قلوب البشر متنوعة
فهناك :
أرواح [ مُتقلِّبة ] :
تشرق حيناً ، وتغيب أحياناً أخرى ..
تهديك باقات من الورد ..
لكنها لا تكلف نفسها عناء انتزاع أشواكها ..
فــما أن تمسك بالوردة النقية حتى تجرح أناملك ،
لكن طيب الرائحة يساعدك على الصبر ..
فتنظر إلى من أهداك إياها ..
وتبتسم له رغم قرصة الوجع في يدك ..
تلكَ الأرواح ضعيفة ..
فلا تبخل عليها بكفك المجروح ..
و أوصلها لنهاية الطريق ..
وكن واثقاً أنها لن تنسى جميلك أبداً ..
فبقع دمك التي لطخت كفوفها لن تزول مهما مرت الأيام ..
أبداً و ستبقى شاهداً على نقاوتكِ !
و أرواح [ متمّلقة ] :
تُتقن أبجديات المجاملة ،
و تتظاهر بأنها أنقى من الماء المُقطّر!
وتدعي بأنك أنت [ أحلى ] الناس
و أرقهم و أعذبهم و أذكاهم و .. إلخ
و تُبدي لك كل الحب ، وتُفخّم جلالتك !
وتجعلك .. أعظم الناس ..
فتصدقها [ بسذاجتك ] ..
و إن كنت تعلم في قرارة نفسك ..
أنك لا تساوي أكثر من [جناح بعوضة]
و أرواح [ طفوليِّة ] :
كالأطفال تماماً ..
حتى لو بلغوا الستين من العمر ..
ابتساماتهم ، و دعاباتهم ،
وفضولهم .. تصرفاتهم ،
وحياتهم ، وألوانهم ..
كلها سمات أطفال !
لا تملك إلا أن [ تعشقهم ]
كما تعشق الأطفال ..
لأنهم الوجه الآخر للبراءة !
ربما تشعر تجاههم بامتنان ..
لأنك معهم تستطيع إفساح المجال لـ [ طفولتك ]
المكبوتة بحرية تامة ..
و لأنك معهم تترك [ هموم ]
عالم الكبار ..
و أكثر ما يريحك أن إسعادهم سهل ..
فابتسامة ولعبة كفيلة بجعلهم يشعرون أن الدنيا كلها معهم
فما أحلى الأطفال !
و أرواح [ طاهرة ] :
تشعر بامتنان عميق نحوها ..
لأنك معها لا تشعر بدونية ،
و في ذات الحين لا تشعر بسيادية ..
لم ينظروا إليك .. نظرة حقد ،
ولا نظرة حسد أبداً ..
لم يرمقوك بغضب ..
وما حاولوا أذيتك في حين ..
بل العكس ..
فهم [ يحتوونك ] بكل دفء الكون ..
ومن جدب روحك ..
يصنعون جنة الأمل ..
تشعر بأن [ صدق ] الدنيا كلها
في أفئدتهم ..
و أرواح [ دافئة ] :
لا تملك أمامهم إلا [ الحب ] ..
فتُحبهم هم ، و تحب قربهم
و أصواتهم و جمالهم ..
تود لو تفديهم بروحك .. و تود لو تستطيع انتزاع كل آلامهم ..
حتى [ أنانيتك ] تحبهم !
و تبقى تدعو و تدعو و تدعو
أن تجتمع بهم في جنات النعيم ..
فهم [ رفاق خيرٍ ] ..
و أرواح [ عادية ] :
ربما .. تسميهم هكذا ..
لأنك لازلت لا تعرفهم ..
لكن لابد أن تكون فيهم بصمة تميزهم ..
فــ [ اكتشفها !
و أرواح [ ساخطة ] :
تكاد تجد بين حروفها رضاً و أملاً ..
اقترابك منها كفيل بزرع
[ اكتئاب ] العالم كله فيك ..
لا يرضيهم شيء ..
ولا يروقهم شيء ..
ولا يكتفون بذلك ..
بل يحاولون جعلك ترى الدنيا
بنظرتهم [ السوداوية ] ..
فــ ابتعد عنهم ..
وابتعد .. ثم ابتعد ..
و أرواح [ مُشفقة ] :
يجيدون فن الإشفاق ..
يشاطرونك البكاء إذا بكيت ..
لكنهم في الفرح لا يستطيعون اقتسام سعادتك معك ..
فهم يُفضلون أن تحتفظ بها لوحدك ..
أولئك .. لهم [ قيمة ] بين مشاعرنا ..
فهم .. عكازنا عندما نصاب بعجز ..
و أرواح [ ...... ] :
لا تستطيع البقاء معهم ..
ليس لأنهم سيئون ..
بل على العكس ..
فهم على خير ما يكون ..
لكنك .. بقربهم ..
تفقد كثيراً من امتيازاتك ..
وتشعر بــ [ تضاؤلك ] ..
و تموت [ شخصيتك ]
وتذبل كل [ أحلامك ] ..
وتشعر بأنك [ تابع ] ..
فتضطر أن تبتعد عنهم
لتعتمد على نفسك ..
رغم أن الكثير يحسدونك على صداقتهم ..
ويعتبرونك [ تدوس النعمة ] ..
قد لا يدركون مغزى فعلك ..
لكن [ لا يهمك ] قولهم فأنت أدرى بمصلحتك منهم ..
وقبل اتخاذ القرار [ استخر ] و [ استشر ] ..
هناك أرواح [ مُحترمة ] :
فلا تستطيع أن تقف أمامهم
إلا بعسكرية ..
رافعاً يديك بالتحية ..
أنت ممتن لهم ..
و أنت تحبهم ..
لكنهم .. قد لا يقدّرون ظرفك ،
و قد يُشعرونك برعب هائل ،
وحيناً و بدون قصد
يبنون بداخلك قلاع من الفشل والإحباط ..
فتخبو شمعتك ، والسبب { هُم }
وتتعدد الأرواح .. فأين أنت في خارطتها ؟؟؟؟
مما راق لي
العرض العادي
