السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بحكم إني أعمل أخصائي نفسيه في عياده متواضعه واجهت الكثير من القصص والمواقف بعضها الحزين وبعضها الساخر والكثير الكثير 0
ومن بعض مما رأيت هذه القصه الرائعه 0
حضرت للعياده كعادتي الساعه التاسعه صباحا وكان من بين المراجعين إمرأه في العقد الرابع من العمر وكانت لأول مره تزور عيادتي ومثل هذه الحالات من الطبيعي أن أعطيها إهتمام في التشخيص 0
عندما دخلت عيادتي كان برفقتها رجل كبير في السن أستقبلتهما بحفاوه وترحيب وبدأت أسأل عن بعض الأمور التي تساعد في التشخيص لتدوينها في الملف الطبي وفي هذه الأثناء كانت محجبه وفجأه كشفت عن حجابها وإذا بوجه عبوس طغا عليه الإكتآب الذي بات واضحا في تضاريس عيونها وملامحها 0
كانت تتكلم بصوت متحجرش لم تكن كلماتها واضحه للمستمع وكانت تتحدث بهدوء غير طبيعي 0
عرفت إنها تواجه صدمه عصبيه ولكن مازالت متماسكه وهذا أمر جيد 0
شعرت بأنها ترغب التحدث بأريحيه وتبحث عن مستمع جيد فقد أهلكها الكتمان كما يبدو 0
بدأت الحديث عن حالتها أنها تعاني من بعض الإضطرابات النفسيه بسبب وفاة زوجها قبل سنتين وحكت أنها تزوجت من شخص آخر ولكن لم تستطيع النجاح والمسايره مما عرضها للطلاق 0
بدأت تسرد قصتها مع زوجها الأول 0
كانت تتحدث بطريقه يغلب عليها الرومانسيه والإنسجام فبدأت حديثها 0
تزوجت في عمر 18 سنه وسافرت مع زوجي إلى المنطقه الشرقيه وعشنا فيها خمس سنوات 0
أنجبت خلالها ثلاثه أبناء ومن ثم أنتقلنا إلى مدينة جده 0
كان زوجي رجل هادئ الطباع ورومانسي وحنون وعلى خلق ووسامه وذكاء وهيبه رجل بكل ماتحمله الكلمه 0
ولكن كانت مشكلته انه فقير فكان راتبه المتواضع لايكفي لإحتياج أسرته فكان يعمل على سيارته الخاصه بعد الدوام الرسمي ليغطي مانقص من إحتاجات 0
كان يبادلني الحب والاحترام ولم يسبق أن أهانني أو ضربني مثل ما أسمع من بقية النساء
كان يدللني بطريقه رائعه ولكن كنت قاسية معاه لم أكن أفهم كيف أعامله لأني كنت صغيره
وأستمريت في جفائي له فترة عشرون عاما قضيتها معاه
كان دائما يسعى لإرضائي وإرضاء أولاده بالرغم من ضعف حالته الماديه
كان يصبرني بكلمات فيها الكثير الكثير من الأمل والطموح
كان دائما يقول هذا قضاء الله علينا أن أعيش فقير فأنا راضي بأمر الله 0
كان يجلب لي الهدايا ويشعل الشموع ويعطر أجوائي بكلمات ليست كالكلمات
وفي يوم من الأيام حصل على مبلغ جيد من عمله فأخبرني أنه حصل على مكافأه ووعدني أن يهديني بنصفها فطلب مني أن أتمنى ما أريد 0
فطلبت طقم ذهب ( اليسا ) وكان سعره باهظا وقد يكلف قيمته كامل مبلغ المكافأه التي حصل عليها 0
فصمت وهز رأسه وقال كعادته إن شاء الله أشتريه لك يا أم سلطان 00 كم أم سلطان عندي ؟
وفي صباح اليوم التالي خرج كعادته إلى عمله بعد أن قبل رأسي 0
كنت نائمه كعادتي بعد أن جهزت أولادي للذهاب إلى المدرسه وعند الساعه الحاديه عشر سمعت جرس الباب 0
نهضت من نومي وذهب لأفتح الباب فوجدت أخت زوجي ووالدته 0
تعجبت من زيارتهما في مثل هذا الوقت 0
وبعد دقائق أسمع جرس الباب مرة أخرى
ذهبت لأفتح الباب فوجدت أخيه وزوجته فرحبت بهما
كنت مذهوله من حضورهم في مثل هذا الوقت
مسكتني والدته وهي تبي لتخبرني بأن زوجي أبو سلطان حصل عليه حادث وتوفى في المستشفى 0
لاحول ولاقوة إلا بالله 0
كان الخبر فاجعه مثل الصاعقه صرخت وأغمي علي 0
بعد ساعه تقريبا حضر أخوه ومعه الأغراض التي كانت في السياره ومنها ( طقم الذهب ألذي طلبته )
كانت الدماء قد سالت على جوانب علبة الهديه قبلتها من غير أن أدري 0
بعد أن غسلوه وأحضروه إلى المنزل فتحت الكفن ورأيت وجهه المشرق الباسم 0
في تلك اللحظه سمعت أصوات الدفوف التي كانت تزفني إليه في ليلة الفرح
ورأيته لابسا المشلح الأبيض وأستنشقت ريحة العود من المباخر
ونظراته التي كانت تعبر عن فرح هائج مجنون
آه يادكتور من يومها لم ترتسم الضحكه على وجهي 0
تمنيت لو يعود وأفديه بكل ذهب الدنيا
تمنيت لو يعود
وأسترسلت بكائها في حزن لم أرى في حياتي مثل هذه الحاله
{{{{{مع تمنياتي لجميع الاعضاءبالسعاده}}}}}
العرض العادي
