في يوم من أيام ألعطله الصيفية كنت أسافر مع أسرتي
وكان عمري حينها ستة عشر عاماً.
إلي مدينه بعيده ونريد أن نقضي بعض أيام الصيف
مع أقاربنا .التقيت بفتاه هناك في القطار الذي كنا
نركبه معا وكانت وجهتنا واحده وهي من نفس عمري.
أحسست إن هذه الفتاه تحرك فيني بعض الأشياء
لا ادري ماهو الشي الذي يعجبني ويشدني إليها...
لكني أحسست أني لا استطيع آن ارفع عيني عنها
اختلس إليها النظر وأتعمد أن أتحرك هنا وهناك
وكلما ذهبت إلي منطقة أجد نفسي انظر إليها
وبعد أن قطع القطار مسافة ابتداء الناس يتحدثون
مع بعضهم فتسمع ضحكات هنا وحديث هناك
وانا شارد الذهن انظر إلى تلك ألساحرة التي لم
تدع لي مجال للتفكير في غيرها وكنت أتمنى
أن يظل القطار في سيره دون توقف .
كنت أنظر إليها لكني أحسست باني لا أراها.....
كنت انظر إلي روحها كانت إنسانة شفافة..
تستطيع أن تتخللها بنظراتك!!
لترى حلاوة روحها
تأثرك نظراتها وتاخزك بعيدا عندما تلتقي عيونك
مع عيونها وغمضت عيني وانا مجهد أعاند نفسي
حتى لاتنقطع نظراتي منها فاحثثن بها تقترب مني
وهي مبتسمة
قالت :هل سوف تذكرني عند فراقنا
فقلت: وهل يعني بعد المسافة فراق
قالت: هل تشتاق إلي إذا غبت عنك
فقلت: أن غابت عني نفسي سوف
اشتاق إليك.
قالت : مني تحث بغيابي
فقلت :تغيبين عني عندما لايقع بصري
علي شي وتكون عيني مفتوحة
قالت :متى تلقاني
قلت:عندما تكونين بقربي أو بعيده
تبسمت وهزت رأسها!!!!
ثم أردفت قاتلة ماذا أصابك؟؟؟؟؟
فقلت :الجنون :
وعندها فتحت أعيني علي صوت
الضجيج قرب المحطة
وكنت تلك هي مدينتا التي نقصدها
ويا للأسف!!!
وصلنا!!
وانا أتمنى أن لا يتوقف
القطار سوف أترك روحي وانزل
بلا هدف
ستظل روحي معلقة بهذا القطار .
وبعد أن استقر القطار في المحطة
نزلت في نفس المدينة وأصبحت مدينة
الأحلام .. ودار حوار آخر في نفسي
فقلت :هل أجدها مره أخرى
هل استطيع أن أنساها
هل هي من سكان هذه المدينة
أم تريد الزيارة مثلي لأقاربها
كثرت التساؤلات في نفسي
وكانت قد أخزت طريقها مترجلة
من المحطة ويا ليتني لم أراها
خطفت ماتبقي مني مع خطواتها كانت
فارعة الطول. كثيفة الحواجب. طويلة الشعر
واسعة العينين. طويلة الرموش. كاحل طرفها
مستقيمة الأنف. وفمها صغير. مفرقه الأسنان
وناصع بياضهن .طويلة العنق
نحيفة في خصرها. مكتظة الإرداف
عالية الصدر.. وتبين من مشيتها نعومة جسمها
فعندما تحط قدمها تحث يانها تحتضن
المداس... برجولها ويهتز جسمها هزه خفيفة
مع حركة أرجلها .كانت ترتدي تيشيرت
اسود يعكس بياض جسمها الشديد وببطال
جينز كبدي اللون .وتحمل حقيبة في يدها
أليسري وقلبي في يدها اليمنى ...
مرت من أمامي وانا انظر إليها في ذهول
ودهشة لم استوعب شيئا هل هي من الملائكة
ام هي بشر مثلنا .لم أجد الإجابة أفقت من الدهشة
علي صوت ينادي باسمي وكان هذا أخي الأكبر
يدعوني للركوب لنذهب إلي بيت قرايبنا .
فركبت وانا شارد الذهن مشتت الأفكار
وكنت كل يوم احضر إلي المحطة ..صباحا
لأرى المسافرين ربما تكون معهم
وابتدأت اندب حظي وأغالط نفسي وألومها
لماذا لم أتحدث إليها كم كنت غبيا ليتني أخزت
عنوانها أو حتي عرفت من أي مدينه هي .
وبعد أن قرر أهلي السفر وكنت لا أريد
أن أسافر واتركها خلفي دون أن اعرف لها
عنوان.ذهبنا صباحا إلي المحطة
وركبنا نفس القطار الذي أطلقت عليه
اسم قطار الأحلام .كان عدد الركاب قليلا
في العودة .جلست في احد الكراسي المطلة
من النافذة .ابتداء القطار في الصفير إعلانا
بقرب زمن الانطلاق .
فلاح من البعيد هناك أناس مسرعين نحو القطار
وعندما اقتربوا كانت هي معهم نعم لقد وجدتها
مره أخرى وهذه المرة لم اتركها حتي اعرف أين تسكن
وما اسمها وأين تقراء سوف أتعرف إليها لن ادعها
هذه المرة جلست في نفس ألحجره التي اجلس فيها
كانت تجلس خلفي لم استطيع أن أتحدث إليها لمده
احسبها طويلة من شوقي لمعرفتها لم يكن سهلا
علي الحديث إليها فهي مع أسرتها وانا مع أسرتي
وكانت هذه الرحلة من أصعب الرحلات التي مرت
علي استنفدت كل أساليبي التي اعرفها.. وكل الحيل لكن
دون جدوى. لا يمكن التحدث إليها .وصلنا إلي مدينتنا
واستمرت هي في القطار لا اعرف أين وصلت
ولا اعرف ما اسمها. ومن يومها أنا أتردد علي
محطة القطار ابحث عنها علني أجد الحب الضائع
ومازلت انتظر المستحيل ..
تلك هي اجابة عمنا إبراهيم الذي يبلغ من العمر
مايقارب الثمانين عاماً .وكان من المداومين على
الحضور لمحطة القطار يوميا مما أثار فضولي لاسألة
عن سبب حضوره اليومي إلي المحطة
العرض العادي
