زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية المنتديات الزوجية دليل الاسلامي في الحياة الزوجية زوجك لا يصلي! يسمع الأغاني عصبي! كيف تؤثرين على زوجك ليهديه الله تعالى
حنونه الحنونه ..:: فعال ::..

(5) "دش" في منزلي
قبل أن أحكي لكم تجربة أختنا أحب أن ألف انتباهكم إلى أمر مهم :
دخول الدش إلى المنزل ليس سهلاً حتى تتساهل المرأة في السماح لزوجها بإدخاله متى ما رغب في ذلك ، فإذا كان الرجل غير مفتون به ، لا يخرج لأجل مشاهدته كل يوم إلى المقاهي والاستراحات ، ولديك في البيت أبناء مراهقون ، أو كنت من النوع الذي يفتتن به ولو دخل بيتك لانشغلت به عن بيتك وأطفالك وكان له خطورة على دينك وأخلاقك وقلبك ، فإنه في هذه الحالة عند توفر أحد هذه الأسباب فلابد أن تكوني صارمة وحازمة وتمنعي دخوله إلى بيتك منعاً باتاً .
وقد حدثتني إحدى الأخوات عن تجربتها في منع إدخال الدش للأسباب السابقة .فقالت : أخبرني زوجي بأنه سيحضر طبق الدش في المنزل فرفضت رفضاً شديداً ولما جاء الغد ، دخل به عليَّ في المنزل فلما رأيته بيده قمت من مكاني غاضبة ، وقلت : ( والله إن دخل بيتي خرجت أنا منه ) وظل طول ذلك اليوم موجوداً لم يخرجه ولم يركبه ، ثم جاء الغد حمله بين يديه وخرج به .
وستحدثنا الآن أم نايف عن تجربتها مع مصيبة "الدش" حين حلت في بيتها فقالت : "كان زوجي من الشباب الذين فتنوا بهذا الجهاز ، لدرجة أنه كان يخرج من عندي كل يوم أربعاء وخميس وجمعة من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر ليسهر مع شلة من رفاقه في أحد المقاهي أو الاستراحات .. وكان بعضهم مدخنين ، عدا غيرهم من رواد هذا المقهى والذين لا تؤمن فتنتهم على دينه وخلقه وأفكاره .
لقد طلب مني السماح له بإدخاله في البيت أكثر من مرة ولكني كنت أرفض ... ثم في آخر مرة فكرت بإمعان ما إذا كانت مصلحة إدخاله تترجح على منعها أم لا :
فأولاً : وجدت أبنائي لا زالوا صغاراً جداً وأرجو خروجه قبل أن يكبروا ، وقد لاحظت أن زوجة أخيه ظلت ترفض دخوله منذ كان أبناؤها صغاراً فلما كبروا وأصبحوا في سن المراهقة الخطرة أدخله زوجها دون إذنها ورضاها وهي الآن تكتوي بناره ليل نهار .
ثانياً : أرجو في إدخاله درء مفسدة أعظم ، وهو السهر في المقاهي مع شلل لا يؤتمنون في دينهم وأخلاقهم وبين أفجر القنوات وأسوأها .
ثالثاً : أنا جربت نفسي مع الدش وأجدني لا أحبه ولا أضعف أمام إغراءاته أبداً في أي مكان أجده ، ولذلك حينما دخل بيتي ما كنت أفتحه في غياب زوجي أبداً ، ولا أتابعه حال حضوره ، بعكس بعض النساء اللاتي لو دخل في بيت إحداهن لفسدت هي قبل زوجها وأبنائها ، وبعد تفكير طويل أخبرت زوجي أني موافقة على إدخاله لبيتي ولكن بشروط :
1. أن يقتصر وجوده على غرفة نومنا فقط ، دون باقي غرف البيت .
2. أن يترك تماماً عادة الخروج إلى المقهى والسهر إلى الفجر في أيام الأربعاء والخميس والجمعة .
3. أن يخرجه من البيت إذا كبر أبنائي .
وافق زوجي على شروطي ونفذها وأصبح لا يسهر مع رفاقه كالسابق أبداً .
وحل الضيف البغيض في بيتي ، وعشت الأيام الأولى معه في حالة نفسية يرثى لها خشية من حلول العقوبة في بيتنا أو خوفاً من تأثيره على سلوك زوجي .
لم يكن إدخاله هو الحل لمشكلة زوجي وإنما الخطوة الأولى في طريق الحل .. إذا الحل الصحيح هو إخراجه تماماً .
كان لديَّ يقين بأن إخراجه من منزلي لن يكون سهلاً – إلا أن يشاء الله غير ذلك – ولذا عاهدت نفسي على الصبر الجميل ، وعدم اليأس ، وإتباع الخطوات الصحيحة لمواجهة هذه المشكلة .
بإدخال الدش عزلته عن رفاقه ورفقة السوء تفسد ولا تصلح ، وهذه خطوة جيدة حتى لا يكون تأثيرهم أقوى من تأثيري عليه ولا يهدموا ما أحاول أن أبنية دائماً .
بإدخال الدش عزلته عن كثير من قنوات الفجور التي تسمح بها المقاهي لأني لم أسمح بدخولها بيتي ، وقلصت عدد الأوقات التي يجلس فيها عند المشاهد المخلة للحياء لأنني لم أتركه وحده مع هذا الشيطان ليفترسه ، وإنما كنت أجلس معه إذا فتحه وكلما جاء مشهد تخجل منه جدران غرفتي غيرّ القناة احتراماً لرغبتي ، وإن كنت أراه يستمتع بها حين أكون خارج الغرفة .. لكن لا يهم نصلح القليل إن عجزنا عن الكثير .
إدخال الدش أعطاه إحساساً بأنه تملك ما كان ممنوعاً ، ولم يحرم مما يتمتع به الآخرون ، والمثل يقول : " كل ممنوع مرغوب" ، والإنسان إذا حاز على ما كان ممنوعاً منه خف شغفه به وتفكيره فيه ، وبالتالي يترك مساحة للعقل لكي يعمل فيبدأ يمحص ويقلب ويفكر بعقلانية ويميز بين الصواب والخطأ ، ويقارن بين الأولويات في الحياء .. وأيضاً تملكه يعطيه إحساساً بالتشبع منه ، فلا يبالي به إذا أراد أن يخرجه فيما بعد .
كانت هذه هي رؤيتي لهذه المشكلة ، ولا أدري أن كانت صحيحة أم لا ، لكنها أجدت مع زوجي نفعاً ، فلعل الله ينفع بها من كان على شاكلته .. والرجال بلا شك يختلفون .
أما خطواتي التي اتبعتها حتى انجلت هذه الغمة فهي :
- الدعاء : وهو أهم وأقوى الأسباب التي أعانتني في محنتي هذه فالإنسان بلا دعاء كاللوح بلا مسامير سرعان ما يهتز ويسقط ، فهو المثبت لك مهما طال الطريق وهو سبب الفرج – بإذن الله – ولأن هذا الخبيث كان هماً جثم على قلبي ما استطاع لساني أن يفتر عن الدعاء والإلحاح أبداً وكيف ينسى مهموم همه ؟!! .
- أصحبت أُكثر من الصدقة : وتقديم النفع للمسلمين لأن الصدقة تدفع البلاء – بإذن الله – وهل من بلاء أعظم من أن يكون صندوق شياطين الإنس والجن في بيتي !! .
- حرصت حرصاً مضاعفاً على أن أكون دائماً في لباسي وشكلي وتسريحة شعري بل وحتى لونه ، وفي تنظيم غرفتي وسريري ، وأهيء أجواء الغرفة كل ليلة – استطعت – بما أجدده من أفكار لتكون محضناً لليلة رومانسية تجذبه عن هذا الجهاز .
وكنت دائماً بجانبه في الغرفة ، أعطي التلفاز ظهري ، وأقبل عليه بوجهي وأحدثه بأحاديث أعلم أنه يحبها – وبالطبع ليس فيها أحضر طماطماً ، ولا حُلَّ مشكلة – حتى أجده ينجذب إليَّ كما ينجذب الفراش إلى العورد .
قد تعتقدين أن هذا السبب ليس له أهمية كبرى لكن من تجربتي أقول إنه من أقوى الأسباب لمواجهة هذا البلاء ، فهذا الجهاز ينافسك في حياتك ويسلب منك زوجك وقرة عينك فلابد أن تكوني في قوة المنافسة من حيث أسلوب في الحديث معه وذكائك في جذبه إليك واهتمامك الشديد به وبأوقات تواجده ، فتفرغي نفسك من كل شاغل لتجلسي معه وتنافسي هذا الجهاز عليه ، واهتمامك الكبير بزينتك ولباسك والحرص على التجديد حتى لا يتفوق هذا الجهاز عليك فيأخذ زوجك منك ثم لا تجدينه في أي ساعة من ليل أو نهار ويفسد دينه وخلقه ويميت قلبه ، وهذا يحصل كثيراً في البيوت . وسمعنا وقرأنا عن شكاوي النساء من أزواجهن حين أدمنوا الجلوس عند هذا الجهاز بل وكان سبباً في كثير من المشكلات بين الزوجين وربما وصل إلى حد الطلاق .
ولا أجدني أقول حينما أسمع مثل هذه المآسي إلا أن الزوج ما وجد امرأة بارعة تأخذه من بين هذا الطبق المجرم بحسن خلقها معه ، وتحببها الدائم إليه وحرصها الشديد على إسعاده وإشاعة البهجة في حياته بخفة دمها وسعة صدرها وطول بالها عليه ، وصبرها وحلمها وتهيؤها الدائم له في نفسها وزينتها وبالذات في الليل .
- من الخطوات المهمة أيضاً في علاج هذه المشكلة تقوية الوازع الديني في قلب الزوج لأن ضعف الوازع الديني في قلبه هو أكبر سبب لإصراره على اقتناء هذا الجهاز ، وتقوية الوازع الديني لديه لا يكون بإعطائه دروساً ومحاضرات تنفر أكثر مما تنفع ، وإنما بإعطائه شيئاً من الجرعات ، بطريق غير مباشر ، كنت حريصة جداً على إحضار كل ما يخص هذا الموضوع من فتاوى ونشرات وكتيبات ، فأضعها قريبة من متناول يده إما قريبة من مكان جلوسه أو قرب سريره ولا أطلب منه إطلاقاً قراءتها ، وقد تجلس أياماً دون أن يقرأها ، وربما قرأها فور رؤيته لها وربما لا يقرؤها أبداً .
ومع ذلك أجعل مهمتي مقتصرة على جعلها قريبة منه فقط ، وأحياناً كثيرة قد آخذها وأقرؤها وكأنني لم أقرأها من قبل ، ثم أعلق على بعض ما اقرأه سواء قصة أو فتوى ، دون أن أوجه أي تهمة إليه أو أشعره بأني أقصده هو ، وكأنني أوجه الحديث إلى أبنائي وأيضاً الأشرطة أحاول أن أسمعه إياها في السيارة وكأنني أرغب في سماعها وأذكره بالأجر الذي نأخذه حين يكون وقتنا في سماع محاضرة أو كلمة تذكرنا بالله .
- وينبغي العناية باختيار الشريط المؤثر الذي يحبب الزوج في متابعة الاستماع وبرغبة في سماع أشرطة جديدة غيره . ومن تجربتي أطمئن أخواتي إلى أن الزوج بمجرد أن يسمع شريطاً أو شريطين حتى يحبها ولا يمانع من سماع أي شريط آخر تحضرينه ، المهم هو أن ترغميه على سماعها ... فإذا لم يوافق المرة الأولى فاتركيه دون ممانعة وتحيني الفرصة في وقت لاحق .
لكن أهم شيء على المرأة أن تنتبه إليه هو أسلوبها في النصح فلا تلجأ إلى أي أسلوب يشعره بأنها أفضل منه أو أنه سيء ومقصر ، بل تتحدث معه بكل رقة ولطف وأدب وتحاول أن تجعل حديثها معه من باب الاستشارة وأخذ رأيه ، وكذلك ضرب الأمثلة وتركه يتفاعل في الحديث ويستنتج بنفسه دون إملاءات المرأة وذلك حتى يشعر بالثقة في نفسه وبالتالي حين يترك أي شيء يتركه عن قناعة وعزة نفس ، لأنه لو شعر بأنه سيترك شيئاً خوفاً من المرأة أو بتأثيرها فلن يتركه لأن الرجل لا يحب بفطرته إملاءات المرأة عليه ولا تفوقها عليه ولو في الدين .
فمثلاً بدلاً من أن تقولي : متى تُخرج هذا الجهاز الذي أخذ قلبك ودينك ، قولي : "أنا متأكدة بأن مكثه عندنا لن يطول لأن الإيمان في قلبك عظيم وسينتصر إيمانك على الشيطان " . هذه خطوات لكنها ثقيلة ومضنية مع ثقلها كان الطريق طويلاً إلا أني وصلت إلى آخره بعد أربع سنوات مؤرقات حين دخل عليَّ في إحدى الليالي وبشرني بأنه قرر إخراجه من المنزل .
"هذه التجربة الحكيمة لا تحتاج إلى أي تعليق "

