لكم أيها الأحبة أن تتخيّلوا ردَّة فعل الرجل الأول عندما سمع من الرجل الثاني ذلك الجواب والقياس الباطل ..
ولكم أن تتخيَّلوا الانطباع الذي تولَّد لديه تجاه عقلية ذلك الرجل ومستواه الفكري ..
كم من مرة واجهك مثل هذا الموقف ..
وكم من مرة تعاملت مع ذلك النمط من الناس ممَّن يحملون مثل تلك العقلية وذلك المستوى الفكري ؟! ..
لا شك أنهم كُثر أولئك الذين يحملون مثل تلك العقلية ..
والناس في كيفية تعاملهم وتصرُّفهم مع مثل تلك النوعية على أصناف ..
فصنفٌ سيبذل قصارى جهده لإيضاح الفارق البيَّن بين الباءين ..
وأن القياس باطل ولا صحة فيه بل لا قياس أصلاً ..
وقد يُجدي ذلك نفعاً وقد لا يُجدي ..
وصنفٌ يرى أن شخصاً هذه هي عقليته وهذا هو مستوى تفكيره ..
لا يستحق حتى عناء الدخول معه في جدال لتوضيح الفرق الواسع الشاسع بين الباءين ..
وبالتالي سيتجاهله تماماً ويغض الطرف عن ردَّه وكأنه لم يقل شيئاً ..
وصنف بين بينين .. فقد يحاول لمرةٍ أن يُبيَّن له ويوضِّح خطأه في القياس ..
فإن اقتنع ورضي وتراجع فبها ونعمة .. وإلا حيث ألقت رحلها أم قشعم ..
أن يُخطئ شخص .. فهذا أمرٌ وارد جداً .. نظراً لطبيعته البشرية وجبلَّته .. ومن منا الذي لا يُخطئ ؟! ..
والإشكال لا يكمن في كون الشخص أخطأ ..
بل الإشكال كل الإشكال والمصيبة كل المصيبة تكمن في الإصرار
على ذلك الخطأ والمناكفة والمشاغبة حتى بعد البيان والإيضاح ..
والأسوأ من ذلك كله .. ومن أبشع ما يُمكن أن يحدث لأيٍ منا ..
أن يُتهم من يُريد التصحيح والإيضاح والإصلاح في نواياه .. ويُظن فيه أسوأ الظنون ..
والنوايا والسرائر أمور لا يعلمها إلا رب الأرباب جلَّ في عُلاه ..
وليس لأحدٍ سواه أن يعلم ما في خواطر الناس وسرائرهم وما هي نواياهم وما يعتلج صدورهم ..
أيها الأحبة الأكارم الأفاضل :
نعم .. هناك باءان ..
تبدوان للوهلة الأولى مُتشابهتان حدَّ التطابق بل هما كذلك بالفعل ..
بيد أن الفارق هو أن إحداهما تجر ..
والأخرى لا تجر ..
وسواء كانت بائي هي التي تجر أو باؤك هي التي تجر فإن ذلك لا يهم ..
المهم أن يعي كل واحدٍ منا أننا نعيش بين باءين ..
وأن إحداهما تجر والأخرى لا تجر ..
*