ودي أكون ..:: جديد ::..



الصحراء و ..المطر (روايه ) بقلم : سعد محمد ابو حيمد ي

الحلقة (( السابعة ))




ا نصرفت ميري وعائلتها ..

وهم يحملون قدراً واسعا وإعجابا بثقافة فارس وأسلوبه في الحوار, كما شعر فارس أنه قد أفرغ من ذهنه قدراً كبيراً من الأفكار

التي يحملها حول الديانة المسيحية والتي يود التقريب بينها وبين الديانة الإسلامية ..

كان حمدان صديق فارس قد غادر الندوة حين بدأ الحوار بين فارس وميري فهو لا يميل إلى ذلك النوع من الحوار..

فارس بدأ يتفهم الوضع في لبنان كما شعر بألفة وراحة تجاه عائلة منير, لكن ذلك لم يؤثر على تحصيله الدراسي ..

فقد أبدى تفوقاً في الفصل الأول من السنة الدراسية.. وهو الآن في أواخر الفصل الثاني, ومع انغماسه في الدراسة فإنه لم ينقطع عن

أهله.. فكان يواصلهم بواسطة الرسائل والهاتف ..

مضت عدة أسابيع قبل أن تحين الفرصة للقاء المرتقب بين فارس وميري لبدء الحوار حول الدين الإسلامي،
وكان حمدان دائماً هو الذي يهيئ الفرص .. فقد اقترح على فارس أن يذهبا في عطلة يوم الأحد إلى زيارة عائلة منير في الضيعة..

ولم يكن فارس متردداً هذه المرة ..بل وجد حمدان لديه رغبة واستعدادا, وهناك كانت الأجواء شبه طبيعية ولم تكن كما كانت في الزيارة

السابقة التي كان يحيط بها شيء من التحفظ والمجاملات الرسمية .. أما هذه الزيارة فكانت مريحة وخاصة لفارس..

الذي يهوى الحوار ويترقب بدايته مع ميري, لا سيما أن الحوار سيكون عن الإسلام, وقد تهيا فارس ليشرح ويوضح لميري الكثير عن

الإسلام ..كانت الجلسة عائلية.. وحاول حمدان أن يبث فيها المرح (فقام أو لعله طلب من نهلة أن تسمعه شيئاً من الموسيقى والأغاني ..

وتأدباً سألت نهلة فارس ماذا تحب أن تسمع؟

وكان فارس يميل إلى سماع وديع الصافي وصباح فطلب أيا منهما, فكان صوت وديع الصافي الجبلي اللبناني الأصيل)

بعد الغداء كان والد ميري منير هو المتحدث

فقال: لقد اجتمعنا بأحد رجال الدين وعرضنا عليه آراءك ومقترحاتك فأعجب بها وتمنى أن يجلس معك ..

قال فارس: يسرني ذلك وأرجو أن تتاح لي الفرصة للقائه..

قال منير: أما الآن فاعتقد أن بينك وبين ميري موعد للحوار حول ما تريد ميري أن تفهمه عن الإسلام ,

- نعم هذا صحيح أرجو أن تكون ميري جاهزة للحوار كما ارجو انها قد اطلعت على بعض المر اجع عن ا لااسلا م .

- قالت ميري نعم أنا جاهزة وقد أعددت لك حشداً من الأسئلة أرجو أن أسمع إجابتك عليها. تفضلي أنا على استعداد لاستقبال أسئلتك..

- فارس أرجو ألا تغضب من قولي وأسئلتي فأنا مفهومي عن الإسلام تشوبه الظلال ومعلوماتي أن فيه قسوة وفيه تطرفا.

ولأبدا بموقف الإسلام من المرأة فقد علمت انه ظا لم لها فهو قد اجاز للر جل ان يتزو ج اثنتين وثلا ثا بل اربعا وربما اكثر في مفهوم آخر

-لا تثريب عليك يا(مريم) واسمحي لي أن أدعوك منذ الآن بهذا الاسم الإسلامي ما دمنا في رحاب الإسلام..

لقد بدأت بالسؤال عن المرأة –

وهذا من طبيعتك طبيعة المرأة المتحيزة دائماً لجنسها- ألا تسألين عن الإسلام من حيث العدالة وكيف يدير الحياة ويعالج الأمور ..؟

إن الإسلام سمته السلام والوئام ,أما قولك إن الإسلام قد ظلم المرأة .. إن أول ما أجيبك به هو قول كريم من القرآن الكريم حيث

قال الله عز وجل يخاطب مريم البتول ( يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)

ماذا تقولين في هذا التكريم الذي يرد في دستور الإسلام ؟..

ويقول الله عز وجل أيضاً وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) وكان للأم فضل على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم إذ

يوصي بقوله: (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) أما القول أن الإسلام قد أجاز للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة فا نت بذلك قد فهمت جانباً

من سنة الإسلام ولم تدركي الجانب الآخر فالإسلام أجازالتعدد ولم يفرضه. والإسلام مع إجازته للتعدد اشترط أن يكون هناك عدالة في

المعاملة بين الزوجات و الزوجة الثانيةلابد ان تكون راضية ومقدمة على مشا ركتها للاخرى أما إذا لم تحدث العدالة أوأرغمت الزوجة

على الزواج فإن الإسلام لايجيز ذلك ويمنعه.ثم إن الإسلام

ـ حسب اجنهاد ى ـ حين جاء وجد التعدد موجوداً أمامه, ولم يرد الإسلام أن ينزع عادة كانت موجودةوكان وجودها حينذاك من متطلبات

الأحوال الاجتماعية فأحوال الناس في ذلك الحين تعتمد في قوتها ومعاشها على المجهودات الشخصية بحيث كلما زاد عدد الأسرة زاد

دخلها .وعلاج آخر قصده الإسلام فقد كانت الحروب في الما ضىتستهلك الرجا لفوجد فائض من النساء وكان الحل أن يكون التعدد

بدل أن يكون هناك عيلة وفسا د .

وقد حبذ رجال في ألمانياــ حين زاد عدد النساء بعد الحرب ــ هذا الحل,

ولكن الديانة المسيحية لم تقبل ذلك والإسلام يا أخت مريم قد كفل للمرأة . زوجة أوبنتاً أوأختاً أوأماً كفل لهن حق الرعاية من حيث

المعيشة والكساء والسكن كل ذلك يلتزم به الرجل, ومن معالجة الإسلام لشأن المرأة أيضا أن جعل لها حق طلب الطلاق حين لا تطيق

العيش مع الرجل وهذا لا يوجد في الديانة المسيحية.

- لقد أضفيت ببلاغتك هالة من الإنصاف والعدالة على الا سلام وابد يت حججاً لا أدري عن مدى واقعيتها وتطبيقها ولا أدري ماذا يدور في

أذهان النساء اللاتي تتحدث عن رضاهن وقبولهن بذلك الواقع. ولكن دعنا نتحول إلى سؤال آخر هل يتاح للمرأة (في بلادكم خاصة)

هل يتاح لها العلم والعمل ؟

- سؤال جيد يا مريم وأشكرك عليه, وإجابتي هي نعم ونعم وإليك التفاصيل.فى الواقع.

لقد تأخر تعليم المرأة عندنا بعض الشيء فبلادنا فتية وحديثة النشأة وكانت نشأتها دينية متحفظة, مواردها محدودة حين قامت ثم

انشغلت بالحماية والبناء وتأسيس المنشآت ومكونات الدولة و ما أن تم لها ذلك تحت قيادة رجل محنك

وعبقري هو عبد العزيز آل سعود.

وما كادت الدولة ان تستقر على قواعدها الصحيحة حتى فارقها مؤسسها وخلفه أبناؤه وكان من طلائعهم فيصل الملك المثقف‘ المحنك

المخلص الوفي المجتهد ذلك الملك الذي ليس ككل الملوك .ونقتطف من ثمار جهده ما يخص السؤال وهو تعليم المرأة فقد أشعل منارة

تعليم المرأة وبذل كل جهد ومال وفتح المدارس في كل بقعة من أنحاء المملكة على سعتهامن هنا انطلق تعليم المرأة ‘.

وبعد فترة من الزمن أثمرت الجهود‘ فوجدت المرأة السعودية كطبيبة وأستاذة جامعية ومعلمة ومدرسة.وتلك هي مجالات العمل التي

تسألين عنها يا أخت مريم, أما مجالات العمل الأخرى التي فيها اختلاط فإن تقاليدنا وعاداتنا المنبثقة من ديننا لا تجيز ولا تحبذ ذلك .

كما أن مما نفضله أن تبقى المرأة في بيتها حافظاً لها وحافظة له ذلك أننا نعول كثيراً على أن تربي الأم طفلها اذ .

ليس أفضل من أن تقوم الأم بذلك لأن الطفل يعتبر نواة الأسرة وإذا لقي تربية صالحة فإن ذلك يعود بالصلاح للمجتمع ولا خير في تربية

لغير الأم ألم يقل الشاعر الكبير حافظ إبراهيم: الأم مدرسةإذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

- لقد أجبت وأجدت بما قلته حول المرأة في بلادكم .ولكنني لا زلت أتهم الإسلام ببعض القسوة ,

القتل. الإعدام. قطع اليد الجلد العقاب الجسدي.

- ما زلت يا مريملا تفهمين الإسلام ورسالته الاجتماعية وحمايته للعدالة والمجتمع إن موضوع القتل أمر شرعه الله تعالى بقوله:

(ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب مرة أخرى اضرب لك مثالاً لو أن مجرماً قتل والدك عدواناً وظلماً ..ماذا يكون رد فعلك؟

هل ستبقين متحملة للحسرة والألم وغير راضية بأن يلقى المجرم جزاءه؟

- إن هناك دولة ستقوم بمحاسبة المجرم أما نحن فنرجو عقابه من الله.

- إن في هذا استهانة بالدم وبالإنسان، نعم..إن الدولة ستحاكم المجرم بالقانون وليس بحكم الله تعالى وسيتولى المحامون الدفاع عن

المجرم وقد يستطيعون بالبلاغة والحيل أن يجعلوه بريئاً, وبعد سجنه عدة سنوات سيخرج من السجن . وربما يغريه الحكم الذي صدر عليه

أن يرتكب جريمة أخرى أما أنت فقد خسرت والدك وراح دمه هد را.. هل ترين في هذا عدالة؟ مع العلم إن لدينا في الإسلام استثناءا

حول القصاص وهو أن يكون القاتل غير قاصد أو متعمد كحادث سير أو غيره .

أو عند تنازل أحد ورثة المقتول عن حقه فان القصاص يسقط ويعطى بدلا منه الدية أي البدل النقدي .

- محام متفوق يا فارس. ترافعت لتبرير القتل . فماذا عن قطع اليد؟ وتشويه خلق الله .؟. إنها قسوة ما بعدها قسوة ..

- أرجو الإصغاء الجيد إلى ما سوف أقوله يا أخت مريم إن الإسلام يعتمد على نظام الهي وليس على نصوص يكتبها البشر الإسلام وجد

لينظم حياة البشر به ضوابط وبه روابط .. به عدل وبه حماية يذل الطاغية وينصر الضعيف ..

ينصف المظلوم من الظا لم . علم ويعلم نوازع الشر في جانب كبير من البشر. فسن لها التشريعات والأحكام التي تحد من طغيانهم

وعدوانيتهم.. سن أحكاما للسارق وأحكاما للزاني وشارب الخمر. وسن أمر المعاملات المالية ونظم مصادرالكسب ومصارف الإنفاق .

تلك جوانب من النظام الإسلامي ولا ادعى الإحاطة أما الآن فلنبدأ بالإجابة على سؤالك حول قطع اليد..

هل تسلمي أو تقبلي بان استولي على جميع مقتنيات بيتكم هذا؟ واذهب بها ظلما وعدوانا؟

بلا شك لن ترضي أو تقبلي, وبلا شك إنني لن أفعل,ولكن السارق يفعل ذلك ويستولي على أموال الناس الذين يكدون ويكدحون للحصول

عليها ليقتاتوا هم وعوائلهم منها ثم يأتي مجرم ويسلب حق الكادح والعامل.؟

ماذا سيفعل به القانون؟

محاكمة عادية يسجن بعدها سنة أو سنتين أو عشرة ثم يخرج, ويبدأ التفكير في سطو آخرأما الإسلام فقد عالج هذا علاجا رادعا

وحاسما والا سلا م لايحكم بقطع اليد اذا كان المسروق غير محصن اى غير مخزن و انما يحكم على من كسر محصنا لان في ذلك دلا لة

واصرارا على العدوا ن وهناك في الا سلا م سرقة لايعا قب عليها وهي سرقة الجا ئع فا ن له ان يا خذ من اى مال يجده ما يسد رمقه

فقط ولا يزيد عليه.هذا هو عقاب السارق,كما افهمها( وحسب اجتها دى) اذ ربما يكو ن هنا ك اجتهادات فقهية اخر ى لكنها لاتختلف

كثيراكما اعتقد، اما عقا ب الز اني وقبل ان يمضي فا رستدخلت مريم وقا لت انه الا شد قسوة فهورجم بالحجارة حتى الموت