حنونه الحنونه ..:: فعال ::..

(6) زوجي عصبي وبذيئ اللسان
تقول أم لمياء : "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبية ويملك قاموساً قذراً من الألفاظ النابية والدارجة في مجتمعنا ، حتى اللعن لم يسلم لسانه منه .
وكان هذا ديدنه على كل صغيرة تافهة أو كبيرة فكل شيء عنده جرائم .
لن أقول لكم بأني حزنت بل ذرفت الدموع تلو الدموع لأني تمنيت زوجاً هادئاً لطيفاً رومانسياً لا زوجاً يصيبني بالقلق والتوتر ليلي ونهاري .
والمفترض أن لا تكون هذه الألفاظ وهذه العصبية بين الزوجين لأنها تقتل كل معاني الاحترام والود والحب بينهما ، فكيف وهي ألفاظ ستخط الله تعالى وورد النهي الصريح عنها في كتابه جلّ وعلا فقال : ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ وقال في نهاية هذه الآية ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فليت المصرين على عدم التوبة والمشاهلين بها يتأملون هذه الآية جيداً ويسألون أنفسهم هل يرضيهم أن يقدموا على الله بصحيفة طبع فيها عباة "الظالم" ؟!
أعود لزوجي الذي أسمع أذني من غثاءه أكثر مما أسمعها من عذب حديثه ، فلم يكن الاستسلام للواقع والرضا به منهجاً لي أبداً وإنما قررت المواجهة رغم بذاءة لسانه وشدة غضبه
فأولاً :
أهم شيء لإصلاحه أن لا أبادله غضباً بغضب ، ولا كلمة سيئة بأسوأ منها ، كنت إذا غضب – ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يغضب - ، ألزم الصمت مهما ظلمني واعتدى عليَّ وأحاول أن أدفع غضبه بابتسامة وطبطبة على كتفه وكلمة طيبة رغم براكين القهر والكره التي تتفجر في نفسي تلك الساعة ، لكني أستعين بالله المعين وأردد في نفسي : "حسبي الله الذي لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ، وأحاول أن أرضيه تلك الساعة بأي شيء ولا أخالفه في رأيه ، ولا أقول له أنت مخطئ ، أو تظلمني ، أو أنت عصبي ، أو ما أقبح أخلاقك .
وأما ألفاظه النابية فلا أرد عليه بمثلها ، وإنما أظهر كرهي وامتعاضي من خلال تعابير وجهي . وأحاول أن أسمعه دعاء له طيباً مثلاً . أقول : رب اغفر لي وله ، أسأل الله أن لا يسلط علينا شيطاناً يحرمنا الجنة ، وهكذا . اللهم لا تؤاخذنا بما ظلمنا به أنفسنا وأحياناً أهدئه وأقول : "استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولن يكون إلا ما يرضيك " .
أما أن أبادله التراشق بتلك الألفاظ فلم يحصل أبداً ، ليس احتراماً أو خوفاً من كما تفعل بعض النساء ، بل خوفاً من الله تعالى واحتساباً لما عنده ، وقناعة تامة تجلجل في نفسي بأنه داء لا بد أن يتطهر منه بيتي ولن أطهره بالمشاركة فيه حتى أبنائي – رغم أنهم يثيرون غضبي – لم أكن اسمعه هذه الألفاظ أبداً رغم انتشارها في مجتمعي . وإنما كنت أكتفي بالدعاء لهم : الله يهديكم .. الله يصلحكم .. وأستغفر الله .
وأعتقد بأن هذا السبب من أقوى الأسباب ولو جاء وحده لكفى فكيف إذا دعم بأسباب أخرى .
وذلك لأن الله إذا رأى صدق عبده في تجنب منكر ما أعانه على نفسه وعلى من حوله ،

يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: من الآية11] .
أما السبب الثاني :
فهو استمراري على رفض هذه العصبية وهذه الألفاظ ، واستنكارها كلما خرجت من فمه ، حتى ولو كررها مليون مرة . لم أيأس أبداً وهذا الذي ينبغي أن تكون عليه الزوجة ، فتكون حازمة في عدم تقبل ما تكرهه من زوجها ، وتستمر على الإنكار مهما طال الأمر وتكرر ، أما من تنكر في البداية ثم تيأس وتستسلم للواقع ، فهي لم تبذل شيئاً من الجهد ولم تفعل شيئاً تستحق عليه العون من الله والتوفيق .
لقد كنت أنكرها باستمرار رغم أني واجهت منه سخرية واستهزاء ولكني أنبه إلى أن المرأة إذا غضبت من هذا التصرف فلا ينبغي أن يدفعها غضبها إلى التقصير في حقوق زوجها أو إساءة المعاملة له . بل تلزم الصمت فإذا أصبح هادئاً تأتيه بانشراح صدر ، وتتحدث حديثاً تظهر فيه الشفقة عليه والحب له ، وأنها تتمنى الاجتماع به في الجنة وأن في الجنة وأن ما تراه يضايقها ، وتربط ما تقول بوعد الله ووعيده وأمره ونهيه بعد أن تكون تهيأت له في نفسها وزينتها وتجملها .
أما السبب الثالث :
فهو شدة الدعاء والإلحاح على الله ، فكنت دائماً أدعو الله أن يرزقني وزوجي الحلم والصبر وحسن الخلق ، وأن يطهر فم زوجي وقلبه مما لا يرضيه وكنت أردد : "اللهم اهدنا لأحب الأعمال إليك وأحب الأقوال إليك ، وأحب الأخلاق إليك ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت"
.
السبب الرابع :
إني ما كنت لأسمح لأبنائي أن يقلدوا والدهم في التلفظ بالألفاظ السيئة وكل من يزل لسانه أعقابه فأضع في فم المخطيء منهم "الفلفل الحار" ليرتدعوا .
والآن ولله الحمد بعد سنة كاملة تخلص من تلك الألفاظ بالتدريج ، إذ بدأ يخفف كثيراً ثم أصبح لا يقوله سوى مرتين في السنة أو ثلاث ثم غادرت فمه بتأشيرة خروج بلا عودة ، فأصبح أكثر هدوءاً من ذي قبل إذ خفت نسبة عصبيته بنسبة 80% وذلك من فضل الله . أسأل الله أن يرزقنا شكره .
لنتأمل
قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبير فائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض الأسر والزوجات على وجه الخصوص ، وما يعانينه من قلة احترام أزواجهن لهن ، وكثرة إهانتهن بالكلام البذيء حتى أمام الأبناء والأهل ليدرك بحق أهمية هذه التجربة .
إحدى الزوجات كانت تبكي كثيراً إذا واجهت مثل هذا التصرف من زوجها ، ومن أبنائها أيضاً . وكانت دائماً تتمنى لو يهدي الله أبناءها على الأقل ، ولكن لم تبذل أي جهد في إصلاح الوضع ، بل إذا غضبت تفوهت هي أيضاً بهذه الألفاظ على أبنائها ، وأصبح لسانها كالبركان يقذف حمماً من شدة الغضب ، وحين حثثتها على محاولة إصلاح الوضع وتغيير الزوج ، قالت : بيأس وحرقة : خلاص هذا رجل ، والرجال ميؤس منهم ، وتركت حياتها تعج بالغثاء .
بل لم تصدق هي مع الله فتطهر فمها من هذه الألفاظ ولو صدقت مع الله لأعانها ووفقها ولو أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه وعلمت بأنه لا يأس مع الله ، وأنه على كل شيء قدير ، قادر على أن يحيل الصخر ماء بعظيم قدرته ؛ لما يئست بل عملت وكلها ثقة بما عند الله ، ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .
ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .. كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : "يُسْلم حمار عمر ولا يُسلم عمر" أي نصدق بأن حمار عمر بن الخطاب يسلم ونتوقع ذلك ولا نتوقع إسلام عمر ولا نصدقه ، فهو أمر مستحيل ؛ وذلك من شدة يأسهم منه ، فلما سمعهم رسول الله الذي يعلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . قال : "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين "
يقصد عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب . ليُعلم صحابته بأن لا ينظروا في كل أمر إلى قدرة البشر وحالهم ، وإنما ينظرون إلى قدرة الله تعالى ، فيعلمون وهم يتطلعون إلى قدرة الله دون أن ينظروا بيأس إلى أسباب البشر

( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )

حنونه الحنونه ..:: فعال ::..

وبعد ...
وبعد قراءتك لهذه القصص التي حوت تجارب واقعية مؤكدة :
هل لك أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة : وتسأليها بعد أن أعياها كثرة الشكوى والأنين من هذا الزوج الذي لم تجدي فيه ما كانت تتمنين – هل أنت يا نفس سائرة في طريق الإصلاح والتغيير الذي تحلمين به كما يحب الله ورسوله لا كما تهوين أنتِ ؟!
وكما هو طريق الحكمة والموعظة الحسنة ؟!
وكما هو ملائم لفطرة الرجل التي فطره الله عليها والتي تجهلينها أنتِ ؟!
أم أنك تسيرين منذ أمد بعيد في طريق وعرة مظلمة خطتها يد الهوى ، وضلال الجهل ، والغفلة عن كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وغواية وسائل الإعلام الفاسدة ، ونصائح مرافقة سيئة جاهلة تلبس ثياب الرفيقة المشفقة الناصحة ؟!!
فتشي في أوراقك جيداً ومحصيها ، ثم إذا أحببت طريق النجاح ورغبت السير فيه : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ، واجعلي بداية الطريق ومنتصفه ونهايته مع الله .
واجعلي أهازيجك وأنت تسيرين في هذا الطريق هذه الآيات التي ترددينها وتتسلين بها وتثبتين بها أوتاد قلبك كلما أوشكت أوتاده على السقوط :
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: من الآية134] .

﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾[فصلت: من الآية34]


﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: من الآية153] .

﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: من الآية10] .

﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾[يوسف: من الآية87]

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: من الآية60] .

﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[ الرعد : من الآية11] .

﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: من الآية30] .

وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمة سيكون لك عبداً ...

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية