الصحراء و ..المطر (روايه ) بقلم : سعد محمد ابو حيمد ي
الحلقة (( الخامسة ))
ذلك ـ ا خ فارس ـ لازلت اود مزيدامن المعر فة عن بلادكم فهل انت مستعد ؟
أخت ميري.. إنني على استعداد .
وقبل أن تدلي ميري بسؤالهاوفي هذه الاثنا ء عا د حمدا ن ونهلة من مشوارهما وهنا تعذر الحوار وقررت المجموعة الا نصر اف دار هذا
الحوار بين مير ى وفارسوهما جا لسان في مطعم الشا طىء بجوار البحرو بحضور جو زيف الذى اكتفى بالا ستماع للحوار وباهتمام
بالغ ولكن دون تد خل
كان كل من ميري وفارس يشعران أن الحوار لم ينته بعد وان هناك رغبة في مواصلته فلقد أثار اهتمام ميري بلاغة فارس في ردوده
عندما وصف الصحراء وابد ت اسنحسانها ا ايضا عند ما ا وضح وفسر عا دات وتقاليد مجتمعه كما اثار اعجابها بصلابته وقوة إرادته
وعدم انسياقه أمام المغريات التي لم يصمد أمامها صديقه حمدان .
أما فارس فقد أعجب بثقافة ميري ورغبتها في المعرفة وحب الاستطلاع, وكذلك رزانتها وهدوئها وانضباط سلوكها.
فارس من منطلق عاداته وتقاليده قرر أن يرد على تكريم جوزيف له ولصديقه, ففكر وتشاور مع حمدان في أن يقيم له ولشقيقتيه تكريما
في أحد المطاعم أو في منزله , وتقرر بعد التشاور أن يكون التكريم في منزل حمدان , وان يتعاون حمدان وفارس على طهي بعض
المأكولات التي يحسنا ن عملها, وجا ءا من الخارج بتشكيلة أخرى من المأكولات اللبنانية, وقد حرص فارس أن يدعو والدا جوزيف
على هذا التكريم, وكان له ما أراد . فقد حضرا وشاركا في التكريم الذي أقامه فارس .وكان هناك جانب محرج لفارس وهو قضية
المشروبات. ولكن صديقه حمدان قد حل المشكلة وقام بالواجب وتناول الجميع الغداء .
بعد الغداء كان هناك جلسة جرى فيها تداول الأحاديث. ومنها ما قاله منير: والد جو زيف , حيث قال : إننا يا أخ فارس ويا أخ حمدان
نفتخر ونعتز بعادات العرب وتقاليدهم , و أرجو أن لا تفا جئا إذا قلت لكما ام أننا من أصول عربية ـ– نحن من عرب الغساسنة - الذين
جاؤا من اليمن وذلك قبل ظهور الإسلام وقد شاء القدر أن نستقر في لبنان ...وحين وصل آباؤنا إلى هنا وجدوا أن الديانة المسيحية
منتشرة هنا .ولما وجدوا بها من المعاني الإنسانية والروحية والعبودية للرب فقد دخلوها قد يلا حظ بعض التغييرعلى الأسماء فذلك سببه
ما حدث حين جاءت دول الغرب وخاصة فرنساالى هذه البلاد, فقد قلد السكان هنا ونحن منهم أسماء القادمينلاعتقادهم أنها الأفضل أو
الأكثر تقدما ..ورد فارس بقوله: نحن نشكرك يا أبا جوزيف ونعتز بانتسابك للعرب. أما قضية الديانة المسيحية فهي شأن خاص وتتعلق
بالإنسان مع ربه وقد يكون لي حوار مع الأخت ميري حول ذلك إن هي قبلت قال منير: أشكرك يا أخ فارس على حسن تعبيرك.فالديانة
كما قلت شأن بين العبد وربه وقد يكون لدى ميري ما تقوله إن حدث الحوار بينكما .
وكانت ميري تستمع إلى مادار بين فارس ووالدها . وتدخلت وقالت: ادري يا أخ فارس انك تحمل في خاطرك أشياء كثيرة تود
معرفتها والحوار حولها فيما يخص الديانة المسيحية , وإنني استميحك العذر بأن استبق الحوار بعبارة أرجوأن تجيب عليها ومنها
ينطلق الحوار أنا مسيحية كاثوليكية وأنت مسلم سني هل ترى من رابطة أو علاقة تربط بيننا ؟؟
- سؤال كبير يا ميري وعميق في دلالاته ومعانيه وإجابتي التي لا أثق أنها ستكون وافية أو كافية هي نعم..نعم هناك رابطة. بل روابط .
أولاـ نحن أخوة في الرابطة الإنسانية وإننا خلقنا من أم وأب واحد ,
ثانياـ إن لنا كتاب (القرآن) ولكم كتاب (الإنجيل) اى اننا اصحاب
ديا نات وكتب وإننا نعترف ونؤمن بكتابكم وبنبيكم عيسى
ثالثاـ نحن وانتم نعترف بالله الخا لق وان كان يوجد بيننا في هذا المجال خلا ف وليس اختلاف ـ فانتم تعبدون ا كثر من رب ــ العبارة
الثالوثية ــ ونحن نعبد ربا واحدا .ـ .ربما لكم تفسير أو تحوير حول ذلك
رابعا ـ روابط اجتماعية اللغة والوطن والتاريخ –ألستم غسانيين عرب؟ –
خامساـ ثوابت نجتمع على الإيمان بها الصدق والأمانة وعدم الإضرار بالآخرين أي الحفاظ على حقوق الإنسان, وذلك حسب التعبير
الحديث .
