ارض بلقيس ..:: عضو مميز ::..

زيارة الطفل الاولي لعيادة الاسنان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




زيارة الطفل الأولي لعيادة الأسنان






ما بين 3 و 4 سنوات، هو العمر الأمثل لکي تصطحبي طفلك إلي طبيب الأسنان ونظراؤهم أطباء الأطفال، الذين ينصحون بإجراء تلك الخطوة حتي و إن لم يکن في أسنان الطفل، ظاهرياً، ما يدعو إلي القلق. فمن حسنات تلك الزيارة الأولي، تعويده علي «جو» عيادة طب الأسنان، وما فيها من أجهزة وآلات تجعل التوجس يدبٌ في النفوس، حتي لدي الکبار، و ذلك أفضل من الذهاب إلي العيادة في حالة استعجال، عندما تکون ثمة ضرورة فعلية مُلحّة، مثلاً إثر تسوس يستلزم علاجاً سريعاً. في تلك الحال، يکون الطفل غير مستعد لتحمل طبيب الأسنان، ما قد يؤدي إلي رهبته منه طوال حياته.
و بخلاف ما يعتقد کثيرون، فإن الأسنان اللبنية غير معصومة من التسوس، هي ايضاً، لا سيما بسبب ما يسمي «داء الرّضاعة»، أو «داء البيبرون» الذي يصيب نسبة من الصغار. هذا يعني أن احتمال اصطحاب طفل في سن مبکرة (أقل من 5 سنوات) إلي طبيب أسنان يظل وارداً لعلاج ضروري، وليس فقط لتعويد الطفل علي خصوصية طب الأسنان، وما قد يثيره من «هلع». إلي ذلك، تعين تلك الاستشارة الطبية الأولي (في عمر 3 إلي 4 سنوات) علي تشخيص أي حالة تسوس تشخيصاً مبکراً، ما يسهم في القضاء عليه قبل استفحاله.
معلومات ثم فحص
يجمع الأخصائيون علي أن طمأنة الطفل هي الأساس لتهيئته لزيارة طبيب الأسنان. فابدئي إذن بتبديد قلقه، واشرحي له ما سيراه، من دون تهويل، لکن أيضاً من دون إعطاء تفاصيل کثيرة، قد تثير رعبه، قولي له: «هناک سيد يرتدي صدرية بيضاء، سيري أسنانك لکي يتأکد من أنها جيدة، وأنك عندما ستکبر ستأکل کالرجال» (إذا کان ولداً)، أو «ستکونين عروساً حلوة» (إذا کانت بنتاً). أضيفي: «لا تخف (أو لا تخافي) عندما يسلط ضوءاً قوياً. فهذا طبيعي لکي يري أسنانك جيداً». و تفادي التعبير عن خوفك من طبيب الأسنان (إن کان عندك ذلك الخوف) أمام طفلك، کأن تقولي لأحد ما: «أنا أتوجس من طبيب الأسنان أکثر من طفلي». وانبذي الابتزاز والتهديد والوعيد، علي غرار «إن لم تکن عاقلاً، سيحقنك الطبيب إبرة». فما من شأن ذلك طمأنته، وهو الهدف المنشود، إنما العکس. أما الزيارة، في حد ذاتها، فتتضمن مرحلتين. أولاً، تسجيل معلومات تخص الطفل، لتحضير ملفه، ثم يدعوه الطبيب إلي الصعود علي الکرسي لکي يفحصه، علي العموم، لا يتضمن الفحص أي علاج، إذا يکتفي الدکتور بالتأکد من سلامة الأسنان، و خلوها من تسوس أو بدايات تسوس، أو أي أعراض أخري غير صحية. و في حال تشخيص عيب يحتاج إلي علاج، يقدّر الطبيب قابلياته علي تلقيه حالاً، منذ تلك الزيارة الأولي، أم تأجيله تفادياً لإرعاب الصغير منذ البداية. إلي ذلك، لا تجري أشعة سينية للأسنان قبل سن 5 أو 6 سنوات. هکذا، في غياب علاج حقيقي، يفترض أن تتمّ تلك الاستشارة الأولي بشکل مُرضٍ، من دون منغصات للطفل، ولا لوالديه ولا لطبيب. لکن فائدتها المعنوية کبيرة: إذا تکون أسهمت في طمأنة الطفل، وإشعاره بأن الأمر ليس في ذلك التعقيد، وليس ثمة ألم، ما يشکل عاملاً مهماً في الاستعداد للزيارات التالية.
