saryup ..:: مبدع و مميز ::..

موضوع قرأته فأعجبني ، واحببت ان انقله لكم لأمتعكم كما استمتعت .
أحدهما يراعي زوجته في مرضها.. وآخر يرفض الزواج بعد موتها
"الزوج الوفي".. رجل نادر يتنازل عن شهوته ويقاوم ضغوط المجتمع





ريم سليمان– دعاء بهاء الدين– سبق- جدة: ما أجمل أن يتحلى الرجل بالوفاء مع شريكة حياته، ويتقاسما معا العيش بحلوه ومره، ليجسدا معاً أسمى معاني الحب والتقدير دون مقابل، فدائماً ما كنا نقف على قصص نساء ضحين بحياتهن لخدمة ورعاية أزواج على فراش المرض، وكأنه من الأمور التي كانت تختص بها المرأة دون الرجل، لكننا رأينا أن الوفاء لا يتعلق بجنس أو نوع، بل هو معنى جميل يتشارك فيه الزوجان معاً، بل أحياناً يتفوق الرجال ويرسمون أسمى معاني التضحية.

"سبق" ترصد قصصاً لرجال أوفياء ضحوا بحياتهم من أجل إسعاد الشريك الآخر.

تعانق أرواحنا

في البداية تحدث "أبو خالد" لـ"سبق" قائلاً: وهبني الله زوجة صالحة، فكانت نعم الزوجة والحبيبة والصديقة الوفية، فاحتملت تغيبي عن المنزل، وتحملت أعباء تربية الأبناء، ولم تكلفني فوق طاقتي، مضيفاً أنها كانت تتحمل عناء السفر يومياً إلى إحدى القرى لتؤدي عملها كمعلمة، لتساعدني في نفقات الحياة.

وبنبرة حزن تابع حديثه: في إحدى المرات، وفي يوم مشؤوم تعرضت زوجتي لحادث مروع، أقعدها عن الحركة، وأصبحت حبيسة كرسي متحرك.. مشيداً برفيقة عمره قال: كانت زوجتي شمعة متوقدة تضيء جنبات المنزل بنشاطها وروحها الجميلة، التي هونت على عذابات الحياة، فتوحدت معها في مرضها.

وأبدى تعاطفه معها قائلاً: كنت أستمع لأنين بكائها في منتصف الليالي، عند شعورها بالعجز عن رعاية البيت وتلبية احتياجاتي الزوجية.

وقال: شعرت بتجدد حبها في قلبي، وآثرت مساعدتها في محنتها، فشمرت عن ساعدي، وبدأت في إنجاز أعمال المنزل، وأعددت الطعام لأبنائي، وذاكرت لهم. مبدياً سعادته برعايته، ورفض الاستماع لنصائح أصدقائه بالزواج مرة أخرى، وقال: لم أستمع لنصائح أصدقائي بالزواج مرة ثانية والتخلي عن زوجتي. وعبّر عن سعادته بحياته مع زوجته، وقال: آثرت البقاء مع زوجتي واستمتع برعايتها وأبنائي، ويكفيني أن أقبل جبينها الوضاء قبل الخلود إلى النوم، وتعانق أرواحنا بعضها البعض في لحظة صفاء نادرة الوجود.

منحتني الحياة

وعبّر "أبو عبدالله " عن حبه لزوجته قائلاً: زوجتي امرأة رائعة تحبني وتبذل قصارى جهدها لإسعادي، تغمرني بالحب والحنان وتسدي لي نصائحها الرقيقة، ودائما توصيني بتقوى الله.. مبدياً رضاه بقضاء الله، وقال: أراد الله ألا تنجب زوجتي، وعندما علمتْ بذلك توسلت إليَّ والدموع تغمرها أن أتزوج من فتاة مناسبة؛ كي أنجب أطفالاً تقر بهم عيني. ورفض اقتراح زوجته، وقال: لم أوافق على رأيها واكتفيت بها عن العالم.

وتابع: لم ترض أسرتي عن سعادتي، فهاجموا زوجتي، وكان الهمز واللمز يرافقها في كل زيارة لهم، مبدياً استياءه من أفعالهم، وقال: كنت أتصدى لكلماتهم المسمومة التي تدمع حبيبتي؛ لأنها عندي أغلى من العالم.

وقال: في إحدى المرات أعطتني زوجتي صورة فتاة صغيرة، وسألتني عن رأيي فيها، وطلبت مني أن أتزوجها، ورفضت عرضها بشدة، قائلاً: لم أستجب لمطالبتها المستمرة لي بالزواج.. مبدياً سعادته بالحياة معها، وقال: أشعر أنها زوجتي وصديقتي، بل ابنتي، بضحكتها البريئة التي تشعرني بالأمان في حياتي.

أنفاسها معي

وبنبرة حزن تحدث "أبو نوف" لـ"سبق" قائلاً: توفيت زوجتي منذ ستة شهور، ومنذ ذلك الوقت فقدت معنى الحياة، وشعرت أنني جسد يتحرك بلا روح. معبراً عن فقدانه لزوجته، وقال: أرجاء البيت تحمل عطرها، تنبض بوجودها، عندما أدخل إلى غرفتنا أشعر بلمساتها وضحكتها الرقيقة في استقبالي عند عودتي من العمل.

وقال: نصحني الأهل بالزواج من امرأة مطلقة أو أرملة كي ترعى أبنائي، بيد أنني لا أتخيل وجود امرأة أخرى غيرها في حياتي، فصوتها معي وصورتها في قلبي، معرباً عن سعادته برعاية أبنائه، وقال: أوصتني زوجتي برعاية أبنائي قبل وفاتها، وعاهدت نفسي على تربيتهم ورعايتهم، حتى يحققوا أقصى درجات النجاح عملياً وإنسانياً.

أشتاق لعطرها

وتحدثت إحدى الشخصيات المشهورة في مجالها – تحتفظ "سبق" باسمه - قائلاً: مازالت أصداء صوتها تهز كياني، ومازالت أنفاسها معي.. ولم يتمالك دموعه واستكمل حديثه: أشتاق لعينيها فأحتضن ابنتي الكبرى التي تشبهها بدرجة كبيرة، وأشتاق لعطرها فألمس ملابسها معلناً رفضه لفكرة الزواج مرة أخرى، وقال: قطعت العهد على نفسي بعدم الزواج بعدها، ورعاية بناتي، وصممت أذني عن توجيهات الآخرين وإشفاقهم عليَّ بضرورة الزواج من امرأة لترعى بناتي. وحمد الله على استكمال رسالته، وقال: في كل مرحلة بعد وفاة زوجتي أتذكر كلماتها المشرقة، وبفضل الله وفيت بعهدي حتى تخرجت ابنتي الصغرى في الجامعة.. وأبدى تأثره يوم زفاف ابنته الكبرى، وقال: شعرت بروح زوجتي تحلق معنا في هذا اليوم، واجتاحتني الدموع، وأنا أحتضن صورتها.

عملة نادرة

تحدث مدير رعاية الشباب في محافظة "جدة" وعضو مجلس منطقة مكة المكرمة سابقاً صالح الدعيجي عن حياته بعد وفاة رفيقة عمره التي عاش معها أكثر من 30 سنة، ووصفها بالزوجة الوفية المخلصة المربية، وقال لـ"سبق": تركت زوجتي فراغاً كبيراً في حياتي، عشت معها أكثر من منتصف حياتي، لكنها تركت لي أبنائي الأربعة.

واستكمل حديثه قائلاً: كل شيء يذكرني بها، أراها صورة أمامي في كل مكان، ودائماً ما أتذكرها وأنظر إلى الجانب المضيء في حياتي، والذي ارتبط دائما بالوفاء، مؤكداً أن الوفاء ليس من العملات النادرة في المجتمع، ورأى أنه من الظلم وعدم الإنصاف أن ننظر للرجل الذي يتزوج بعد وفاة زوجته بالخيانة أو عدم الوفاء، فأي إنسان في حاجة ماسة إلى ونيس تستمر معه الحياة، وقال: الرجل لا ينسى زوجته الأولى، حتى وإن تزوج، بل دائما يتذكرها في خلوته ونومه، فالعشرة من الصعب نسيانها.

وبسؤاله عن رغبته في الزواج بعد وفاة زوجته أجاب قائلاً: لم أفكر في الزواج، ويكفيني أن أرى زوجتي في وجوه بناتي. مؤكداً أن بر الأبناء من العوامل المهمة جداً بعد فقدان الحبيب، موضحاً أنه من الصعب على رجل أن يتزوج بعد الستين، لأنه إذا تزوج بعشرينية شابة فسيجني عليها، أما إذا تزوج في مثل عمره أو أصغر بعض الشيء فسيحتاجان معا إلى ممرضة تساعدهما على استكمال الحياة، ولذا فمن الأفضل أن يكتفي بأبنائه ويرضى بحكم القدر.

معالم الرجولة

وعن دور الأسرة في غرس قيم الوفاء في الأبناء قال المستشار الأسري والنفسي دكتور خالد الصغير: إن هؤلاء الرجال شاهدوا الوفاء في واقع حياتهم بين والدهم ووالدتهم، ولمسوا أثره في المشاعر والأحاسيس يوماً بعد يوم، فانعكست عليهم معانيه ليطبقوه ويعملوا به دون النظر لكل ما يقال عنهم من تقليل لشأنهم وشأن ما اكتسبوه، موضحاً أن الرجل الوفي نشأ في كنف أسرة مستقلة علمته أن معالم الرجولة الحقيقية في الاعتراف بالأنوثة والنظرة الكاملة لا القاصرة لها، فرسمت له طريق التربية الصحيحة المستقيمة، ودربته على احترام المرأة، واحترام كينونتها، ومحاولتها إلمامه بكل ما لها وما عليها من ضوابط وحقوق وأنظمة.

وأضاف أنه سينتقل في ممارسة التعامل مع المرأة من داخل المنزل إلى خارجه، ليقدم لنا نجاحاً محققاً ونموذجاً فريداً يحتذى به من الجميع، وقال: إن هذا الابن اهتم بصغائر الأمور، كتوصيل أخته للمدرسة أو للسوق أو التنزه في الحديقة، فيلبي ما تتوق له نفسها من شراء حاجيات تتزين بها، والأمثلة على ذلك كثيرة.

معاني راقية

وتابع: إن هذا الابن استوعب تلك المعاني السامية الراقية؛ لتكون له منهجاً صحيحاً ممتداً يسير عليه بعد زواجه مع زوجته، فيصبح نعم الرفيق لها والصاحب، ونعم المعشر في حياتها، ومرضها، وحتى بعد وفاتها، واصفاً إياه بـ"الرجل النادر" الذي تروى قصته للأجيال، وانتقد المجتمع الذي يحصر الرجل في دائرة ضيقة، ويصدمه بأمور لا تتناسب مع منهجه وطريقته في التعامل مع زوجته.

ولفت إلى أن بعض الرجال ينساقون خلف الكلمات الرنانة، فينزلقون إلى المغريات التي يسيل منها اللعاب، وقال: بعضهم يغرد خارج سربهم، ليدخل في مرحلة جديدة في عمره، لم ينشأ عليها في الأصل، ليبدأ التفكير بالعودة لمرحلة الشباب، ويبحث عن فتاة صغيرة تعوضه عن سنوات الضياع التي ضاعت في وفائه لزوجته المريضة أو زوجته الراحلة! وأبدى أسفه لانتقال بعض الرجال لحالة العصيان الزوجي والتمرد الذاتي على قانون تربيته.

سمات الوفي

من جهته، أوضح استشاري الطب النفسي الدكتور علي الزائري أهم سمات الرجل الوفي، وهي الصدق مع النفس ومع الآخرين، والإخلاص في المشاعر، والالتزام بالعهود مع المحبوب، فالرجل الوفي يحب روح زوجته ولا يهتم بالجسد فقط، فقلبه لا يقبل غيرها ولا يستطعم الحياة بدونها، فحبه لزوجته غير مشروط إذا أنجبت أو لم تنجب، فالقلب الصادق لا يحب اثنين.
وبيَّن أن الزوج الوفي يشارك رفيقته في الأفراح والأحزان في الصحة والمرض، وربما يعشقها خلال مرضها أكثر من أيام صحتها لحبه العميق لها، ولذا تراه يفضل العيش على ذكراها، ويجد صعوبة في العيش مع غيرها.

وأفاد بأنه في كثير من الأحيان تضغط الأسرة والمجتمع، ويطالبون باستبدال الزوجة أو الزواج عليها إذا تأخرت في الإنجاب أو مرضت، على اعتبار أنه حق من حقوقه، لكن الرجل الوفي لا يستجيب لهذه الضغوط، وقد يتحمل اللوم بسبب تمسكه بزوجته.

وقال: لا نستطيع اعتبار هذا الرجل استثنائيا، كما لا نستطيع القول إنه يوجد في كل منزل، مشيراً إلى أن تربية الأبناء لا تشبع الرجل عاطفياً، لكنه يشعر بالرضا والقناعة ويحترم ذكرى زوجته، وهناك فترة زمنية يستطيع الرجل أن يتنازل فيها عن شهوته.

المخزون الجميل

وقال الكاتب ثامر الميمان إن الوفاء لا جنسية ولا جنس له، فهو المخزون الجميل والجانب المضيء لحياتنا، ليبقى شعلة ضوء على الرفيق الذي افتقدناه، مشيراً إلى أن هناك آباء رحلت زوجاتهم وتسلموا قيادة الأسرة بهدوء، ومنهم من تزوج بأخرى لتعيد للمنزل اتزانه، وكانت "بنت حلال" وافق عليها كل أفراد الأسرة، لكن بعضهن للأسف جعل المنزل حالة من التعب والبكاء والصراخ.

وتحدث عن أمهات توفي أزواجهن فأصبحن الأب والأم، ومارسن حياتهن في راحة وتعب، وسهرن على تربية الأبناء، مؤكداً أن الوفاء لا مواصفات له، والمهم أن يُبقي كل طرف في ذاكرة الآخر أجمل الأشياء، وكأنهما مازالا يأكلان بالصحن نفسه، ويتقاسمان الرغيف نفسه.

الـ ع ـنود ..:: مراقبة عــامه ::..

الوفاء سواء كان من طرف الزوج أو الزوجة
فهو أمر عظيم و صفة محمودة بين البشر
أصبحت عملة نادرة في زماننا
و لكنها لا زالت موجودة بالرغم من كل شيء

أخي ساريب
طرح قيم كالعادة
مبدع دوما و مميز في اختياراتك
أنحي قلمي اجلالا و توقيرا لكلماتك الراقية
دمت بهذا العطاء و التميز
لا عدمنا جديدك
و بانتظار روائعك القادمة
خالص احترامي و تقديري
مع شكر بلا حد

ينقل للأنسب : دليل عش الزوجية

мαηηαя ..:: مشرفه دليل العام ::..

:111:

حروفك كآنت مختلفه في كل شيء
في أحسآسهآ الجميل ..
وطرحهآ الرآئع ..

توقيع
طيب الفال ..:: كـــ vip ــــبار الشخصيات ::..

كلمات رااائعة وما اجمل الوفاء في الحياة الزوجية

اشكرك saryup على طرحك الراااقي

توقيع


ميمي التميمي ..:: مراقبة عــامه ::..

ابدااااع راقي..

وفي منتهى الروعه والجمااال

كلمااااااااات من ذهب..


ومعطرة بعطور ساحرة..


لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا


توقيع
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية