ودي أكون ..:: جديد ::..



الصحراء و ..المطر (روايه ) بقلم : سعد محمد ابو حيمد ي

الحلقة ألرابعة


هنا تدخلت شقيقة جوزيف واسمها (ميري) وقالت: لقد اخبرنا الأخ حمدان انك قد أمضيت جانبا من حياتك في البادية,

الم تجد صعوبة حين غادرت (الخيمة ا والبيت المفتوح المطلق ) واتيت إلى المدينة ؟

ثم عشت في بيت مغلق وحياة مزدحمة تضيق وتتسع بالناس والحركة ؟

ويرد فارس: لا لم أجد صعوبة ذلك أن حياة البادية تعلم من يعيش بها على تقبل كل الا جواء وكل الا حوال والمتغيرات ذلك أن الصحراء

بجفافها ومطرها وحرها وبردها قد جعلت مني قابلا لكل طارئ أو تحول و هذه هي ميزة التربية الصحراوية, وليس أدل على ذلك من

أنني قبلت التكيف مع الأجواء اللبنانية, و قد أكون اقل تكيفا واندماجا من صديقي حمدان ,

ويعلق حمدان ـ مازحا ـ

أنت يا فارس الآن سنة أولى تكيف , ولننتظر حتى تأتي السنة الثانية ثم نقيس مدى تكيفك . وفي هذه الأثناء اطل جوزيف على

الحاضرين وقال (المائدة جاهزة بانتظاركم تفضلوا) تحلق الجميع حول المائدة المعمورة بكل أنواع الأطعمة اللبنانية التي لم يألف

غالبيتها فارس, لكنه استطاع أن يتناول من بعض الأطعمة التي اختارهاله صديقه حمدان , وكانت المائدة تحتوي على بعض

المشروبات المنوعة والمألوفة لدى اللبنانيين لكن فارس لم يتناول منها شيئا , وقد حاول أصحاب الضيافة و ألحوا على فارس أن

يشرب ولو قليلا, ورغبوه بقولهم انه لذيذ وممتع.. لكن فارس اعتذر بلطف وقال: انه لم يتعود عليه.وقد أبدت الأسرة كلها استغرابها.. من

أن شابا يتعلم بالجامعة ويتدرج نحو المعرفة والثقافة.. ولا يتناول المشروبات الروحية, وقد عزو ذلك إلى حداثة وجوده بلبنان وكذلك

إلى خلفيته وتربيته البدوية. والدينية


وقد كانت تلك هي التجربة الأولى التي يتعرف فيها فارس عن قرب إلى إحدى العائلات اللبنانية, أما عائلة ( منير ) فهي أسرة لبنانية

مسيحية تنتمي إلى الطائفة المارونية ..

وتدعي الأسرة أنها من أصول عربية من قبيلة الغساسنة, هاجرت إلى لبنان منذ زمن بعيد (أي قبل ظهور الإسلام ) وحين حلت بلبنان

وجدت أن الديانة المسيحية موجودة به فاعتنقتها.لأنها تميل إلى الروحانية وتتلمس القرب من الله كما قالت.

أما فارس فقد لامسته الحساسية من علاقة حمدان بالأسرة المسيحية والمسيحية بالذات, وتساءل..لماذا لم تكن علاقته بأسرة مسلمة

وهم كثيرون في لبنان؟ لم تكن حساسيته عنصرية أو عدائية.لكنه كان يظن أن الأسرة المسلمة أكثر قربا من عا داته وعقيدته.

و بعد عدة أيام من هذه الزيارة, وعند حلول الانصراف من الجامعة.. ترافق فارس مع صديقه حمدان في الخروج, وأمام بوابة الجامعة

تلاقيا مع جوزيف وشقيقته (ميري) فهما يدرسان أيضا في نفس الجامعة , وهنا رأى حمدان أنها فرصة سانحة ليرد على كرم وضيافة

جوزيف وكان حمدان يتميز بشخصية مرحة ويميل إلى المزاح . وبأسلوبه المرح تقدم أمام الجميع ولوح لهم بلعبة في يده تشبه المسدس

وأشار إليهم بقوله انتم الآن معتقلون..وعليكم أن تتقيدوا وتنفذوا التعليمات . ولكنهم لم يفاجئوا بحركة حمدان المسرحية , وانما وبنفس