- أشكرك يا أخ فارس على هذا الرد اللطيف والذي ينم عن عقل وحكمة, أما عن قضية الخلاف وليس الاختلاف فذلك تعبير راق وسوف
أحاول الإجابة عليه في حدود معرفتي إن لدينا في الديانة المسيحية كما يمليه علينا علماؤنا تعبير يقول: الرب واحد في ثلاثة وثلاثة في
واحد ونحن نتصور ونعتقد بأن المسيح ما دام قد ولد من امرأة وبدون أب فإن الله هو والده مثلما نعتقد أن الله وا لد جميع الخلق ما دام قد
خلقهم وكونهم, ولكننا نرى أن المسيح هو اقرب إلى الله وان الرب هو والده, كما انه يترتب على اعتقادنا هذا رسوخ في الإيمان
برسالة المسيح ما دام هو ابن الله, أما الطرف الثالث فإنه الروح القدس أي جبريل الأمين على الوحي لذا فإننا نجمع بين الأقانيم الثلاثة
لتكون قوة لعبادتنا هذا ما افهمه وما علمنا به علماؤنا اخ فا رس .
- ثلاثة في واحد وواحد في ثلاثة تعبير يا أخت ميري لا يهضمه العقل ولا تستسيغه اللغة وخاصة اللغة العربيةالتي تتميز على اللغات
الأخرى , أما عن القول أن عيسى ولد من أم وبدون أب وانتم تعتبرون انه ابن الله .فيا أخت ميري ألا تقرون بأن الله هو الذي خلق الكون
كله؟ ومنه السماوات والأرض؟ وخلق البشر؟ أليس الذي خلق كل ذلك قادر بأن يأمر رحم مريم بـأن يحمل طفلابأمره؟ ويخرج إلى
الحياة بأمره أيضا؟؟ ألا تدرين يا أخت ميري ماذا قال الله عن مريم في القرآن الكريم ؟ لقد قال فيها صفة لم يقلها في غيرها من نساء
العا لمين قال : في سورة آلعمران الآية 41 ..
قال عز وجل وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)
وهذا فيه رد على اليهود الخبثاء الذين كانوا يشككون في سلوك مريم, كما أن فيه موعظة لكم يا معشر المسيحيين بأن تؤ منوا با ن الله
قد انعم على مريم بهذه المعجزة وتلك لعمري هي ميزة عيسى و الدليل يا أخت ميري على نبوته .إذ كيف يكون عيسى ابن الله و الله فوق
عرشه؟ لا يعلم أحد عن صفاته أو تفاصيله إلا بما وصف به نفسه.أما عيسى فهو بشر مثلي ومثلك يأكل ويشرب ينام ويصحو, ويموت
كما يحدث للبشر.ألم تكن ديانتكم تدعى انه صلب حتى الموت ؟ نحن الممسلمين نكرم عيسى وننزهه من أن يطاله البشرا ويعتدون عليه,
نحن نكرمه ونقول: انه قد رفع إلى السماء.
إن عيسى يا أخت مريم لم يكن الوحيد الذي ولد من غير أب آ د م. أبو البشر لقد ولد من دون أب وحتى بدون أم ألا تؤمنون بذلك ؟؛
وأخيراً هل طلب المسيح من أتباعه أن يجعلوه شريكاً لخالقه .ويعبدونه ؟. أو أن يدعوه بابن الله.؟ لقد كان يرافقه حواريون وتلاميذ ,
فهل نقلوا عنه شيئا من ذلك.؟ تلك بعض ملاحظاتي . وأرجو ألا أكون قد أخطأت أو أسأت , وأرجو أن أسمع منك ردا وتوضيحا عما
ذكرت .
– لقد أكثرت وتوسعت وطرحت بعض المفاهيم التي سوف أشير إليها موضحة حسب قدراتي الدينية, و اعترف بأنها غير كافية, فنحن
أخي فارس نقر ونعترف بان الله هو الخالق الوحيد . ولكننا نعتقد أن الله قد أولانا عناية عندما اختار لنا ابنه رسولا يهدينا نقول ابنه لأنه
قد اختاره من بين سائرالبشر وخصه بالرسالة أما عباداتنا التي ترتكز على العبارة الثالوثية (الأب والابن والروح القدس) فإننا نعتقد -
مع اعترافنا بالله الخالق - بأننا نرضي الله بعبارتنا تلك لأن بها تقديرا لا بنه وروحه القدس ـ, أما كيف أن عيسى ابن الله فإننا معشر
المسيحيين نعتمد على علمائنا وكتبنا المقدسة التي تؤكد ذلك, وهذا ما أفهمه وليس عندي غير ذلك .
- أخت ميري قلت إنكم تعتمدون على علمائكم وكتبكم المقدسة لا باس وأنا أقدر لك ذلك وهذا يعتبر انضباطاً وسلوكاً جيداً حين تتقيد
الرعية بالتعاليم الدينية التي يعتقدون بصوابها والتي يقصدون التقرب بها إلى الله كما يبدووكما يعتقدون ولكن أخت ميري هناك العديد
من الكتب المسيحية المقدسة وهناك أكثر من كاتب ومع قلة إلمامي بالديانة المسيحية أعرف على الأقل أن هناك أربعة ممن كتبوا
الإنجيل كما علمت أن هناك تعديلات منها الحذف والإضافة كما حدث في بريطانيا وغيرها. وسؤالي هل عيسى عليه السلام هو من أمر
بكتابة هذه الأناجيل ؟ أو أملاها ؟ ولماذا يكون هناك كتب أربعة ؟ وكتاب أربعة ؟ ألا يمكن أن يحدث التضارب والاختلاف وربما
التضاد ؟
العرض العادي
