عندما نكون في جلسة رجال .. ويكون محور الحديث عن الفتيات .. دائما يكون الأمر منصبا على جمال الخلقة ..



أقصد الجمال التقليدي للوجه .. عينان واسعتان .. أنف صغير .. شفايف جذابة .. شعر ناعم .. بشرة بيضاء



بعض الرجال يعتقد أن وجه الفتاة إن لم يكن به علامات الجمال فما عداه من أعضاء الجسم لا يجدي نفعا ..



أنا أقول : أن هذا ليس قاعدة .. خاصة لمن لا تملك الوجه الحسن .. لا أقول ذات الجمال العادي .. بل تلك التي لا يوجد في وجهها ما يلفت انتباه أي رجل .. فبعض الفتيات عوضهن الله جمالا في الجسم بديلا عن جمال الوجه ..


لكنهم يقولون : يا أخي !! وجه المرأة الجميل هو بوابة العبور لقلب الرجل ومنه يتمتع بباقي جسدها ..




في رأيي هذه نظرة ضيقة لمواطن الجمال في المرأة .. وحتى لو لم تمتلك المرأة الوجه الحسن ولا الجسم الممشوق .. تستطيع المرأة أن تملك قلبه فيعشقها ويعشق جسدها ..




إن الجمال المعنوي في الحقيقة له القدرة على العيش والاستمرار أكثر من الجمال الجسدي .. ورب فتاة لا تملك من الجمال أقل القليل .. ولكنها تملك قلبا طيبا .. وروحا حنونة .. ولطفا في المعشر .. وجاذبية في الأخلاق والأدب .. وربما كانت فاتنة في رقتها أو في مرحها .. تستولي على قلوب الرجال .. أكثر من فتاة رائعة الجمال .. ولكنها تملك معه وجها عبوسا .. وأخلاقا فضة .. وبراعة في الغطرسة .. أو كانت صندوقا مقفلا مليئا بالكآبة لا يستطيع أحد فتحه لأنه اتخذ شعار العناد ( يا أنا يا أنت في هذه الدنيا !! ) .. أنا متأكد أن 100 % من الرجال سيكرهونها رغم تفوقها الجسدي .. ويميلون للأخرى ..


يقال أن المرأة تحب أخلاق الرجل ومن ثم تعشق جسده كترجمة لحبها إياه .. أما الرجل فيعشق جسدها أولا ومن ثم يحبها ..


لكن أنا كرجل أخالف هذه النظرية في الجزئية المتعلقة بالرجال .. أقول : أن الرجال أيضا يمكنهم أن يعجبوا بأخلاق فتاة فيعشقون جسدها كتعبير عن الحب ..



تخيل أن ترتبط مثلا بفتاة مرحة ( لا أعتقد أنه يوجد رجل يكره هذا النموذج إلا إذا كان كتلة من العقد ) ستسعد معها على الإطلاق .. إنها في رأيي أنثى تحمل من صفات الرقة واللطافة الشيء الكثير .. إنها الفتاة التي اتخذت من زوجها صديقا لها .. لا يهمها تلك الاختلافات بين الرجال والنساء .. كل ما تعرفه هو أنها تريد أن تستمتع مع زوجها .. هي فتاة بالتأكيد طيبة القلب وحنونة .. صادقة معه .. متعاونة .. تملك من حلاوة الحديث ما يجعله يتعلق بها .. ولأنها مرحة هذا يعني أنها كتلة نشاط متدفقة .. تستطيع أن تقوم بالبيت وتكون سيدته ..


ولكن !! ولكن !! ولكن !!



عندما يدلف الرجل إلى مخدعه .. ويحتاج أن يجدد نشاطه .. ويريد قدرا من المتعة والتعبير عن عواطفه .. لا يجد ذلك الوجه الحسن .. ولا القوام الجميل ..




ماذا سيحدث سيقول : أنصار الجمال الجسدي بنظرتهم الضيقة : ( الله يعينه عليها .. بيغصب نفسه ) ..




الحقيقة .. هذه الفتاة .. هي هوى قلب زوجها بما تملكه من نقاط قوة .. عندما تجدها تحاول إرضاءه في الفراش .. وتتفنن به .. وتدله على رغباتها دون خجل .. وتتمتع معه .. وقبل كل شيء عندما تصبح أسيرة قلبه بأخلاقها الحلوة ..




فكيف عندها لا يرتفع معدل رغباته الجسديه .. وكيف لا يصل إلى قمة المتعة .. وهو يعلم يقينا .. أن الحب هو سيد الموقف ..




لا .. أبدا .. جمال الوجه ليس مقياسا لحب الزوجة أو عشق جسدها .. العشرة الجميلة بينهما هي الحكم ..




أتحفوني برأيكم للامانه منقول