كيف نتعامل مع أخطاء الطفل ؟؟
"كل ابن ادم خطاء " تلك حقيقة مرتبطة بطبيعة إنسانية البشر.فالكل تخطيء،ولكن التعامل مع الخطأ يختلف من إنسان لآخر ..
والإسلام علمنا أن "خير الخطاءين التوابون" والتجارب الإنسانية تعلمنا أن "من الخطأ يتعلم الرجل " لكن إلى أي مدى ترجمنا هذه
المعاني الرائعة من خلال أساليب تربيتنا لأبنائنا ؟وكيف تعاملنا مع خطأ الصغار ؟.
الذي نلاحظه في الواقع أننا نجعل من الخطأ فرصة لإحباط الهمم وتحطيم المعنويات والتنقيص من المخطئ وسحب الثقة منه..وأهم دلاله على هذا استشراء "الخوف من الخطأ " في حياة الناس ....فالطفل يخاف من الوقوع فيه لأنه يدرك العواقب والحرمان والشتائم التي تنتظره......
وينشأ الطفل وهو يستحضر الشعور بالخوف الطفو لي من أمه التي تصيح في وجهه كلما أحدث بلبلة والمدرس الذي يهدد بالعلامات والتنقيط كلما رأى من الطفل ما لا يعجبه ..هكذا ينشأ الطفل وفي ذهنه الصورة المحبطة والعقابية لهذه الشخصيات المربية ،صورة ترسخ في عقله الباطن (اللاوعي ) وتوقف عملية الانطلاق والإبداع في حياته وتسحب منه تحمل المسؤولية واستشعارها .بهذا الشعور يكبر الطفل وتكبر معه سمات التهرب من المسؤولية وإلقائها دوما على الغير ولسان حاله يقول "لا علاقة لي بما حدث""لست مسئولا عن الخطأ،هو السبب !!"
ركزي على السلوك ولا تقيمي شخصية الطفل :
إن الخطأ الذي يرتكبه المربون في تعاملهم مع خطأ الطفل أن تدخلهم لا يجعل من الخطأ هدفا وإنما توضع شخصية الطفل في ميزان التقييم وتتعرض غالبا للإهانة:
"اصطدمت بالحائط أنت أعمى " "تبولت على فراشك أنت قذر"
"أخطأت في حل الواجبات المدرسية أنت غبي " "أخذت قلم زميلك في الفصل أنت لص "
ماذا نعرف نحن عن دوافع السلوك عند الطفل حتى نسمح لأنفسنا بتقييم سلوكه؟! وهل هكذا نصلح الخطأ ؟!! قد يكون سلوكا عابرا فنرسخه بتدخلنا وقد نترك بصمات مؤلمة في نفسية الطفل تنمو معه وقد لا يتخلص منه طيلة حياته .
تعاملي مع الخطأ بشكل إيجابي بدلا من أن تلعني الظلام أشعلي شمعة
أعيدي الثقة للطفل بعد الخطأ فالثقة دائما هي العلاج المهدئ .. اسألي نفسك عندما يخطأ الطفل هل علمته حتى لا يخطأ ؟
علميه تحمل مسؤولية أخطائه ليكتسب مهارة التحكم في الذات . .. أشعريه بعواقب الخطأ حتى يتولد لديه الرغبة في تغييره .
كوني بجانبه وشاركيه إحساساته لتمارسي توجيهك بشكل إيجابي . .. ابتسمي وأنت تشعريه وتقنعيه بالخطأ .
افصلي الخطأ عن شخصية الطفل فلا أحد يحب أن يعرف بأخطائه الآخرين . ..لا تخيفيه من الفشل وعلميه فن النهوض من جديد .
لقنيه فلسفة "الفشل خبرة " "أخبريه أن أديسون الذي اخترع الكهرباء أجرى أكثر من ثلاثة آلاف محاولة (فاشلة) قبل أن يتوصل لاختراعه"
أبرزي قدراته التي تخوله النجاح في المحاولات المقبلة . .. لا تيأسي من طفلك مهما تكرر خطؤه.
بشريه لتجعلي منه إنسانا متفائلا : فالتفاؤل يقوي الإرادة الذاتية .أنصتي إليه بتمعن واهتمام ليتفهم أصل الخطأ .
تأكدي أن الحب والتسامح والابتسامة أقوى من الغضب والانفعال . ...تدخلي فقط بعد تهــــدئـــــتــــــه.
.jpg)
العرض العادي
