قصعة واقعية
كنت أخفيها في طيات أفكاري
وآن الأوان لأن تظهر / الجزء الثالث
الأسماء مستعارة وذلك ستراً لأصحابها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ما هي إلا لحظات وعاد التاريخ ليعيد لياليه المظلمة على خلود ..
اقتربت خلود من الباب .. ثم تسمر القلب من جديد ويا قسوة تلك القلوب التي جعلت من هذا القلب
يخفق مرة كالطفل
ومرة كطائر كناري يرفرف من غصن إلى غصن شجناً
ومرة كجلمود صخر لا تجد فيه دماً
ومرة يتساقط الدم منه كما تتساقط أوراق الخريف ..
إن حياة خلود أشبه بفصول السنة ولكنها تعيش تلك الفصول في كل يوم .
تعالت نبضات القلب وتسارعت خفقاته وثار الدم البارد ليهيج في داخل الأوردة فكلما اقتربت خطواتها من الباب كلما زاد العرق تصبباً وما أن وضعت يدها على مقبض الباب تمنت لو أن أحداً يضع يده على قلبها ليطفئ لهيب النار والخوف في آن واحد ..
هي ثواني لفتح الباب ولكن في تلك اللحظة ساعات بل سنوات من الخوف والرعب وهذا هو القدر لم يكن ليخفي سر تلك الغرفة على خلود ..
فتحت الباب خلود وكأني أقول يا ليتها لم تفتح الباب رأت مشهداً مريعاً أعظم من سابقه
رأت مشهد الخيانة العظمى .. أمل زوجت أخيها في أحظان زوجها !!
وكان العناق شديد وأشبه بأفلام هوليود التي تبث كل سم في البدن وكأن سم الحب الذي جرى بينهما جرى في بدن خلود ولكنه سم قاتل ..
رأت بعينيها مالا تريد أن تراه وما هي إلا لحظات ووقف الجميع في ذهول وفي صمت وفي خوف ورعب ..
آمل لم تنطق بكلمة .. ولكن دموع التماسيح نزلت لتخيم على ذلك المشهد الرهيب المفزع بالندم .
والزوج ينظر لزوجته وكأنها هي من أخطأت وكأنها هي المجرمة وحالة كالحرباء كل يوم بشكل ولون يتقلب كيف يشاء .
وخلود لأول مرة تجد نفسها تعيش بقلب حديدي .. لم تفزع ولم تغير من حالها ولم ترى الدمعة على خدها ولم يغشى عليها .
كانت على موعد آخر لبداية مسلسل مكسيكي ينتظر السادة والعالم ليروا آخر حلقة وهمية في دهاليزه ليكتشف ألوان الخداع والتلاعب .
أغلقت الباب على الجميع وانتهى الفصل الأول من المسرحية وإسدل الستار على ذلك المشهد ..
وعادت خلود أدراجها لغرفتها .
آمل ضاع أملها في الحياة .. وعلمت أن الموت قد حان وأن الفضيحة ما بقى عليها إلا ساعات معدودة لتظهر رائحتها في السماء .
وأما الزوج خرج لغرفة الشيطان في الدور العلوي وترك الجميع في خوف ورعب . ولكن كذلك بداء الخوف يدب في قلبه .. ليس خوف العار .. ولكن خوف المصائب التي قد تحدث إذا ظهرت الفضيحة .
والغريب في هذه اللحظات الحاسمة والمخيفة وليس بمستغرب عليه بداء الخوف يخف بسرعة حينما تذكر أن زوجته لم تخبر أحداً بما رأته من مشاهد من قبل فكان ذلك دليل على أنها لن تتكلم أو تخبر أحداً بما حدث .
ـــــــــ
ما أن وصلت خلود لغرفتها حتى كاد ينقسم ظهر تلك القوية حينما رأت ذلك المشهد المفزع بين أمل وزجها ..
عادت لغرفتها كحمل وديع والدموع تنهمر من على خدها .. تلك القوية الصابرة أصبحت الضعيفة المنكسرة .
إن مثلها كمثل طائر مكسور الجناح ..
أسف أقصد مكسور الجناحين .
عادت لوكرها ولحزنها .. عادت لمستودع أحزانها .. عادت وهي تقول الصبر مفتاح الفرج .. وحال لسانها يقول .. أين أنت أيها المفتاح .. لقد طال لليل الظالمين .. ونامت عيون المساكين ..
وغفت أحلام الطيبين .. وما بقي إلا أنت أنتظرك يا مفتاح على جثماني لتكون أنت أول الشاهدين وآخر الحاضرين .
خلود في حزنها وفي آلامها وفجأة طرق الباب صوت ضعيف حزين .. خلود أنا أمل !؟
تحيات اخوكم
ورد ~ وبارود
العرض العادي
