بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
&&&&&&&&&
قد يتبادر إلى الذهن أن أبخل الأزواج هم هؤلاء الذين يقترون على زوجاتهم في الإنفاق ، ولكن هؤلاء في حقيقة الأمر هم أهون على نفس الزوجة من الزوج الذي يبخل على زوجته بالكلمة الطيبة ، وبكلمة الشكر وكلمة الثناء ، إن أبخل الأزواج هو الزوج الذي يضن على زوجته بكلمة طيبة تجعلها تشعر بتقديره لها واحترامه لشخصها ، وليس ذلك فقط الذي يضن عليها بماله ، وقد تحتمل المرأة البخل المادي ولكنها لا تستطيع طويلاً احتمال البخل المعنوي.
والحقيقة أن بعض الرجال يستكثرون على زوجاتهم كلمات الشكر والتقدير والثناء ويكيلونها لغيرهن بغير حساب ، فالزوج الذي يعود من عمله ظهراً أو ليلاً فيجد بيته نظيفاً ومخدعه مهيأ وزوجه قد تزينت له بأحسن ما عندها وأعدت له طعاماً يحبه وظلت لساعات تنتظر أوبته فيدخل عليها ولا يلقي بالاً إلى شيء من ذلك .. فلا كلمة شكر على طعام ولا ثناء على جمال ولا تقدير لجهد بذل في تهيئة البيت . إن هذه الزوجة لن تكلف نفسها هذا الجهد على المدى الطويل ، وستدخل الحياة الزوجية في مسار آخر لا تحمد عقباه بسبب عدم مبالاة هذا الزوج وموت مشاعر التقدير عنده.
وقد يرتبط عدم التقدير عند الزوج بالغيرة مثلاً من الزوجة إذا كانت الزوجة موظفة وناجحة في عملها أو أنها أصبحت صاحبة اسم وشهرة في المجتمع في الوقت الذي لم يسمح نوع عمل الزوج أو إمكاناته بشيء من هذا النجاح أو الشهرة التي حققتها زوجته ، وهنا تثور دوافع لا شعورية في نفوس بعض الأزواج فيشعرون بالغيرة من نجاح زوجاتهم ، وتحت إلحاح الخوف بأن نجتح الزوجة خارج البيت قد يجعل سلطانها في البيت أقوى من سلطانه بل قد يرى أن نجاحها نفسه طعن في رجولته فيبدأ ، ربما لا شعورياً أيضاً ، في تجاهل هذا الدور الذي تقوم به خارج البيت فلا يقرأ ما تكتب إن كانت كاتبة ، وإن قرأ صمت أو علق بكلمة ساخرة ولا يهتم بترقيها في علمها وحب مرضاها أو تلميذاتها لها إن كانت طبيبة أو مدرسة... الخ.
يبدأ هذا النوع من الأزواج بزرع الأشواك داخل البيت من خلال استخدام (( سلطة الزوج)) بتعسف ومضايقتها بالتدقيق في المطالبة بحقوقه الزوجية وعدم التسامح على التقصير في التوافه واختلاق الأسباب وإشاعة التوتر داخل البيت لعرقلة مسيرة الزوجة في خدمة المجتمع الذي بدأت تشعر بتقديره لها وبتقدير كل الناس لها إلا أقرب الناس إليها زوجها فقد بخل عليها بكلمة شكر أو تقدير أو ثناء!.
ولا تشعر المرأة بالقهر والاضطهاد في حياتها قط كما تشعر به في مثل هذا الموقف ، لأن شعورها بتقدير زوجها لها أهم عندها من تقدير الناس أجمعين ، ولو خذلها كل الناس ووقف إلى جانبها زوجها يعضدها ويشد من أزرها لما هانت ولا استكانت ولمضت في طريقها لا تلوي على شيء ، ولكن عندما يخذلها زوجها قد تنهار من الداخل أو تتصدع فلا تقوى على الاحتمال فيتسبب هذا الزوج غير السوي في تشتت أسرة وخسارة مجتمع ثمناً لعدم ثقته بنفسه ولأنانيته.
لو عرف هذا النوع من الأزواج إن كلمة تقدير لجهد الزوجة في بيتها أو خارجه تجعلها تصنع المعجزات من أجله وتتفانى في خدمته وإشباع رغباته أولا لما ترددوا في قولها .. ولو عرفوا أن همسة ثناء وإعجاب في إذنها تجعلها تُحيل البيت إلى جنة حب وسعادة وحيوية ونشاط لما بخلوا بها.
*******************
لما خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة قال له (( هي لك على أن تُحسن صحبتها)).
العرض العادي
