السلام عليكم ..
قصة أو رواية اللي تسميها موب مهم حاولت اختصرها.الزبدة أنها صارت في فترة معينه.قد تكون حقيقية أوخيال.
اتمنى للجميع قراءة مشوقة.
لا أدري من أين أبدأ..والساعة الآن تشير إلى الثانية صباحاً..وقت دخولنا هذا البلد الغريب..هدوء ورائحة مصانع أشاهد أبخرتها من بعيد..تلتها
رائحة عبقة قد تكون من وحي الخيال..أدركها وأميزها وأشتمها وكأنها تحدث الآن بالرغم من مرور سنيين.
نحن بالسيارة نعبر بطريق مملوء بالأشجار والورود والبيوت والمحلات وكأنها مصممة خصيصاً لي وساحات خضراء على جوانب الطريق..وصلنا
أنا محظوظ بيتنا مطل على نهر..يشبه الكنال الصغير..مليئ بالمراسي والقوارب الصغيرة والكبيرة..لست مرهف الإحساس..لكن المكان أسر عقلي
منذ الوهلة الأولى..وكأنه حلماً يلاحقني في كل مكان.
ولا أريد أن أستيقظ منه أبدا..وبلا شعور وبكل تلقائية وعنفوان شباب..وفي الصباح والسماء كأنها ستمطر خرجت لأبحث عن محل لأشتري
كاميرا..لأوثق تلك اللحظات الثمينة.
المدرسة مختلطة ومن أروع ما يكون..وفي أول يوم سألني طالب..سؤالاً مفاجئا سأتذكره دائماً..أين هي فتاتك !!
ولكي أعيش وأندمج مع ذلك المجتمع..أزلت جميع الحواجز بالرغم من إختلافنا..أطلقت على أصدقائي أسماء عربية مضت الأيام حتى بدأ شكلي
يقارب أشكالهم.
أول صديق لي ماجد..غير جاد أبداً..يبحث عن السعادة والضحك دائماً..أبدا ًلم يشعرني بأنني غريب..لا يحب الرسميات والتكلف..مثل أخ لك لم تلده
أمك..هو الآن من رجال الأعمال الناجحين..ولا أزال على إتصال به.
فتاة جميلة من نفس المدرسة اسمها أميرة..أرى الماء يعبر في حلقها من شدة بياضها..شقراء زرقاء العيون نشيطة مليئة بالحياة بسيطة
متواضعة..شكلها يوحي بالغرور والتكبر..وفي الحقيقة سهل خداعها..دقائق على وجودي ثم أدركت الفتاة شئ..وبدأ الفضول يحاصرها من كل
جهة..دار بيننا حديث..ثم باحت لي بشيئ يخصها وهو عشقها للورد حتى ظننت أنها تأكل الورد.
سكان البلدة محرومون من الورد..لأنظمه يحترمونها تمنعهم من قطف الورود..فجأة تذكرت بأن القنصلية السعودية يخصص لها كل يوم مجموعة
متنوعة من الورد..وكل صباح ومن دون
كلل أو ملل..وقبل ذهابي إلى المدرسة..أذهب إلى القنصلية لأهدي تلك الفتاة وردة..أشعر بعدها بأني أملك الدنيا ومن عليها..هو شعور ومتعة عظيمة
بأن تهدي لشخص شئ يحبه حتى الثماله.
ماريا.. فاتنة ومغرية تذكرني دائماً بممثلة نسيت أسمها..على درجة عالية من الثقافة..تعشق النقاش والمجادلة عنيدة
تحب التحدي والجميع يجد السعادة والمتعة بمناقشتها..وجريئة ودوده تتقبل المزاح حتى من الشباب.
لطيفة..مسترجلة محترمة ضحكتها غريبة..ملابسها رجالية..معظم أصدقائها من الشباب وتخرج معهم.
قوية عنيفة إذا رأتني متكدر أو غاضب تقول إضربني..أضربها في كل جزء من جسمها..حتى مملت من ضربها.
أتعجب أنها لا تتألم ولا تبكي ولا تشتكي..ليست مثل باقي الفتيات بالفعل مجنونة أشك دائماً بأمرها..بيننا صداقة مميزة الجميع يلاحظها..أصبحت
سري كاالبئر..أرمي به ماشئت وقت ما أشاء.
مرت سنتين في الغربه أو الحلم لا أدري بالضبط..ثم بدأت حرب الخليج..رجعت للوطن انتهى الحلم وعدت للواقع..بقيت فترة ثم أغلق مطارالرياض.
سافرت براً إلى جدة..أقلعت الطائرة وصلت وبدأ الحلم من جديد..اختلفت ملامحي قليلاَ..ومعي الكثير من الواقع لأرويه للحلم.
إبنة سفير مدللة وحفلة عيد ميلادها مملة في بيتهم..أحاول أن أتذكر أسمها..دخلت وأمامي كاميرا فيديو وفلاشات تلتقط..وطاولة كبيرة مليئة بكل ما
لذ وطاب..وأصوات مرتفعه ومسجل وأغاني ورقص وفوضى..أجامل وأنتظر حتى ختام الحفلة المملة..أعتبرها تأدية واجب لا أكثر.
أنتظر مغيب الشمس لأنطلق بسرعة البرق..لمناسبة حقيقية مع الأصدقاء في الشاليه المطل على أروع الشواطئ.
حبيبتي تنتظرني على أحر من الجمر..لأفاجئها بهدية..وبقيت تلك الليلة معها حتى أصبحنا بمفردنا..بدأ قلبي ومشاعري تسيطر وبادرت بالأحضان
والقبل الحارة وهي تستجيب كأنها محرومة..وكاد جسمها يتلصق بجسمي..سلمت نفسها..أرغب بالمزيد ولكني لا أريد أن أشوه تلك الصورة الرائعة
التي رسمتها بيدي..سيطر عقلي وقررت التوقف عند نقطة..اعتقدت أنها مرضية للطرفين.
أجمل الذكريات..الرحلات مع العائلة..لها وقع خاص في القلب والعقل..ودائماً تبدأ بالتفكير بعدم الرغبة بمرافقتهم.
لا أدري ما الذي يمنعني في البداية..مع أنها جميلة هي الرحلات مع العائلة..أتذكرها دائماً خاصةً بعد مشاهدة البوم الصور..تريد أن تبكي أو تضحك..مشاعر لا يمكن وصفها بل هي مشاعر مختلطة..ومن حيث لا أعلم أقرر فجأة الذهاب معهم.
أنا الآن في السنة الرابعة والأخيرة..لا أحب أن أناقش وأتذكر ساعة المغادرة..تبقى معي دائماً مشاعر الحزن والغضب أحياناً والخوف من الفراق
المفاجئ..الذي قد لا يستوعبه عقلي وقد يصيبني إحباط نفسي..وربما تتطور الحالة النفسية السيئة وأدخل في دائرة مغلقة أرفض الخروج
منها..تملكني الملل وبعد تفكير طويل ومضطرب..وجدت الحل ثم قررت الإنعزال والانسحاب..وأن أعيش الدور بكامله..واستطعت أن أجتاز مرحلة
مهمة..وقد كانت مثل عبور نفق مظلم لا تعلم ما نهايته..وغادرت بدون وداع.
وصلت لأرض الوطن..وأنا في المطار وقت الوصول الساعة الثامنة مساءاً بتوقيت الرياض..إجتزت كل حواجز المطار..إنتهى الحلم وبدأ الواقع..الآن
أنا أبحث مثل أول مرة عن محل..ولكن هذه المرة لتحميض الصور..اعطيت البائع الكاميرا وقلت لست بحاجة إليها بعد اليوم..أخذت الصور شاهدتها..أدركت أن تلك السنوات عبرت مثل الحلم كلمح بصر..وأن تلك الرائحة العبقة كانت هي الحرية الملعونة.
بالنهاية أتسائل هل الحلم علاج والواقع مرض أم هو العكس ؟؟
العرض العادي