طبيب الأسرة هو الافضل
أول ما يتطرق إليه الطبيب هو عادات الطفل الغذائية. و قد يغتنم الفرصة لکي يحذره من الأکل بين الوجبات، وتناول الحلوي والسکاکر، حاولي، أنت أيضاً، عقب الزيارة، إفهام طفلك أن من مصلحته التخفيف من الحلوي إن أراد عدم تکرار الزيارة والقدوم مجدداً مراراً. فتوعية الطفل تشکل إحدي الفوائد المعنوية لتلك الاستشارة. إذ عندما يري طبيباً بصدرية بيضاء، ممرضة، وآلات معقدة، يدرك أهمية صحة الأسنان أکثر من ألف خطاب تربوي، و يبدأ، في لاوعيه، بربط سلامة أسنانه بذلك «الجو» الطبي، الذي يظل لا يحبّذه علي الرغم من کل الاحتياطات المتخذة لجعله يتقبّله.
کما يسأل الطبيب عن العادات الصحية الأخري، ويشدد علي ضرورة البدء بتفريش الأسنان 3 مرات في اليوم، عقب کل وجبة، أو علي الأقل في المساء کحد أدني. إذ يفضي وجود سکر متبقٍّ في تجويف الفم، ليلاً إلي مضاعفة خطر التسوس أضعافاً. ويستحسن استخدام فرشاة ناعمة، صغيرة الحجم، ملائمة لأسنان الصغير، ومعجون أسنان خاص للصغار. ولا يندر أن يلقن الطبيب الطفل تقنية سهلة لتنظيف أسنانه، تنصب عادة، حتي سن 6 سنوات، علي التفريش بشکل أفقي، ذهاباً و رجوعاً.
حذار من الـ«فليور»
هل من الأفضل زيارة طبيب الأسنان متخصص في الأطفال، أم طبيب الأسنان عام؟ يجب القول إن صفة «طبيب أسنان متخصص في الأطفال» غير موجودة مهنياً، إنما ثمة أطباء أسنان معتادون علي الأطفال أکثر من غيرهم. و عموماً، فإنهم ندرة، ولا يمارسون مهنتهم سوي في المدن الکبري. لذا، ليس ضرورياً الإصرار علي إيجاد طبيب أسنان متخصص في الأطفال. فلطبيب الوالدين القدرة علي متابعة أفراد الأسرة جميعاً. المهم أن تشعر الأسرة بالراحة معه، و تقتنع بکفاءته. وفي الأحوال کلها، تنفع تلك الزيارة الأولي في طمأنة الطفل و تعويده علي عيادة الأسنان، مع أمل ألا يضطر إلي تکرار الزيارة کثيراً.
إضافة الـ«فليور» إلي حليب الطفل أو طعامه، أو إعطاؤه حبات «فليور»، بهدف تقوية أسنانه، فکرة خاطئة سادت عقوداً. إذ لا يندر أن تؤدي الي نتائج عکسية، متمثلة في «داء الفليور» (الذي يترک بقعاً دائمة عل الأسنان، لا تزول إلا بعمليات معقدة). فقط ثبت أن 80 في المئة من حالات تسوس الأطفال تصيب 20 في المئة منهم فقط، لذا، اغتنمي فرصة زيارة طفلك الأولي لطبيب الأسنان لمناقشة الموضوع، فمن بضع الأطفال، ممَّن يعانون قصوراً طبيعياً في الـ«فيلور»، قد يکون تناول نافعاً فعلاً، إنما بکميات مدروسة، و ليس بعد سن 12 سنة (حيث تکون الأسنان دائمة تکونت نهائياً، و لا يعود الـ«فليور» مفيداً، بل ينطوي علي