مرات، يقضي على ما تبقى من هذا الفيتامين بالطعام. ويساعد فيتامين (ج).على تكوين خلايا الجلد، ويدخل في عمل الغدد لإفراز الأدرينالين، وكذلك فإن فيتامين (ج) هام جداً لصحة اللثة.
فيتامين (د):
ويوجد منه عدة أنواع منها (د2) و(د3)، وهي أنواع تذوب في الزيوت وتقوم بدور هام في تمثيل المواد الدهنية وفي تثبيت الكسل في الجسم وعلى العظام وفي الأسنان. ويعد واقياً للأطفال من الوقوع في مرض الكساح ولين العظام وتنخر الأسنان, وحسب الدكتور صبري القباني في كتابه (الغذاء لا الدواء) فهو الفيتامين الوحيد الذي يستطيع الإنسان تكوينه دون حاجة إلى تناوله من مصادر خارجية (نبات أو حيوان)، إذ توجد تحت البشرة مادة تسمى (إريغوسترون) وتتحول إلى الفيتامين (د) نفسه عند ملامسة الجسم لأشعة الشمس. وهو مهم لسلامة اللثة والأسنان، كما يساعد على التئام الجروح، ويعمل على التقليل من نسبة التعرض لأمراض القلب، ويوجد في أسماك البحيرات والبحار والمحيطات، ومنتجات الألبان والبيض وزيت كبد السمك.
فيتامين (هـ):
ويسمى بفيتامين (الإخصاب) إن إعطاء هذا الفيتامين يفيد ويساعد على نمو الأجنة ويمنع الإجهاض، كما يقوي الجنس، والقلب والأوعية الدموية. وهو مضاد للأكسدة ومقاوم للسرطان وأمراض القلب، ويعزز أداء الدورة الدموية، يمنح الحيوية للبشرة والشعر. ويصفه الأطباء في الآفات القلبية والاحتشاءات وفي كثير من العلل العصبية والوعائية كتصلب الشرايين، ويعطى بصورة خاصة لزيادة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال وتقويتها. ويوجد في البندق واللوز وزيوت النباتات والنباتات ذات الأوراق الخضراء والحبوب. ويحتاج الجسم إلى 8 ملم غرام منها يومياً.
فيتامين (ك):
ويسمى بالفيتامين المضاد للنزف. ويحتاج الكبد إليه لتأمين خميرة الخاصة لتخثير الدم (بروتروبين) ويعطى في جميع الحالات التي تحتاج إلى التوقي من الأنزفة الدموية، أي يعطى قبل إجراء العمليات الجراحية، وفي حالة الوضع لأنه يحفظ قدرة الدم على التخثر. هو ضروري لتجلط الدم وتكوين العظام، ويوجد في الكرنب والكبد والسبانخ والجزر والبطاطا والزيوت النباتية وزيت السمك.
[/frame]
العرض العادي
