(من مواضيعي الجديدة التي كتبتها هذا اليوم)
دموع المرأة غالية وليس من السهل أن تنزل من المآقي على الخدين ،ولكنها حينما تنزل بحرارتها وغزارتها نتساءل مانوعها ؟ولماذا نزلت ؟! وهل يهون على الرجل أن يرى دموع المرأة تسيل لعلم أو خبر عليل أو جميل ؟!إن دموع المرأة يجب لاتخرج إلا عند الفرح حينما تسمع خبرا سعيدا أوسارا وهنا نقول بأن هذه الدموع سالت على الخدين الطاهرين والقلب مطمئن والنفس مرتاحة وبهوى المرأة لأنها سُرّت بما سمعت أو رأت فعبرت عن فرحها بالدموع وليس لديها لغة أبلغ من لغة الدموع ،ولكن المصيبة والأمر المؤلم حينما تخرج هذه الدموع وتجري بكميات كثيرة لحزن عميق سببه جرح تسبب في نزفه من لايقدر المرأة ولايقيم لها وزنا ،ولا يراعي مشاعرها ومقدار دمعها النفيس ،من زوج ظالم لايخاف الله ولايرقب في مؤمنة إلا ولا ذمة ،أو أخ لايعرف معنى التحطيم ومايجر من ويلات وقتل للمشاعر ،أو أب يلقي كلاما لايعرف مدى تأثيره وعمق جرحه ،وهنا تضيع المرأة بين هؤلاء وغيرهم من قساة القلوب وإن استثنينا البعض من الرجال ،وكم من امرأة جرى دمعها وسكبت منه كميات كثيرة بسبب قساوة رجل لسانه سليط ويده طويلة لا يعرف قيمة الأنثى ،ولا يهتم ببناء المشاعر ،وتأثير ما يصدر منه من كلام كالسيف وكالسهم الذي يخترق الجوف فيقطع الأمعاء ويحرق القلوب ،وجميل بالرجل أن يقدر الأنثى ويقيم لها وزنا ويعطيها حقها ويحترم مشاعرها ،ويقف عند حده معها فلا يجرحها ولايشتمها ولا يكدّر خاطرها بتصرفات تزعجها وتجعلها حزينة فلربما قال الرجل كلمة لايلقي لها بالا تؤثّر فيها تأثيرا عميقا وتفتح في قلبها جرحا لايمكن أن يندمل ،وما أجمل أن تكون دموع نسائنا تسيل بالأفراح والليالي الملاح لا بالأتراح والجراح لنسعد جميعا ونفرح من فرحهن !فهل سيحقق كل الرجال لنسائهم هذا لا أظن في هذا الزمان ؟! ومن يقدر الحياة ويعرف قدر المرأة حتما سيسعى لرضاها ولحجب دموع الحزن عن عينيها ،جعلنا الله من أولئك الرجال الذي يعرفون حق المرأة ويحبسون في محاجرها كل دمعة حزن وأتراح ،ممن يرسمون البسمة على وجهها ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .
العرض العادي
