بعض الناس تجده في بلده طيب الخلق، حسن المعشر، رائعاً في معاملته، صادقاً في كلامه، محافظاً على تعاليم الدين، لكنه إذا سافر تغيرت أحواله وأصبح إنساناً آخر يختلف عن ذلك الإنسان الذي كان قمة في كل شيء، وسبحان مغير الأحوال، حيث ينقلب رأساً على عقب بعد أن كان مثلاً يحتذى به، فالفرائض يتساهل فيها، والمعاملة للآخرين تكون سيئة، والكذب يصبح سمة من سماته، ولسانه الذاكر يكون ماكراً وبذيئاً، وتجده كثير المشاكل مع من حوله، متساهلاً في عمل المنكرات، ميالاً للشهوات، خاصة إذا كان سفره خارج المملكة.
وكم من شخص أساء لبلادنا حفظها الله بسبب سوء تصرفاته التي لا تعكس صورة المواطن السعودي المعروف بالخلق الحسن، والأدب الجم، والمحافظة على القيم النبيلة، وإن كانت كل بلاد فيها من يكون هذا حاله، وهذا بلا شك إنسان لا يستحق الاحترام، وليس جديراً بالحب والتقدير، وشخص أساء لنفسه أولاً ثم لبلده لأن البعض وللأسف الشديد يحكم على البلد من أهله حتى لو كان شخصاً واحداً وكل يذكر ما واجه، وإن كانت البلدان لا يحكم عليها بشواذها.
فيا ترى ما الذي جعل فلاناً من الناس يكون في أحسن أحواله في حال استقراره في بلده وإذا سافر انقلب على عقبيه وأصبح وحشاً، وإنساناً شرساً سيئاً في كل شيء؟ هل هي المجاملة لأهل بلده وجيرانه ومن يعرفهم لحاجة في نفسه، ويكون الأمر مجرد غش وخداع فالظاهر الصلاح والباطن الفساد وقلة الحياء؟ أم إن ضعف الإيمان، وتسلط الشيطان عليه سبب رئيس في ذلك !؟ لاشك أن هذه الأفعال تدل على ضعف الإيمان، وعدم الخوف من الله، وعلى اللؤم، وعلى الميل للدنيا وشهواتها وملذاتها ومن كانت هذه أحواله فليس جديراً بحب الناس، وسوف يكون عرضة لعقاب الله سبحانه وتعالى الذي لا يحب المخادعين وكل خوان أثيم، والذين يظهرون خلاف ما يبطنون.
فلنكن خير سفراء لبلادنا باحترام الآخرين، والمحافظة على القيم النبيلة، والأخلاق الحميدة في كل مكان داخل البلاد وخارجها، ونطع ربنا في سرنا وعلانيتنا، وفي سفرنا وحضرنا، ونقض إجازتنا بما أباح الله لنا، مبتعدين عن كل ما يغضب الرب جل وعلا.