تُصاحبه أمراض الجهاز العصبي والأهل يواجهون حرجاً من الآخرين
البلوغ المبكر للفتيات قد يؤدي إلى قصر القامة



لابد من الاستشارة الطبية

د.محمد بن حسن عدار

البلوغ هو نضوج الأعضاء التناسلية الدال على إمكانية الإنجاب ويصاحبه علامات منها تسارع النمو للعظام، ظهور ونمو الثدي ونمو شعر الإبط والعانة ثم حدوث الحيض. تتفاوت هذه العلامات من حيث الترتيب في الظهور ولكن غالباً ما يكون نمو الثدي هو أول العلامات ويكون حدوث الحيض آخرها. يعتبر البلوغ مبكراً عند ظهور أي من هذه العلامات أو حدوث الحيض قبل سن الثامنة من العمر وهو نادر الحدوث. قد يؤدي البلوغ المبكر إلى قصر القامة وفي النادر ما يكون البلوغ المبكر طبيعياً. يصاحب البلوغ المبكر أمراض الجهاز العصبي بنسبة 30% مثل الصرع أو التهاب الدماغ أو بعض الأورام داخل المخ، خلل الغدة النخامية ولكن تعتبر أورام المبيضين هي أكثر الأسباب المؤدية للبلوغ المبكر مثل ورم الخلية الحبيبية للمبيض (قرانيولوزا) والذي يكون السبب في 60% من هذه الحالات. كما أن أورام المبيض الأخرى قد تؤدي للبلوغ المبكر وهي عادة الأورام التي تفرز هرمون الاستروجين وتحدث هذه الأورام الأخرى بنسبة 1%.
قد يصاحب البلوغ المبكر بعض البقع الجلدية الغامقة مع وجدود أكياس في الجمجمة ويعرف هذا بمتلازمة (ماكون البريت) ويصاحبه اختلال في شكل الوجه (عدم تناسق نصفي الوجه).

قد يصاحب البلوغ المبكر أحياناً أورام الغدة الكظرية أو تضخم الغدة الكظرية الوراثي وفي النادر قد يصاحب خلل الغدة الدرقية. يجب ملاحظة أن البلوغ المبكر لدى الفتيات قد يحدث نتيجة تناولهم الخاطئ للأدوية المحتوية على هرمون الاستروجين مثل حبوب منع الحمل ولذلك يجب على الأمهات إبعاد مثل هذه الأدوية عن متناول الأطفال وعادة ما تختفي علامات البلوغ هذه عند التوقف عن تناول هذه الأدوية.

يجب فحص الطفلة عند ظهور علامات بلوغ قبل سن الثامنة من العمر وأخذ قياس طول القامة والوزن وتدوين العلامات الظاهرة مثل البقع الجلدية وأماكن وجود الشعر ثم إجراء فحص الهرمونات التالية: الاستروجين، هرمونات الغدة النخامية المحفزة الاباضة وهرمون الحليب، هرمون الغدة الدرقية، هرمونات الغدة الكظرية. كما يجب قياس عمر العظم بواسطة الأشعة لليد والرسغ ومقارنة عمر العظم بعمر الطفلة وإعادة هذه الفحص بعد ستة أشهر. كما يجب فحص العين وإجراء تخطيط كهربائي للدماغ وأشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي للدماغ للتأكد من عدم وجود أورام دماغية، كما يجب مراجعة السجل الولادي للطفلة وملاحظة تطور علامات النمو لديها في السنين الأولى من العمر. يعتبر إجراء أشعة صوتية للمبيضين من أهم الفحوصات الواجب إجراؤها وكذلك فحص الغدة الكظرية بالأشعة.

يعتمد علاج البلوغ المبكر على تشخيص السبب في ذلك فمثلاً عند اكتشاف ورم في المبيض أو الرأس يجب إزالته جراحياً فور التشخيص وبعدها ستختفي علامات البلوغ المبكر ولا توجد حاجة لأي إجراء آخر بعد ذلك. أما في حالة تقدم عمر العظم عن عمر الطفلة بسنتين أو أكثر فيجب إيقاف ذلك بإعطاء علاج مضاد لإفراز هرمونات الغدة النخامية إما عن طريق الإبر الشهرية أو عن طريق بخاخ للأنف والذي يؤدي إلى إيقاف تسارع نمو العظم واختفاء شعر الإبط والعانة والحيض (لا توجد حاجة لإزالته بالليزر) وضمور الثدي حتى تصل الطفلة إلى سن البلوغ الطبيعي (11- 12سنة). تعاود علامات البلوغ في الظهور بعد إيقاف هذه الإبر ولا توجد آثار جانبية تذكر لاستخدامها وهي تحد من قصر القامة المصاحب للبلوغ المبكر. قد تحتاج بعض الفتيات نادراً إلى استخدام هرمون النمو لتحسين طول القامة لديهم.

تعاني فتيات البلوغ المبكر وذووهم من الكثير من الحرج في المدرسة أو أمام الأقارب لذلك يجب الاهتمام بإعطاء استشارة عن كيفية التعامل مع الوضع حتى تنتهي المشكلة كما يجب تعليم الطفلة العناية بنفسها أثناء الحيض كما يجب مراعاة الحالة النفسية لها حيث يصاحب البلوغ المبكر أعراض مراهقة. عادة ما تنتهي المشكلة بعد سن 12سنة ولا يصاحبها مشاكل في الإنجاب عادة عند معالجة السبب.

منقول