ضرر). وثمة أطفال أکثر عرضة للتسوس من غيرهم، لأسباب مختلفة، وراثية أو فيزيولوجية أو تخص الهرمونات و القدرة علي امتصاص المعادن و تمثلها، بما فيها الفيلور، الذي يلعب دوراً حاسماً في «مَعدَنة» الأسنان، وحمايتها من التسوس، و طبعاً، الأهم من ذلک کله: العادات الغذائية. هکذا، في إمکان الطبيب، بحسب حالة طفلک، أن ينصح بال«فليور»، أم علي العکس يمنعه. فـ«الفليور» دواء و ينبغي التعامل معه علي ذلك الأساس، بالتالي اتخاذ الاحتياطات الاعتيادية اللازمة لتناول الأدوية.
داء الرّضاء
مثلما ذکرنا، فإن أسنان الصغار اللبنية ليست في مأمن من التسوس، الذي يشکل «داء الرّضاعة» (أو الـ«بيبرون») أهم مسبباته، بدءاً من سن 3 سنوات، وفي أحيان نادرة حتي مع رُضّع. ويصيب بشکل خاص الأسنان الأمامية، بين النابين، في کلا الکفين العلوي والسفلي. في المراحل الأولي، لا يمکن کشفه سوي من جانب طبيب أسنان. أما لاحقاً، فيمکن للوالدين أيضاً تشخيصه بسهولة من خلال إشارة واضحة: ظهور بقع بنية اللون علي الأسنان الأمامية، التي تصبح أيضاً هشة و ضعيفة. و السبب الأساسي لـ«داء الرّضاعة».. هو طبعاً الرّضاعة، التي يؤدي تلامس الأسنان الأمامية معها إلي التسوس. إذ لا ينبغي إغفال أن الحليب يضم سکراً، وأن المشروبات الأخري، کالعصائر المعطاة للطفل عبر الرّضاعة، تضم نسبة عالية من السکر، فضلاً عن الأحماض. والتقاء السکر مع الأحماض له أسوأ مفعول علي الأسنان.
وما يحصل، مع الأسف، من أجل تهدئة الطفل، لا يندر أن تلجأ أمهات إلي ملء الرّضاعة بالحليب، أو بالعصير ما، و إعطائها إلي الصغير قبيل نومه، فتظل بين شفتيه ساعات. و هنا يکمن الخطر. إذ تمنع الرّضاعة اللعاب من لعب دوره في «معدنة» الأسنان، لوقايتها من التسوس. هکذا، تتعرض الأسنان لهجوم السکريات، مضافاً إليها الحموضة (في حال شرب عصير). وما يُفاقم الأمر: إفراز اللعاب، أصلاً، ينخفض طبيعياً ليلاً و أثناء النوم. هکذا، مع وجود رضاعة في فم الطفل و هو نائم، تتضاعف احتمالات تسوس أسنانه 10 مرات، لذا، ينبغي إدراك أن الرّضاعة ليست «لهّاية»، أو «مصّاصة»، نعني تلك القطعة المطاطية التي يضعها الطفل في فمه من دون تناول حليب أو عصير. و يجب الامتناع عن إعطاء الطفل رضاعة لحضه علي النوم، ثم ترکها بين شفتيه ساعات، بل يجب رفعها من فمه حالما ينهي وجبته.

توقيع
سيــــدة الغيــــد بنتظار تفعيل العضوية



يعطيك الف عــآآآفيه شــآآكره جهودك


Powered by: vBulletin
 ©2000 - 2024, Enterprises Ltd.
المنتدى برعاية مميزون العرب للخدمات الرقمية
www.z777z.com
Adsense Management by Losha
( جميع مايكتب يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يحمل وجهة نظر الموقع يعبر عن كاتبها فقط )
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية
جميع الحقوق محفوظة زوجــي و زوجتــي عالم الحياة الزوجية