- قال فا رس :مهلا اخت مريم لاتستبقي الا حداث ان الز اني الذى يرتكب اثما في عر ف كل الا ديا ن ولا تقر ه كل المجتمعا ت المحترمة

هذا الزا ني قد فعل فسا دا وخللا في المجتمع لنفترض أن خاطئا واقع خاطئة ثم فعل ذلك ثان وثالث.. وحدث حمل لتلك الخاطئة,

فماذا يكون مصير الطفل؟

ومن سيكون أبوه من أولئك الثلاثة؟

جرم ما بعده جرم وفساد لا حدود له, الإسلام واجه تلك الجريمة وعالجها علاجا هادئا, ولم يتخذ علاجا قاسيا كما قلت يا أخت مريم فان

الإسلام يتقي الوقائع بالشبهات, أي انه يجعل للشبهة مكانا حتى يتجنب الحكم القاسي . فإذا ثبت – ومن الصعوبة أن يثبت –فا ن هناك

أحكاما تخص الأعزب إذا ثبت عليه أو اقروعقابه هو الجلد العلني, أما عقوبة الرجم فان الإسلام قد وضع لها ضوابط بحيث من الصعوبة

أن تطبق أو تنفذ, فمن شروطها أن يأتي الزاني المتزوج أو الزانية المتزوجة ويعترف صراحة وبدون إكراه أمام القاضي وعلى مدى

أربع جلسات مختلفات الأمد أو أن يأتي أربعة شهود ويشهدون بأنهم شاهدوا حدوث الواقعة بأدق التفاصيل وهذا من المستحيل.ولم

يذكر في تاريخ الإسلام حدوث رجم إلا حادثتين أو ثلاث, وكان حدوثها بناء على اعترا ف الزانى نفسه وطلبه تنفيذ العقاب به لينجوـ

حسب اعتقاده ــ من عذاب الآخرة, أما حكم شرب الخمر.. فمعلوم أن الله قد وهب الإنسان عقلا وميزه عن الحيوان, فعندما يتعاطى

الإنسان الخمر فانه عند ذلك يفقد عقله, ويكون متساو مع الحيوان أو أدنى درجة منه, وقد سمعنا أن مخمورين فعلوا المنكرات ومنهم من

تعدى بالاغتصاب على بعض أقاربه, فأي ظلم اكثر من هذا يظلم الإنسان فيه نفسه؟

لذلك فقد حرمه الإسلام وفرض له عقوبة غير قاسية وهي الجلد العلني, والإسلام قبل أن اختم قولي هذا يا أخت مريم قد عالج موضوع

الفقر, فقد فرض على الأغنياء أن يعطوا من أموالهم وهي الزكاة وهذه تنفق على الفقراء.هذه بعض الملامح عن الإسلام ولا أقول أنني

أنصفته وذكرت جميع افضاله ومحاسنه فمثلي لا يستطيع ذلك فأنا غير متخصص, ولقد أكون أخطأت أو قصرت, وعندها اقدم اعتذاري

لعلماء الدين .

- أخي فارس لقد أشبعتني فهما وارتويت منك علما ولقد فهمت عن الإسلام ما لم افهمه من قبل والفضل في ذلك لبلاغتك وذكائك وحسن

أدائك, لقد كان في الإسلام غموض وعدم وضوح, والحق في ذلك على أهل الإسلام الذين لم يشرحوه ويبسطوه ويزيلوا عنه الغمامة,

أنني يا أخ فارس في حالات كثيرة اشعر با لخشوع و الرهبة حين استمع إلى موعظة دينية, ولذلك فإنني اعتقد أن أي أمة عندها

معتقد ديني فانه لا بد أن يكون وسيلة لتهذيب أخلاقها وسلوكها, كما اعتقد أن الله سيتقبل منها جهدها ما دامت تقصد طاعته والانقياد

له, مهما حصل في ذلك الجهد والانقياد من أخطاء غير مقصودة.

الهاوِي موقوف مراجعة الإداره

قصة عشت أحداثها وسأتابعها حتى النهاية ،ولك مني أطيب التحايا وأعطرها على إتحافنا بهذه القصة الفريدة الجميلة .

ودي أكون ..:: جديد ::..

الف شكر يالغالي على مرورك

tota111 ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

توقيع
استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه





سيــــدة الغيــــد بنتظار تفعيل العضوية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية