تخدع نفسك اذا اعتقدت ان 6 ساعات نوم يوميا تكفيك

--------------------------------------------------------------------------------


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة




قالى تعالى :

((وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا (1) وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا (2) ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهـــار مبصرا(3) .


قد أثبتت الدراسات النفسية والطبية أن الجسم يستفيد أكثر من ساعات النوم ليلا، وأن ساعة واحدة فى الليل تعادل أكثر من ساعة خلال النهار، وأن السهر فى الليل يؤدى إلى الإرهاق الجسمى والذهنى .

ففى الماضى ، وقبل اختراع المصباح الكهربى لم يكن أمامنا خيارات كثيرة ، فالضوء الصناعى حينذاك كان ضعيفا وغير متاح للجميع. كان الناس يستيقظون مع خيوط الصباح الأولى وينامون بعد الغروب بقليل أو بعد صلاة العشاء عند المسلمين ، وهذا هو الوضع الطبيعى أو الأساسى default mode الذى فطرنا الله عليه وأنزله فى كتابه الكريم


فانه بعد اكتشاف المصباح الكهربائى أصبح الضوء الصناعى فى معظم دول العالم متاحا للجميع على مدار الساعة وأصبحنا نعيش فيما يطلق عليه مجتمع الـ24 ساعة ، مجتمع يقتطع فيه الناس من ساعات نومهم لإنجاز مزيد من الأعمال ولم يعد النوم ليلا هو الوضع الطبيعى عند غالبية الناس .



وليام ديمنت William Dement مؤسس ومدير مركز أبحاث النوم بجامعة استانفورد بالولايات المتحدة يقول إن الناس حالياً ينامون فى المتوسط ساعة ونصف أقل مما كان يحدث منذ قرن مضى ولكن على حساب صحتهم وأمانهم . ويعتقد أننا نعيش فى مجتمع مريض بالنوم sleep-sick society. مجرد نقص ساعة ونصف فى كمية النوم المطلوبة جعلته يصف المجتمع بأنه مريض بالنوم بل ويضيف بأنها السبب فى معظم الكوارث التى حدثت ومازالت تحدث ؟ كيف نفسر إذن قوله تعالى يصف المتقين)كانوا قليلا من الليل ما يهجعون( (4) وقوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ) يأيها المزمل، قم الليل إلا قليلاً ((5) . )ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلاً ( (6) صدق الله العظيم . نستنتج من ذلك أن الله تعالى يمنح المتقين قوة تعوضهم عن النقص فى ساعات النوم وهو أمر قد لا يدركه كثير من الباحثين الذين يقولون أن الإنسان


* الميلاتونين..يساعدك على النوم ليلا وله منافع أخرى :




يفرز الميلاتونين من الغدة الصنوبرية pineal gland التى تقع فى البطين الثالث فى المخ third ventricle، هذا الهرمون يلعب دورا هاما فى وظائف وأنشطة الجسم المختلفة ، خاصة تنظيم دورة الليل والنهار circadian rhythm ويتم إفرازه ليلا أثناء النوم . لذا فإنه فى السنوات الأخيرة ازداد إقبال الناس عليه بدرجة كبيرة لاعتقادهم بأنه يساعد على تأخير الشيخوخة (خلال مقاومته للشوارد الحرة ذات القوة التدميرية) ، بالإضافة لفائدته فى مقاومة إعياء الفارق الزمنى jet-lag والحصول على نوم هادئ وعميق. والغدة الصنوبرية تكون كبيرة فى الأطفال وتتضاءل عند البلوغ ، ولذلك يعتقد أن زيادة إفراز الميلاتونين فى الأطفال يؤخر البلوغ ، وعندما يصل الطفل إلى سن البلوغ يقل إفراز الميلاتونين . ويبدو أنها تلعب دورا فى التطور الجنسى والبيات الشتوى فى الحيوانات وفى التمثيل الغذائى والتناسل الموسمى
.



وتؤثر عوامل الإجهاد على الغدة الصنوبرية، وهذه العوامل تشمل :



الإخلال بدورة الضوء والظلام المعتادة ، الإشعاع ، المجالات المغناطيسية، عدم التوازن الغذائى، تقلبات الحرارة وغيرها. وتؤدى زيادة العبء الهرمونى للميلاتونين melatonin overload إلى حدوث مرض الاكتئاب الموسمى SAD الذى يحدث أثناء الشتاء عندما تقل الفترة الضوئية ويزداد إفراز الميلاتونين عن المعتاد .


ونظراً إلى أن الغدة الصنوبرية تتكلس بتقدم العمر وبالتالى ينخفض إنتاجها من الميلاتونين فقد اعتقد الكثيرون أنها المسئولة عن حدوث الشيخوخة .

وترتبط الساعة البيولوجية (النواة فوق التصالبيSCN ) بالغدة الصنوبرية حتى تعطيها المعلومات عن دورة الضوء والظلام ، فعندما تشرق شمس الصباح يتم تثبيط إنتاج الميلاتونين ، وعندما تتوارى الشمس ويحل الظلام يزول التثبيط عن الغدة الصنوبرية فتعاود إفرازها من الميلاتونين .







* أنواع أو مراحل النوم :





النوم حالة طبيعية تتميز باسترخاء الجسم وقلة حركته وغفلة النائم عما يدور من حوله.



ويقيس العلماء النوم بوضع قطب كهربائى معدنى فى الرأس لقياس النشاط الكهربائى للمخ، وتسمى هذه الطريقة EEG وبها يتمكن العلماء من تقييم نشاط المخ فى الأوقات المختلفة من النوم ويستخدمون أيضا أقطاب مشابهة لتسجيل حركة العضلات ومعدل الحركة فى
العين .




وقد تمكن العلماء من تقسيم النوم إلى نوعين رئيسيين :


النوع الأول :

هو النوم العميق أو الهادئ ويسمى NREM أو الموجة البطيئة SWS وهو النوم الحقيقى الذى نتوقعه عندما نسمع كلمة النوم حيث تسترخى العضلات وتنبسط ويقل التنفس ، دقات القلب وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم نتيجة انخفاض نشاط جميع أجهزة الجسم ، أما فى المخ فتختفى الموجات النشطة التى تحدث أثناء اليقظة ويحل محلها موجات بطيئة .ويشكل هذا النوع من النوم حوالى 70% من وقت النوم عند الشخص البالغ ، وإذا ما تم إيقاظه خلال تلك الفترة فانه لا يذكر أى أحلام .


وقد أمكن تقسيم هذه المرحلة إلى أربعة أقسام 4،3،2،1 حيث يكون النوم فى المرحلة (1) ضعيف جدا وهو النوع الذى تلاحظه عندما تغفو أثناء المحاضرات المملة أو فى السينما أو عند قراءة كتاب فى السرير وأنت مجهد...الخ تدخل بعد ذلك بالتدريج فى المراحل التالية إلى أن تصل إلى المرحلة (4) وهى أعمق مستوى من النوم .



النوع الثانى :



هو النوم الخفيف أو النشط أو المتناقض Paradoxical sleep ويسمى أيضا بالنوم المصاحب لحركة العين السريعة REM لأن العين تتحرك فى جميع الاتجاهات وكأنها تبحث عن شئ بينما تكون الجفون مغلقة. وهو النوم الخاص بالأحلام، وفيه يزداد توارد الدم إلى المخ ويكون فى حالة نشاط أشبه ما تكون بحالته فى اليقظة. ويبدو أن هذا النوع من النوم يساعد على تطور المخ والذاكرة ولذلك فان الأطفال وصغار الحيوانات يقضون فترات كبيرة من نومهم فى هذا النوع مقارنة بالبالغين. ويقضى معظم البالغين من 20-30% من نومهم فى هذا النوع .

يدخل الإنسان البالغ فى هذه المرحلة بعد 90 دقيقة من استغراقه فى النوم (ينطبق هذا على الأفراد من 20-60 عاماً) وتتكرر كل 90 دقيقة طوال الليل ، وتتراوح عدد مرات REM فى ليلة النوم الطبيعى من 4-6 مرات طبقا لمدة النوم الكلية .

فى أول الليل تكون قصيرة (10 دقائق) وتزداد بتقدم الليل حتى تصل الـ 30 دقيقة عند الفجر . أى أن الإنسان يحلم من 10-30 دقيقة كل ساعة ونصف

. وأثناء هذا النوع من النوم يتحرك الإنسان وتزداد ضربات القلب والتنفس والعصارة المعدية وهو نوع لا يتسم بالعمق.

وحرمان الإنسان من هذا النوع من النوم يعنى حرمانه من الأحلام الأمر الذى يؤدى لإصابته بالهلاوس والهزات النفسية ، فالأحلام هى صمام الأمان الذى يحفظ التوازن النفسى للإنسان .



*كم من النوم تحتاج ؟


تختلف كمية النوم التى يحتاجها الفرد باختلاف العمر. الطفل حديث الولادة ينام حوالى 17-18 ساعة فى اليوم ويقضى من 50-70% من هذه المدة تقريبا فى النوع النشط REM وفى عمر خمس سنوات ينام الطفل 10-12 ساعة يوميا 20% منها من النوع REM أما الشخص البالغ فيحتاج حوالى 8 ساعات من النوم حتى يستطيع العمل بكفاءة وحيوية خلال النهار. إلا أن هناك اختلافات كثيرة بين الأفراد ، بعض الناس تحتاج 5-7 ساعات فقط فى الليلة والبعض الآخر لا يكفيه 9 ساعات . هذه الاختلافات تتوقف على عوامل كثيرة . المرأة مثلا تحتاج من النوم أكثر قليلا من الرجل، والصغار والمراهقون يحتاجون أكثر من الكبار والمسنين ومع ذلك فانهم يذهبون إلى فراشهم متأخرين ويستيقظون مبكرين للذهاب إلى مدارسهم ، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة توترهم وعصبيتهم وقلة تركيزهم .
وفى دراسة أجريت فى الولايات المتحدة فى عام 2002 تحت شعار " النوم فى أمريكا Sleep in America تم استجواب مجموعة عشوائية من البالغين عددهم 1000 شخص من جميع أنحاء الولايات المتحدة تحت إشراف ودعم الهيئة القومية للنوم فوجدوا أن متوسط ساعات النوم لديهم كانت 7 ساعات فى أيام العمل اليومية وتزداد نصف ساعة فى عطلة نهاية الأسبوع. حوالى ثلث الأفراد قالوا أنهم يحتاجون على الأقل 8 ساعات من النوم ليلا ليتفادوا النعاس فى اليوم التالى .




* هل الغفوة nap أثناء النهار مفيدة ؟


كثير من المشاهير أمثال نابليون وإديسون وتشيرشل المعروف عنهم قلة النوم اكتسبوا هذه الصفة (قلة النوم) بسبب قدرتهم على اغتنام أى فرصة متاحة للإغفاء ولو قليلا. وكثير من الناس فى الدول العربية والشرقية وفى أمريكا اللاتينية-البلاد الحارة عموما- مازالوا يأخذون هذه الغفوة فى فترة القيلولة وقد صور القرآن الكريم أهمية الراحة فى فترة الظهيرة " الوقت من الظهر إلى العصر" فى آية الاستئذان

بقوله تعالى "ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم".


لقد سبقت هذه الآية الكريمة بمضمونها ما ذهبت إليه الدراسات العلمية الحديثة فى الحركة الإيقاعية الثلاثية للإنسان : الاستيقاظ صباحاً، والراحة ظهراً والنوم ليلاً

(2) يقول علماء النوم إن فترة الإغفاء القوية والقصيرة فى نفس الوقت يمكن أن تجدد النشاط واليقظة بدرجة كبيرة خاصة بالنسبة لمن يعملون فى الورديات الليلية night shifts ويعانون من نقص النوم.ويتفق معظم الباحثون على أن الغفوات يجب أن تكون قصيرة - نصف ساعة مثلا- حتى تكون مؤثرة وفعالة ، أما إذا ما استمرت أكثر من ذلك فان الشخص يدخل فى مرحلة النوم العميق وبالتالى يحتاج إلى مدة أطول لكى يفيق ثانية. ورغم أن النوم فى العمل يترك انطباعا سيئا لدى الرؤساء ، إلا أن بعض الشركات الأمريكية واليابانية لجأت مؤخرا إلى توفير حجرات نوم للموظفين لأخذ غفوة أثناء العمل أملاً فى زيادة إنتاجيتهم فيما بعد .

مضار الحرمان من النوم: هل نستطيع الاستمرار فى الحياة بدون نوم
؟

أوضحت التجارب أن الحرمان من النوم يؤدى إلى الانخفاض التدريجى فى القدرات الذهنية والبدنية .

وقد استخدم النوم منذ زمن بعيد كوسيلة للتعذيب حيث يجعل الضحية فى حالة يرثى لها من التشوش الذهنى والبؤس وقد يؤدى فى النهاية إلى الموت. وقد سمعنا أن هتلر كان يغمر الزنزانات والمعتقلات بالمياه حتى يحرم الأسرى من النوم فيصابون بالانهيار ثم الموت . ويقدر بعض العلماء أن الإنسان إذا ما حرم من النوم لمدة عام فانه يموت، استنادا على أن المصابين بمرض الأرق المميت fatal familial insomnia – الذى يمنع النوم - عادة ما يقضون نحبهم خلال 9 إلى 18 شهراً . ورغم ذلك فقد سجلت حالتان إحداهما فى إيطاليا والأخرى فى أستراليا عن شخصين لم يناما إطلاقا فى حياتهما ويعتقد أن ذلك يرجع إلى وجود خلل فى مركز النوم بالمخ، لأن العلماء تمكنوا من حرمان خنازير غينيا من النوم طوال حياتها عن طريق إتلاف جزء فى المخ الأوسط midbrain
أما عن تجارب الحرمان من النوم التى تجرى على المتطوعين من البشر فغالبا ما يتم إيقافها بعد عشرة أيام كحد أقصى، عندئذ يكون المتطوعون شبه نائمين على أقدامهم وغالبا ما يأخذون غفوات على فترات متقطعة micro-sleeps دون أن يشعروا بها . ولكن معظم الناس يكونون فى حالة مزرية قبل هذه المدة . ويقول الدكتور فاروق قورة أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة أن الإنسان يستطيع البقاء مستيقظا لمدة 4 أيام إلى أسبوع دون نوم نهائياً ، بعدها يحدث له انهيار عصبى .





*قلة النوم قد تؤدى إلى الإصابة بالسمنة والسكر :


ايف فانكوتر فى جامعة شيكاغو اختارت مجموعة عشوائية من الشبان الأصحاء وسمحت لهم فقط بالنوم ليلا لمدة 4 ساعات يوميا لمدة أسبوع فوجدت أن معدلات التمثيل الغذائى ****bolic rateلديهم قد تغيرت بطريقة جعلتهم عرضة للإصابة بالسمنة والسكر، وبمجرد أن سمحت لهم بالنوم المعتاد عادت معدلات التمثيل الغذائى لديهم للمستوى الطبيعى. ورغم معارضة البعض للنتيجة التى توصلت إليها ، إلا أن الجميع متفق على أن النوم بكمية معقولة مهم جدا لصحة الإنسان وحيويته .