قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
إذا رأيت وقتك يمضي وعمرك يذهب , وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً ولانافعاً , ولم تجد بركة في الوقت ,
فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى :
((ولاتُطِع من أغفلنا قلبهُ عن ذِكرِنا واتَّبع هواهُ وكان أمرُهُ فُرطا))
أي : انفرط عليه وصار مشتتا , لابركة فيه , وليعلم , أن البعض قد يذكر الله لكن يذكره بقلب غافل لذا قد لاينتفع .
• • •
قال مطرف بن عبدالله, في قوله :
((وأمَّا الغُلاَمُ فكانَ أبواهُ مُؤمِنين ِ فخشينا أن يُرهِقَهُما طُغياناً وكُفراً))
قد فرحا به يوم ولد , وحزنا عليه يوم قتل , ولوعاش لكان فيه هلاكهما , فليرض الرجل بماقسم الله له , فإن قضاء الله للمؤمن خير من قضائه لنفسه , وقضاء الله لك فيماتكره خير من قضائه لك فيماتحب ..
• • •
(( وكلبُهُم باسِطٌٌ ذِراعيهِ بالوصِيد))
إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجه العليا بصحبته ومخالطته للصالحين -حتى أخبر الله عنه في كتابه - فماظنك بالمؤمنين الموحدين الخالطين للصالحين ؟؟
بل في هذا تسلية للمقصرين المحبين للرسول صلى الله عليه وسلم
• • •
((ويقُولُونَ ياويلتَنَا مالِ هَذَا الكِتابِ لايُغادِرُ صَغِيرةً ولاكَبِيرةً إلاَّ أَحصاهَا ))
قال عون بن عبدالله ضج - والله- القوم من الصغار قبل الكبار .
فتأمل هذه اللفته من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها الكثير .
• • •
قوله تعالى ((وكَانَ أبُوهُمَا صَالِحاً )) فيه فوائد :
منها: أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وذريته ومايتعلق به .
ومنها: أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم , لأنه علّل أفعاله بالجدار بقوله : ((وكان أبوهما صالحاً)).
• • •