أسلوبه رفعوا أيديهم علامة للاستسلام والانقياد, ثم احضر حمدان سيارة وأمرهم بالركوب فيها . ثم أمر السائق أن يتوجه إلى معتقل

(مطعم) الشاطئ , هناك أمرهم بالدخول وقال لهم لقد قررت اعتقالكم في هذا المكان المناسب لأمثالكم, فكلوا واشربوا هنيئا على

مائدة صديقكم حمدان بعد الغداء اقترح حمدان أن ينتقلوا إلى جانب من المطعم خارج قاعة الطعام .. وذلك ليتمتعوا بمنظر الماء والهواء ..

وليتناولوا شيئا من المرطبات .. وجاء ( النادل) بتشكيلة من المشروبات وكان أحدها – حسب الطلب – عصير برتقال طازج ويخص

فارسا . أما الباقين فقد تناولوا كل شيء .. كان فارس بهدوئه وسماته القروية وتحفظه وعدم اندماجه في المجتمع اللبناني كانت تلك

الصفات قد لفتت انتباه واهتمام ميري شقيقة جوزيف ... فقد لاحظت أن هناك فارقا كبيرا بين طباع وسلوكيات حمدان وصديقه فارس

ونشأته فا رادتت ميري أن تقترب شيئا فشيئا من فارس لتكتشف شحصيته ..والتعرّف عليه عن قرب , وقبل أن تبدأ بما همت وفكرت به

وهو الدخول في حوار مع فارس. فوجئوا بشقيقة ميري (نهلة) تصل إليهم وتنضم إلى الجلسة, وكانت نهلة تختلف عن شقيقتها ميري .

فهي تميل إلى المرح ودائما هي على وفاق مع أسلوب حمدان المرح أيضا .ولم يكن بالا مكان الدخول الى الحوار بوجود نهلة وحمدان

لما يبديانه من تشويش الا انهما بعد اشارة من ميرى غا درا المكان الى فسحة سيرا على الا قدام بجانب الشا طىء . أما فارس

وجوزيف و ميري فقد بقوا في جلستهم , وعلى خلوة من تشويش حمدان ونهلة فقد وجدت ميري ان الفرصة مواتية لتبدأ بمشوارها الذي

تهدف من خلاله إلى التعرف على فارس .وتمهيدا لذلك سألت قائلة :أخي فارس يبدو انك لم تنسجم ولم تأخذ راحتك في لبنان

- قال فارس : أبدا أخت ميري إنني مرتاح ولا اشعر بعدم الانسجام ..

- أخشى انك – أخ فارس – قد فوجئت بالعادات والتقاليد السائدة هنا .. والتي ربما تختلف عن تقاليد المجتمع الذي نشأت وتربيت به ..

- شيء من ذلك – أخت ميري - ولكنني املك المرونة و أعطي لكل حقه , واحترم عادات وتقاليد الآخرين .. .

- هل يحق لي – عرفا وأدبا- أخ فارس ـ أن اسمع منك شيئا عن صفات المجتمع الذي عشت وتربيت به ؟؟ وأعتذر إن كان ذلك تجاوزا

مني وخروجا على اللياقة والأدب.

- لا لا عليك أخت ميري فذلك سؤال وجيه وطبيعي, إن للمجتمع الذي عشت به مقومات أساسية تتلخص فيما يلي : الحفاظ على الدين الذي

نعبد الله من خلاله , التمسك بحسن الخلق مع الجميع , الأمانة , الصدق في المعاملة , احترام الجار وعدم المساس بحقوقه , احترام

الصغير للكبير . تلك بعض المؤشرات التي تربيت عليها. وتلك هي التي صاغت مني سلوكا ومنهجا

- إنها مؤشرات أخلاقية ممتازة وصفا ت بالغة السمو وعالية المقدار.

ولكنني أود المزيد – أخ فارس- عن الممارسات الفعلية , حيث عشت جانبا من حياتك في الصحراء , والصحراء بها قسوة وجفاف

وخشونة وربما الخوف والوحشة , ولا أقول الجهل.

