الصحراء و ..المطر (روايه ) بقلم : سعد محمد ابو حيمد ي
الحلقة (( الثانية ))
الاغنام ( الجراب ) وهو اقل حجما من العيبة ويستعمل لحفظ بعض مواد الا طعمة مثل الا رز والدقيق، وهناك ما يعمل من الجلود على شكل
فراش و ( الجاعد )ويجلس عليه عادة كبار الضيوف , أما المهام التي يقوم بها الشيخ ظافر, فانه يمتطي فرسه كل صباح ويذهب خلف
الرعيان ليطمئن على أحوالهم, , ثم يميل نحو مواقع الصيد لعله يصيب غزالا أو أرنبا , أما في آخر النهار فانه يأخذ الأولاد ويدربهم على
ركوب الخيل, كما يعلمهم كيف يستعملون السلاح, وأحيانا يأخذهم إلى المراعي ويعرفهم على أنواع الإبل وأشكالها وألوانها وكيفية
التعامل معها وحلبها ونوع الأعشاب والمراعي التي تناسبها, كما كان يعلمهم كيفية استقبال الضيوف وتكريمهم... وبعد أن رأينا الشيخ
ظافر في إقامته في البادية , نعود لنلقاه حين يأتي صيفا ليقيم في بستانه ويجني ثمار النخيل...يأتي ومعه الأسرة كاملة.أما الإبل فإن
لها ترتيبا آخر يتناسب مع زمن الصيف, إذ تقترب الإبل من القرية لتكون قريبة من موارد المياه حيث تذهب وتأتي بعد ثلاثة أيام وتقيم
يوما كاملا قرب الماء وتشرب مرتين وثلاثاحتى تختزن الماء الكافي مدة غيابها, ثم تذهب إلى المراعي... الشيخ ظافر حين يقيم في
القرية يعلم أبناءه كيف يتعاملون مع أهل القرية , من حيث السلوك مع الجوار وحضور الصلاة في المساجد... قرية الشيخ ظافر طالتها
النهضة والتقدم الذي تبذله الدولة وافتتح بها مدرسة للبنين , وكان الشيخ أول المتعاملين معها , فقد كان اول من ادخل أبناءه بها , وذلك
مما ينم عن بعد نظره وقوة حدسه , اذ فكر بان المستقبل سيكون للدارسين والمتعلمين., وفي هذه الحالة حصل تغير على أحوال الأسرة ,
حيث اقتضى الا مر أن يبقى الأبناء بالقرية عند حلول رحلة الأسرة إلى البادية , لأن هذا الوقت هو وقت الدراسة , وتدارست الأسرة
الوضع وتقرر أن تبقى أم فارس لترعى الأولاد. , . أما أبو فارس وابنتاه فعليهم أن يرحلوا إلى البادية لرعاية الحلال وعلى الفتاتين أن
تقوما بما كانت أمهما تقوم به وان كان دون الكفاية.وتسير الأمور على هذا المنوالوكانت أم فارس والأولاد لا ينقطعون عن البادية إذ
يذهبون إليها في العطلات والأعياد .وتمضي الأيام وينهي فارس وماجد المرحلة الابتدائية. والقرية لا يوجد بها مراحل فوق
الابتدائية..فماذا تعمل الأسرة؟ لقد التزمت بمواصلة التعليم لأبنائها كما يرى ذلك الشيخ ظافر,ما هو الحل؟.. لا بد من الانتقال إلى
المدينةلان بها مراحل فوق الابتدائية , وهكذا تقرر أن تنتقل الأسرة إلى المدينة , ذهب الشيخ ظا فر الى هناك واقام بيتا وا سعا
ليستوعب الضيوف والزوار والجيران كعا دة وتقاليدالبادية , . وبقيت مشكلة الإبل وكان الحل أن يوكل أمرها إلى شقيقه( عايض) الذي
لا زال في البادية, وكان ظافر له حظوة لدى الدولة فقد كان يكلف ببعض المهام لما فيه من جدارة وكفاءة, وخاصة فيما يتعلق بشؤون
البادية وأمورها. أنهى فارس وماجد المتوسطة..ثم الثانوية. وكان أمامهما عدة خيارات إما مواصلة الدراسة في الجامعة أو الالتحاق
بالوظائف المتيسرة ويبدوا أن الشباب قد أغرتهم الوظيفة والتحق فارس بإحدى الوزارات أما ماجد فقد انضم إلى العسكرية.وبعد سنتين
من عمل فارس.شعر انه قد تسرع في الالتحاق بالوظيفة أحس بذلك بعد مخالطته ومزاملته الكثير من الموظفين الذين يحملون شهادات
ويحتلون مناصب قيادية لذا فقد فكرأن يواصل الدراسة ولكن هناك مشكلة وهي انقطاعه عن الدراسة مدة سنتين بعد الثانوية.ونظام
الجامعة لا يجيز ذلك..وراح يفكر ويقلب الأمورعلى كل الاتجاهات ولم يجد إلا أن يسافر للخارج. ولم يكن يدري إلى أين.وأي دول
الخارج أفضل,لكنه سمع من بعض الموظفين الذين يزاملهم أن لبنان هو الأفضل. وهكذا قرر فارس أن يستقيل استعدادا للسفر ولكن قبل
كل شيء لا بد من عرض الموضوع على والده واخذ رأيه ومشورته بل موافقته و جلس فارس مع والده ..وبدأ يمهد لما يريد , وقال: يا
والدي أريد أن اعرض عليك أمرا هاما يتعلق بمستقبلي, يا والدي. يظهر أنى قد تسرعت حين التحقت بالوظيفة ولم أواصل دراستي وأنا
الآن أفكر أن أقدم استقالتي وأواصل تعليمي .فماذا ترى ؟ ؟قال والده:
- يا ولدي أنا أعين وأعاون. ورغبتك عندي عزيزة..
- قال فارس : يا والدي إن مواصلة الدراسة هنا متعذرة لأسباب نظامية .لذا فأنا أفكر بالسفر للخارج للدراسة . وقد قيل لي أن لبنان به
جامعات جيدة ومشهورة فما رأيك ؟؟؟
- والله يا ولدي أنا يهمني مصلحتك وسلامتك ولكنني قد سمعت أن لبنان بلد منفتح ومتحضر والفتنة به متوفرة ..وفيه خطر على الشباب.
- يا والدي لقد ربيتني وعلمتني وغرست في أعماقي كل الفضائل وأنت اكثر من يعرفني ..
- يا ولدي هذا صحيح ولكن الشيطان يا ابني يوجد حيث توجد الفتنة ..
- يا والدي إن الفتنة موجودة في كل زمان وكل مكان ولكن القيم التي نشأناعليها تشكل سياجا منيعا بإذن الله .
يا بني إن ثقتي بك مطلقه ولكن لا تلمني فأنت عندي مثل الجوهرة ولا أريد أن يمسها دنس
- انك بهذا القول يا والدي تحملني مسؤولية سوف أكون بإذن الله قادرا على تحملها وصيانتها.
- أشكرك يا بني على حسن القول وعلى الثقة بالنفس التي أبديتها وإنني لا أمانع في سفرك للمكان الذي اخترته وأرجو الله لك
التوفيق.
- الشكر لك أنت يا والدي, فأنت من زرع في داخلي الثقة بالنفس بما ربيتنا عليه من الفضائل ومكارم الأخلاق.
الســـفر في مــدى الغيـــب
هذافارس و هو يستعد للسفر , وهذا فارس عند سفره.. بدوي في صفاته..,بدوي في سماته ,الصلابة والخشونة من مكوناته ..,بد وي..
دفعه الطموح ودفعته الرغبة وقاده العزم ليطلب العلم والمعرفة,اين ما كان حوافز كلها اجتمعت وجعلته يذهب إلى خارج حدود بلاده
ذهب منتزعا نفسه من بيئته الصحراوية ,,,,
العرض العادي