- أخت ميري لقد أجبتك على سؤالك الأول, عن سمات سكان البادية ولكنك تريدين المزيد , والمزيد هنا سأرويه عن الصحراء وصفاتها

وما تحتويه الصحراء , سأتحدث عن مكوناتها وعن طبيعتها والعيش بها . إن أول ما يواجه الإنسان في الصحراء هو السكون والهدوء,

والأجواء المفتوحة المطلقة المريحة ان الصحراء معمورة بما فيها من ا الجبال العالية الملونة التي تحتوي على المـُغـُر والشعاب وملازم

المياه الصحراء بها الكثبان الرملية البيضاء الناصعة وبها الوديان التي تجري بها المياه عند هطول الأمطار, في الصحراء أشجار صامدة

صابرة على قلة الماء والجفاف الصحراء بها حيوانات برية منوعة وجا ذبة للنظر الصحراء بها حالتان ساحرتان لا توجدان في المدينة

وينفرد بهما سكان الصحراء : الأولى بعد الفجر وقبل بزوغ الشمس, عندما تختلط وتتناغم أصوات الطيور مبشرة بقدوم الصباح وأما

الثانية فهي عند غروب الشمس حين تتلاحق أسراب الطيورمتجهة إلى أوكارها ومواقع مبيتها , الصحراء مدرسة. وميدان علم فقد

برزمنها وفيها الكثير من العلماء والشعراء الأفذاذ : أين تعلم عمرو بن كلثوم ؟؟ ومن أي جامعة تخرج امرؤ القيس ؟؟ وأين نظم الشعر

عنترة بن شداد ؟؟ وكيف تفوق لبيد وكعب بالبلاغة ؟؟ وحتى ملاحم الحب التي نشرها مجنون ليلى هي من مدرسة الصحراء هذه .

وغيرهم وغيرهم كثيرون, كانت جامعاتهم قمم الجبال, ومدارسهم بطون الأودية وكثبان الرمال أما أقلامهم فكانت أسنة الرماح وحد ب

السيوف وكانت أوراقهم صدورا وأذهانا واسعة تحفظ الملاحم وتجيد رواية الشعر والنثر وقوله هذا جانب بسيط عن الصحراء ومكوناتها

وطبيعتها..كما أن جغرافية الصحراء - يا أخت ميري - لا تنفصل عن مدنها وقراها الزراعية بل هناك تواصل وتلاحم يكمل بعضه الآخرو

سكان الصحراء وان كانوا يمارسون الحياة بصعوبتها وخشونتها, فأنها بذلك قد غرست فيهم الصبر وعلمتهم الاحتمال, وربت فيهم

الأنفة والكرم وعزة النفس , وقوت فيهم النخوة والدفاع عن الجوار والوفاء بالمواثيق الصحراء لا خوف ولا وحشة فيها يا أخت ميري

- كفى كفى أخ فارس , لقد أسهبت وأجدت, وأخشى انك قد زرعت في نفسي شوقا لمعيشة الصحراء , وان كان هذا حلما لا أكاد

اصدق حدوثه لقد جعلتني اخجل من نفسي لعدم معرفتي, وقلة معلوماتي عن الصحراء ومع ذلك ـ ا خ فارس ـ لازلت اود مزيدامن المعرفة

عن بلادكم فهل انت مستعد ؟


الهاوِي موقوف مراجعة الإداره

استهوتني تلك القصة التي تابعتها منذ بدايتها ولازلت أنتظر بقية الأجزاء ،شاكرا لك جهودك المباركة ،وأتمنى التواصل معنا فنحن بشوق لقصصك الجميلة كهذه .

ودي أكون ..:: جديد ::..

الهاوي

شرفني مرورك يالغالي

ريحة عطر ..:: تاج المنتدى و كبار الاداريين سابقآ ::..

عن جد قصه راااائعه

اعجبتني شحصية حمدان وحركااااته التلقائيه المرحه

واتوقع انه بيصاب بسهام الحب مع نهله

لانهم من نفس الطينه ...مع ان الديانه مختلفه

الف شكر على الطرح الرائع

وننتظر مع جز جديد فارس وحمدان وجوزيف

توقيع
[flash=http://dc09.arabsh.com/i/02457/ewha6wuxj3q0.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


شكرا لاحلا غدور في الدنيا
عنتره ..:: جديد ::..

thaank you


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية